الصلاة على المنتقلين
عقيدة


الكنيسة القبطية الأرثوذ**ية: هى استسماح مجانى والتماس رحمة للراقدين عن
الهفوات والضغفات كبشر قد لحقهم توان أو **ل أو تفريط ليرحمهم اللـه كصالح
ومحب للبشر وينحهم فى فردوس النعيم أتكالا على ذبيحة المسيح المجانية وغنى
رحمته.


أما
الأصوام وأعمال الرحمة فهى وسائل استرحام وليست للتكفير* فلايكفر عن
الخطايا إلا دم المسيح. ولايوجد مايسمى بالمطهر أو روائد القديسين.

رأى
الكاثوليك: هى للتفكير عوضا عنهم ترضية للعدل الإلهى * ولإسعاف النفوس من
نيران المطهر مع الصدقات والأصوام والغفرانات التى يقدمها الأحياء عن نفوس
الموتى والتماس التكفير من زوائد القديسين. فهى شراء لرحمة اللـه بثمن.



رأى
البروتستانت: لافاعلية ولالزوم لها ؛ فما هى إلا حفلة وداع وانتهاز فرصة
لعظة الأحياء ؛ مع أن لوثر نفسه مؤسس البروتستانتيه كان يؤمن بلزوم الصلاة
من أجل الراقدين.

هل ينتفع غير المؤمنين والأشرار من هذه الصلاة ومن الصدقات؟:
1-
قوانين الرسل (1: 69) والقانون 69 لإكليمنضس والسنن الرسولية (8: 43) تقول
إن الشرير لن ينتفع بها حتى لو قدمنا كل قنايا صدقة للفقراء بالنيابة عنه.

2- فم الذهب
يؤكد أن الصلاة والصدقة عن الأموات فى شرورهم لن تؤدى إلى خلاصهم كما أنها
لاتخلص الأموات الغير مؤمنين والغير معمدين ولكنه مع ذلك ربما من منطلق
تعليم الكتاب المقدس يتفاوت درجات العذاب يرى أنه يمكن تقديم بعض المعونة
لهم – ولو أنها قليلة- عن طريق الصلاة وتقديم الصدقات نيابة عنهم مما قد
يخفف بعض الشئ من آلامهم.

لماذا نصلى من أجل الراقدين؟:
1) إن
المنتقلين كبَشَر لايخلون من الخطايا العرضية إن سهوا أو عن ضعف لأن
الميلاد الثانى وإن كان قد رفع عنا سؤ الطبيعة الفاسدة إلا أنه لم يهبنا
العصمة منها ولم يقطع دابر الميل إليها فلا يخلو إنسان قط من السهو أو
الضعف بالفعل أو القول أو الفكر ” السهوات من يشعر بها. من الخطايا
المستترة ابرئنى” مز19: 12.

وحيث أن
الجهالة والسهو ولو اعتُبرا هينين فى نظر البعض إلا أن من يمارسهما لا يخلو
من المسئولية أمام الرب إذن يجب الصلاة لراحة نفوس الراقدين وهى فى مكان
الإنتظار لأن يوم الدينونة لم يأتِ موعده* حتى لايكونوا فى قلق أو اضطراب
إن تذكروا خطاياهم بل يشعروا بالراحة حين تذكر مراحم اللـه.

” لاتمنع معروفك عن الميت” سيراخ 7: 33.
“لاتقل قدام الملاك إنه سهو” جا5: 6.
فعندما
يخلع الأبرار أجسادهم تزداد حساسية أرواحهم وتقوى ذاكرتهم فتنكشف أمامهم
خطاياهم التى فعلوها بمعرفة أو بغير معرفة ويشعرون بتقصيرهم فيكونون فى
مسيس الحاجة إلى تعاطف أعضاء الكنيسة معهم فى التوسل إلى المسيح رأس
الكنيسة أن يهبهم الرحمة ويؤكد لهم الغفران فينعمون بالتعزية والراحة لأن
راحة الفردوس ونعيمة نسبية فقط وهى مجرد عربون لايكتمل إلا بظهور المسيح
ثانية للخلاص للذين ينتظرونه (عب9: 27* 28).

