مصـر ليسـت عـزبة يحكمـها العـسكر وعـملاؤهم الاخـوان و السلفين

الحمد لله.. الحمد لله

بقلم اسعاد يونس ...... المصرى اليوم 3/8/2012

• الحمد لله الحمد لله الذى لا يحمد علي مكروه سواه.. فقد نلت ما كنت أتمناه.. كان لدي حنين شديد إلي الماضي لدرجة أنني كنت أتذكر الأيام الخوالي و أنخرط في بكاء مُرّ حزنا عليها و شوقا إليها.. و لكن.. الحمد لله.. فقد عاد الماضي بفضل السادة المسئولين الحاليين فى وطنى الحبيب.. هو مارجعش كله.. إنما النصيب بقي.. الرجوع نشّن علي الجزء المنيل منه..

• الحمد لله رجعنا نحوش الشمع عشان نواجه قطع الكهربا لساعات عدة.. رجعنا نسبح في الظلام و نمشي نحسس بعد ما الشمعة تسيح على صوابعنا و تلسوعهم.. رجعنا نسمع الراديو ابو بطارية عوضا عن التليفزيون المقطوع حسه و نوره.. رجعنا نسيح ف عرقنا وصوابعنا تلزّق ما نعرفش نضرب حتة مقال عالكومبيوتر.. ده غير إن الكومبيوتر نفسه انتحر و خد معاه كل الأجهزة الحديثة بتاعة اليومين دول من كُتر هشك بشك الكهربا.. فاضل هسّة و الواحد يكتب المقال علي ضوء الكبريت زى المساجين و يبعته الجرنال بالحمام الزاجل.. أو علي ضهر ناقة متعودة ع السكة..

• رجعنا ننده بعض م الأوض و نلم العيال اللى بتتسرع م الضلمة عشان نجعمز فوق سرير واحد كلنا.. رجعنا نسلي وقتنا و احنا مخيمين فوق السرير و نحكي حواديت أمنا الغولة و السلعوة أم رجل مسلوخة بما يتناسب مع الجو الرومانسي أبو ضلمة ده.. ماهو قطع نور و مية و تكييف و مروحة و نت و تليفونات ما يجيبش غير حواديت منيلة زى دى..

• رجعنا نسقّع قلل ما شاء الله.. قمة التحضر والله.. و رجعنا نطبخ الطبخة و نضطر ناكلها كلها بدل ما تبوظ في الفريزر المتوفي إلي رحمة الله.. و اللي يفضل منها نعمله سندوتشات عالسحور.. جو رومانسي موت لما تتسحر سندوتش فاصوليا بيضة او قرنبيط بالصلصة.. فتصبح تاني يوم صايم و ماشي مدلدل لسانك في الطل كده م العطش و الحر و الكرب اللي انت فيه..

• رجعنا نقضي أوقات طويلة سعيدة و احنا بنونس بعض جوه أسانسير واقف بين الأدوار و بننادي الأول بخجل " يا عثمان ".. ولا مجيب.. ثم بصريخ " انت يا زفت ياللى تحت.. خللي حد يسحبنا.. حانعمل بيبي على بعض م الحبسة".. و لكن الجديد بقي ان ولا حد بيعبرك عشان ده أصبح سلو البلد.. ولما النور بيرجع بعد عمر طويل.. بنخرج م الأسانسير كلنا بهدوء دون الحاجة للجري على دورات المياه.. بيبقي خلاص بقي.. قُضي الأمر.. و حتي ما بنسيبش أثر ورانا.. كله بيبقي ناشع عالهدوم..
• الحمد لله.. بفضل الإدارة الحكيمة بنرجع حاليا لتعدادنا الأصلي من بعد الزيادة المفرطة في عدد السكان.. و المواطنين بتخف كثافتهم بفضل قطع النور عن حضانات الأطفال و غرف العمليات و الإنعاش و الذى منه..

• و الحمد لله برضه للي حايقلق من قلة التعداد.. هناك وعود بأن يعود التعداد و يزيدله بتاع تلاتين اربعين مليون عيل تاني بفعل الضلمة و ممارسة الرياضة المفضلة لدي الشعب المصري اللى بيشترى فياجرا اكتر م الفول المدمس..

• الحمدلله رجعنا نحط حلل و بستلات تحت بزابيز الحنفيات على أمل إن الحنفية تنقطلها نقطتين كلما منت علينا الحكومة بلحسة كهربا من بعد خيرها.. و رجعنا نستحمى بالكوز واحنا واقفين جوه الطشت تحسبا لهدر المياه.. و رجعنا ننقع الغسيل فى الطشت جوه مية الحموم.. و بعد ما نغسل و نعصر نستعمل المية في مسح الأرض.. و برضه نفضل مستخسرين ندلقها فى البلاعة فنسقي بيها الزرع حتى يرتوي من مسحوق برسيل و يزهزه و ينور كده.. ده إذا كان فيه زرع لسه عايش في الايام الكالحة دى.. و ياريته وفر فى الفلوس.. لأ داحنا بندفع تمن كهربا مقطوعة.. و لو جبنا مولد علي حسابنا مانلاقيش سولار.. أصله طالع إعارة لبلد تانية.. بس الحمد لله.. اصرف ما في الجيب.. يولع ما في الغيب..

