فاطمه ناعوت : - حذرناكم |
حذّرناكم بما فيه الكفاية قبل تمكّن #مرسي من رقابنا، وقبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ فقلتم سنقدر على خلعه إن ظلم! نبهناكم أن الثورة على الحاكم غير جائزة في عرفهم وموجبة القتل، سخرتم منا وقلتم إننا أعداء الإسلاميين! قصصنا عليكم ثورة إيران التي قام بها اليسار والمثقفون والليبراليون والعلماء والكتّاب والنساء المثقفات والنخبة ثم سرقها الإسلاميون تماما كما حدث عندنا، قلتم مصر غير إيران. حكينا لحكم كيف بدأ الخميني في تصفية المعارضة وصنّاع الثورة الإيرانية الحقيقيين وكيف علق على المشانق كل من قال (لا) في وجه الظلم وكيف امتلأ سجن (إيفين) الوحشيّ بكل الليبراليين واليساريين والعلماء الذين قاموا بالثورة بالفعل، فاتهمتمونا بالتشاؤم وعداء التيار الإسلامي والإسلاموفوبيا والإخوانوفوبيا وكل تلك الترهات التي اخترعها من حبكوا الأنشوطة حول رقابنا ويسعون اليوم إلى جرّنا للذبح كالخراف. قلنا لكم لا إخواني ولا جهادي ولا جماعات لأن واحدهم سيبني ملكه فوق جثامينكم! سببتمونا وكفّرتمونا وخوّنتمونا. قلنا لكم لم نخلع مبارك لنُدخل مصر في نفق مظلم وحكم شمولي وظلم وعنصرية وقتل باسم الله، حاشاه عن ذلك؛ فقلتم دعونا نجرّب. قلنا لكم لا تجربة في موت الشعوب وسحق الإرادة ودمار مستقبل أولادنا وتخريب نسيجنا المجتمعي ونهب خيرات البلاد لصالح جماعة سرية تحظرها وتحذرها الإنسانية، والأعراف السياسية القويمة المحترمة؛ فقلتم لنا لستم وصاة علينا ونحن أدرى بما يريد الناس. حذّرناكم لأننا- ببساطة- قرأنا التاريخ جيدا ونعلم جيدا طبيعة الكود الأخلاقي والسياسي للإخوان. ولكنكم لم تصدقونا.