وطالما أنهم لم
ينالوا بعد كمال الراحة والسعادة فالصلوات من أجلهم تستجاب بإعطائهم مزيدا
من الراحة والإطمئنان والسعادة؛ أما فى اليوم الأخير متى دخلوا إلى أورشليم
السمائية مسكن اللـه مع الناس فـ “سيمسح اللـه كل دمعة من عيونهم….
ولايكون حزن ولاصراخ ولاوجع…” رؤ21: 4.

وتصلى الكنيسة
فى أوشية الراقدين :” وإن كان لحقهم توان أو تفريط كبشر وقد لبسوا جسدا
وسكنوا فى هذا العالم فأنت كصالح ومحب للبشر… يارب نيحهم واغفر لهم فإنه
ليس أحد طاهرا من دنس ولو كانت حياته يوما واحدا على الأرض” (من كتاب د.
اميل ماهر).

2) رغم راحة
المنتقلين من أتعاب وحروب هذا الدهر وتمتعهم بعربون عظيم من المجد يبقى
عندهم أنين الشوق إلى لبس أجسادهم الممجدة فهم فى حالة انتظار ليوم القيامة
حين يتم خلاصهم الذى هو موضوع رجائهم.

” فإننا فى هذا أيضا نئن مشتاقين أن نلبس فوقها مسكننا الذى فى السماء” 2كو5: 2.
” ولما فتح
الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة اللـه… وصرخوا…
قائلين حتى متى أيها القدوس والحق لاتقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على
الأرض فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا
حتى يكمل العبيد رفقائهم واخواتهم أيضا العتيدون أن يُقتلوا مثلهم” رؤ6:
9-11.

3) تصريح الرب بوجود مغفرة فى العالم الآتى يحتم علينا طلب المغفرة والرحمة للمنتقلين.
” ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له لا فى هذا العالم ولا فى الآتى” مت 12:32.
إن الكنيسة تقرأ
الحل على روح المنتقل أثناء صلاتها* تحالله من جميع خطاياه التى فعلها وهو
فى الجسد لاسيما إذا أتاه الموت فجأةً ولم تكن له فرصة للإعتراف عن خطايا
تاب عنها أو إذا لم يعترف بخطايا نسيانا منه* وكانها تقول للرب ” هذه النفس
خرجت من عندنا وهى محالله من جهة الكنيسة * لاتربطها فى شئ وبقى أن تتركها
فى رحمتك يافاحص القلوب والأفكار”.

ومن أمثلة الخطايا التى يمكن أن تغفر فى الدهر الآتى:
1- من
يُحرَم ظلما من كاهن أو أسقف فيموت محروما ويسمع الحل فى الدهر الآتى
“وأسقف يوجب القضية على أحد ظلما فالنقمة تخرج من فمه على نفسه” الدسقولية /
باب 5.

2- الخطايا العرضية التى لايشعر بها الإنسان.
3- الخطايا التى لاتتاح للتائب فرصة نوال مغفرة عنها على الأرض.


+ ولن تتحقق هذه المغفرة من خلال مايسمية الكاثوليك بالمطهر.


4)
رحمة اللـه : فطالما أن صدور الحكم الأخير مؤجل إلى يوم الدين فالمجال
الآن مفتوح والفرصة متاحة لاستدرار مراحم اللـه برفع بخور التراحيم فى
القداسات وسائر الصلوات مع تقديم الصدقات من أجل أرواح جميع المؤمنين
الراقدين لكى ينيحهم اللـه وهم فى مرحلة الإنتظار ويعطيهم أن ينالوا منه
رحمة وخلاصا وغفرانا وحياة أبدية عند ظهوره الثانى المخوف المملوء مجداً.
واللـه وحده له السلطان أن يستجيب الصلوات المرفوعة إليه وفقا لمسرة مشيئته
بحسب غنى لطفه ورحمته المملوءة عدلا وعدله المملوء رحمة. (من كتاب د. اميل
ماهر).


فرحمة
اللـه فرصة مباركة تتيح لنا الصلاة من أجل أخواتنا المنتقلين لأجل الهفوات
وصغر النفس أو التوان أو التفريط او ال**ل وذلك بالنسبة لمن يرقد بإيمان
وتقوى إذ ليس أحد طاهرا من دنس ولو كانت حياته يوما واحدا عاى الأرض.

” الرحمة تفتخر على الحكم” يع2: 13.
” وأنت إله غفور وحنان ورحيم وطويل الروح وكثير الرحمة” نح9: 17.
” لأنى علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطئ الغضب كثير الرحمة” يون4: 2.