• معالم كتير من نوستالجيا الحنين الي الماضي بترجع.. بس فيه بعضها ما جاش قوى.. فين أيام ماكان الواحد لو نسي يظبط المنبه عشان يقوم يروح المدرسة الصبح فيصحي على نهيق الحمار بتاع الزبال.. معرفش ليه كان بينشن على أم فتحة الشيش المتوارب بتاعي و يطلق فاصل من النهيق الصباحي المبحوح .. بس كان فيه زبال.. آه و النعمة.. ياللا.. الحمد لله.. بنشيل زبالتنا بإيدنا و ننقلها و برضه بندفع تمنها.. إعجاز و الله..

• آآآآآآآه.. ما أجمل الذكريات.. فين أيام ماكان الواحد بيخرج من بيته مش عارف راجع و الا لأ.. يبقي ماشي ف أمان الله كده تقوم تنفجر قهوة جنبه و أشلاء البني آدمين تيجي عليه تزروطه.. أو أتوبيس سياحي فيه شوية خواجات كفرة جايين يزوروا بلد الحضارة.. أو محل دهب أو فيديو.. او يطس فى جنازة رئيس مجلس شعب او لواء شرطة أو كاتب نابه و عبقري تم تصفيته علي إيد الناس الكُمّل أصحاب المبادئ السامية.. أو يكون رايح ناحية الأزهر فينوبه شظيتين من بومبة مفرقعة يشوهوا ملامحه.. أيام ما تتعوضش.. بس الحمد لله.. أهم الناس الكُمّل دول راجعين بالسلامة.. و نوصل الود اللي انقطع بقي.. ماتغيبوش علينا يا ولاد.. عايزين شغل علي مية بيضا.. و الحمد لله ان تلاميذكوا حملوا الرسالة و الأمانة شغالين الله ينور فى الكنايس و بروجرام الفتنة الطائفية و مكملين ماشاء الله ماشاء الله فى الخطة الخمسينية بتاعة اشاعة الفوضي و زرع الفتن و ضرب الفتاوى المُزَعببة.. ده حتى عملولكوا حفل استقبال علي شرف خروجكوا م السجون فى دهشور.. نضفوا البلد خالص م الاقباط و البيوت و المحلات و الفلوس و الأمن.. و في انتظار التوجيهات و التعليمات بقي بس بعد ماتاخدوا نفسكوا و تريحوا الجتة و تعودوا للنشاط بروح الدعم الحكومي و المباركة الحزبية التي نعمتم بها دونا عن باقي الحشرات الموجودة فى السجون اللى اسمهم الشر بره و بعيد ثوار..

• و الحمد لله كمان إن الواحد عاش و شاف تطور مذهل فى واقعه يفوق حنينه الي الماضي.. يعني زى ما عاش ماضي بيحضر ولادة حاضر.. بس حاضر مُزرى حبتين.. ماكانش علي أيامنا الناس تنهش بعض و تقطع بعض و تعتدي على بعض.. ماكانش علي ايامنا الناس تثبّت و تسرق بعض ف عز النهار دون رقيب ولا حسيب.. ولا ان الواحد يكون فاشل و ساقط و يروح يقطع طريق عشان ينجحوه في الامتحان بالعافية.. ولا يعتدي علي قاضي او ظابط شرطة او جيش.. و لا يمتهن محكمة دستورية ولا يبرك علي نفس مجلس شعب و شورى بالعافية.. ولا يغتصب لجنة تأسيسية للدستور و هو كده بقي و ان كان عاجب.. ولا كان تعداد البلطجية يفوق تعداد السكان بالعظمة دى.. ولا شاف جيشه مهزأ و مهان و واخد جنب كده.. ولا شرطته كاتعة و مكلبشة بعضها بدل ما تكلبش المجرمين.. الحمد لله اني لحقت اشوف هذه المباراة المبهرة بين تكسير التماثيل و طمس الهوية المصرية و بين تكسير الرموز البشرية و تحطيم الشخصية المصرية.. و الله ولا كاس الأمم الأفريقية اللي كسبناه كذا مرة.. الحمد لله ان الواحد حضر ظواهر زى هيلاري كلينتون اللي جت تزورنا كأنها بتمر علي ملجأ أيتام.. و شاف حدوده مفتوحة ترحب بالزائرين اللي داخلين ياخدوا حاجتنا و يشتمونا بأقذع الألفاظ.. و ياريتهم بيخرجوا.. لأ ده بيلبدوا زى القُراد.. و شاف سينا اللي رجعت اتاخدت تاني منينا.. و مصر اليوم في بيض..

• الحمد لله أن الواحد شاف مولد ميدان التحرير في ثوبه الجديد.. و حضر وفاة نفس الميدان و مشي ف جنازته..

• الحمد لله إني عشت و شفت ظاهرة جديدة خالص.. احتلال منه فيه.. حبة ناس من جوه شعب يقلبوا جيشه و شرطته و يحتلوه ولا الحوجة للاحتلال الأجنبي.

• الحمدلله إني عشت و شفت مصر في توبها الجديد.. مقطع و مقيح و كل خرم فيه أوسع من التاني.. تكونش موضة زى الجينزات المقطعة؟؟.. يمكن.. لكن الحمد لله.. الحمد لله على كل شئ.. الحمد لله الذى لا يحمد على وكسة وطن سواه..
إسعاد يونس