فلماذا نسأل لاخواتنا الراقدين شيئا من فيض المراحم؟


إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب للرب فيعطيه حياة للذين يخطئون
ليس للموت. توجد خطية للموت ليس لأجل هذا أقول أن يطلب” 1يو5: 16.

ومنع الطلب يختص يالمنتقلين وليس الأحياء أى أننا نطلب عن المنتقلين من أجل الخطايا الغير مميته فقط بدليل:
1) إن كل خاطى
مهما كانت جسامة خطيئته لايعدم وسيلة لغفرانها بنعمة المسيح المجانية مادام
حيّا فالصلاة من أجل الأحياء لايجوز قصرها على الخاطئين ببعض الخطايا بل
يصلى عن الأثمة العتاة لأن النعمة قادرة أن تحول أكبر المجرمين إلى أبرار
أتقياء.

2) قصر
الأمر على الصلاة وحدها دون الحض على إرشادهم ووعظهم يدل على أنهم انتقلوا
ولم يبقَ أمامهم إلا وسيلة واحدة لمغفرة خطاياهم وهى الدعاء لهم ولو كانوا
أحياء لقال علموهم وارشدوهم واطلبوا لأجلهم لأن الوسيلة التى عيَّنها اللـه
لهداية االخطاة الأحياء ليست الصلاة وحدها ولكن الإرشاد والتعليم أيضا حيث
أن المؤمن وهو فى الجسد لاينال الغفران إلا بالتوبة.

3) ولو كان
المقصود الأحياء لكان السيد المسيح قد جاء من أجل غفران خطايا دون أخرى مما
يعارض الآيه بأن دمه يطهر كل خطية والآيةة “ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم
أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه…” اش55: 7. ومما يتعارض مع غفران الرب
لخطايا مميته مثل زنى داود وقتله وإنكار بطرس وزنى المرأة الخاطئة.

قالمقصود
بالآيه ألا تصلى الكنيسة من أجل المنتقلين الهالكين كمن يموت منتحرا ولم
يكن فاقد العقل أو يموت فى هرطقة أو بدعة أو ارتداد أو أثناء ارتكابه جريمة
أو يموت فى خطية لم يتب عنها* وإنما تصلى من أجل المنتقلين الذين لم
يرتكبوا مثل هذه الخطايا المميته لأنهم لايخلون ممن السهو أواتيان أعمال
غير مفيدة. وهذه الصلاة ليست جائزة فحسب بل واجبة كأمر الرسول.

+ والآيه ”
وإلا فماذا يصنع الذين يعتمدون من أجل الأموات إن كان الأموات لايقومون
البته فلماذا يعتمدون من اجل الأموات” 1كو15: 29. ولو أن تفسيرها عن سر
المعمودية إلا أن البعض يفسرها بصبغة الألم والتوجع والتنهد والبكاء فى
الصلاة التى يقدمها بعض المسيحين عن بعض ذويهم الذين رقدوا وكذا الصوم وقرع
الصدر والأسهار ليرحمهم اللـه بنفس المعنى فى الآيه ” اتستطيعان … وأن
تصطبغا بالصبغة التى اصطبغ بها أنا” مت 20: 22 (المعمودية معناها صبغة).

5) ماجاء
بسفر المكابيين الثانى 12: 43-46 ” ثم جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع
ألفى درهم من الفضة فأرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطية وكان
ذلك من أحسن الصنيع واتقاه لاعتقاده قيامة الموتى لأنه لو لم يكن مترجيا
قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من أجل الموتى باطلا وعبثا ولاعتباره أن
الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل وهو رأى مقدس تقوى ولهذا قدم
الكفارة عن الموتى ليخلوا من الخطية”

هذا يدل على أن
شعب اللـه فى أيام يهوذا المكابى قدموا قرابين وصنعوا إحسانات من أجل نفوس
الراقدين وقد مدح الرجل على ذلك وحسب عمله مقدسا وتقويا. ولامحل للاعتراض
على قانونية هذا السفر لأن الرب يسوع نفسه وافق عى ماجاء به حيث أنه حضر
عيد التجديد الذى رسمه يهوذا المكابى (يو10: 22).

6) مباشرة
الكنيسة فى عصر الرسل الصلاة على المنتقلين: طلب بولس الرسول نفسه الرحمة
من أجل صديقه انيسيفورس ” ليعطيه الرب أن يجد رحمه من الرب فى ذلك اليوم
(الدينونة)” 2تى 1: 18. والآتى يدل على أنه كان منتقلا وليس حيا يرزق:

1- طلب الرسول
الرحمة لبيته ( أى أهله الأحياء) قبل هذه الآيه مباشرة فلو كان حيا لكان
قدطلب له الرحمة أولا “ليعط الرب رحمة لبيت انيسيفورس لأنه مرارا كثيرة …
ولم يخجل بسلسلتى …ليعطيه الرب …” 2تى 1: 16.

2- وفى آخر هذه
الرسالة ” سلَّم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس” 2تى4: 19. فلو كان حيا
لكان الواجب أن يسلم عليه هو نفسه أو على البيت وربه أى عليه وعلى أهل
بيته.

3- إن قيل إن انيسيفورس كان وقتئذ مع الرسول فى روميه قلنا كان لابد أن يهدى سلامه كما أهدى سلام الذين معه (2تى4: 21).
4- وإن قيل إنه
لم يكن فى بيته ولافى روميه قلنا إن الرسول كان سيذكر ذلك كما ذكر عن
ديماس الذى تركه وذهب إلى تسالونيكى وكريسبس إلى غلاطية وتيطس إلى دلماطيه.
زكذلك يذكر عن لوقا أنه كان موجودا معه (2تى4: 10* 11) * ولم يكن تقديره
لأنيسيفورس بأقل من هؤلاء.

وسبق ذكر طلب يوحنا الرسول الصلاة من أجل الراقدين الذين يخطئون خطية غير مميتة (1يو5: 16).
7) شهادة التقليد الرسولى والقوانين:
” ورتلوا
من رقد من الشهداء والقديسين المتقدمين واخوتكم الذين رقدوا وهم مؤمنون
بالرب ثم اصعدوا قداس الشكر الذى هو الجسد المقدس والدم الجليل الذى للملك
فى كنائسهم وفى توزيع الذى رقد” (الدسقولية).

” يجب أن
تقرب “القربان المقدس” على الذين ماتوا فى اليوم الثالث والسابع والرابع
عشر فى الكنيسة الجامعة” (قوانين باسيليوس الكبير 31).

” اعمل الثالث للذين رقدوا بمزامير وصلوات لأجل الذى انبعث فى اليوم الثالث…
” (قوانين الرسل المرسلة على يد اكليمنضدس).
إذن سر
الأفخارستيا هو قربان على الراقدين أيضا* فكما كان لذبيحة الصليب أثر رجعى
فشملت مراحمها من ماتوا قبلها على الرجاء بالفادى الموعود كذلك ذبيحة
القداس إذ هى نفس ذبيحة الصليب لها نفس الأثر الرجعى بالنسبة لمن رقدوا فى
الإيمان بدون خطايا مميته * فهى ذبيحة استعطاف عن جميع المؤمنين أحياءً
وامواتا.

وليس معنى
هذا أنها تقدَّم عن الذين عاشوا وماتوا فى الخطية ؛ وإذا كانت الكنيسة تأبى
قبول قرابين الزناة والظالمين والمجرمين وهم أحياء فكيف تقدمها عنهم بعد
موتهم!

” يليق أن نصلى لأجل الموتى وأن نقدم لأجلهم الذبيحة السرية لنجعل اللـه عطوفا عليهم” (ق. كيرلس عمود الدين).
الليتورجيات تؤيد ذلك : مثل :
” الذين ذكرنا أسماؤهم والذين لم نذكرهم والذين فى فكر كل واحد منا. تفضل يارب نيح نفوسهم وارحمهم” (القداس الباسيلى).
” أولئك يارب الذين أخذت نفوسهم نيحهم فى فردوس النعيم” (القداس الباسيلى).
” اذكر يارب آباءنا القديسين الأرثوذ**ين الذين رقدوا * هؤلاء الذين فصلوا كلمة الحق باستقامة…” (القداس الكيرلسى).


” … وعن نياح كل المسيحين لكى المسيح إلهنا ينيح نفوسهم أجمعين فى فردوس النعيم ونحن أيضا يصنع معنا رحمة…” (القداس الكيرلسى).
9) أقوال الآباء: مثل :
” إن صلاة
القديسين تنفع الراقدين وإن الموتى ينتفعون بالصلوات والقرابين المقدمة
عنهم منفعة فاصلة” (ديوناسيوس تلميذ بولس الرسول فى سيمر2).

” إن كانت خطايا
المتوفى صغيرة فتجد منفعة بما يعمل بعده وإن كانت باهظة ثقيلة فقد أغلق
اللـه الباب فى مسعاة” (ديوناسيوس تلميذ بولس الرسول).

” إن الذبيحة الغير دموية تقدَّم عن الأحياء والأموات” (ترتليانوس).
” لايكفى أن
تبكى الميت فقط بل تضرع إلى اللـه من أجله بصلوات وصدقات وقدم عنه كل ما
يمكن تقديمه كما جرت عادة المسيحين فى تذكار الأموات” (فم الذهب).

” لنذكر
جميع الراقدين محققين أن نفوسهم تنتفع بذكرنا منفعة عظيمة فإننا إذا قدمنا
عنهم ضحايا ولو كانت عليهم بعض الخطايا… فتقدم عنهم الضحية التى تقدمت
كفارة عن خطايا الأحياء والأموات” (ق. كيرلس الأورشليمى).

أما الضحية
الغير دموية فهى استغفار حقانى. إن من كاننت عيشته صالحة ولحقه شئ من
الفوات فلينهض له أهله بعد موته ليساعدوه…. وأما من كانت عيشته رديئة غير
مهتم بنفسه ومات فلايساعده أحد” (البابا اثناسيوس الرسولى).

” ينبغى
ألا نرتاب أبدا أن صلوات الكنيسة المقدسة والذبيحة الإلهية والصدقات تسعف
المنتقلين الذين تقدَّم لأجلهم لكى يكثر لهم الرب رحمته غير ناظر إلى ما
استحقته خطاياهم. هذا ما سلمه لنا الآباء وتحفظه الكنيسة” (ق. اوغسطينوس).

” لم يوص
الرسل عبثا إقامة التذكارات عن الراقدين وقت تقديم الأسرار الإلأهية لأنهم
يعرفون أن للراقدين ربحا عظيما ونفعا جزيلا من ذلك” (فم الذهب).

سُؤلَ القديس اغريغوريوس :
أى شئ ينفع الراقدين فى الرب ؟
فأجاب:
” تقدمة
القربان الطاهر على شكل الضحية الخلاصية* فإننا نعلم أن هذه الضحية الطاهرة
نافعة لأولئك الذين أخطأوا ثم تابوا وبذلك حسناتهم تتبعهم وتنفعهم بعد
موتهم”

10) تنفيذا لآيات الكتاب المقدس : التى تطلب إقامة صلوات لأجل جميع الناس : مثل :
” فأطلب أول كل شئ أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس” 1تى2: 1* 2 ؛ والمنتقلون هم أناس.
” صلوا بعضكم لأجل بعض” ع 5: 16.
وإذا كان
مطلوب من الصلاة حتى من أجل الأعداء فهل نمتنع عن الصلاة من أجل أعزائنا
المنتقلين؟! . لقد كنا نُكثر الصلوات من أجلهم مدة وجودهم معنا فهل نهمل
هذا بعد مفارقتهم إيانا وكأن علاقتنا بهم قائمة فقط أثناء وجودهم معنا!

الكنيسة
تعلمنا الصلاة من أجل كل شئ حتى الجماد والنباتات وغلاَّتها والأدوية
والينابيع ؛ أفلا نصلى من أجل الأرواح التى أنطلقت وهى خالدة عند اللـه؟!

11) إذا
كان البعض يلتمس منا الصلاة من أجلهم فإن لسان حال المنتقلين يلتمس منا هذه
الصلوات من أجلهم فلا يجوز أن نضن عليهم بما هو واجب علينا كأعضاء فى
كنيسة واحدة كى ينالوا تعزية وسلاما.

” مصلين فى ذلك لأجلنا نحن أيضا” كو4: 3.
” فأطلب إليكم أيها الأخوة … أن تجاهدوا معى فى الصلوات من أجلى إلى اللـه” رو15: 30.
” وقال
جميع الشعب لصموئيل صلَّ عن عبيدك إلى الرب إلهك حتى لانموت لأننا أضفنا
إلى جميع خطايانا شرا بطلبنا لأنفسنا ملكا” اصم12: 19.

12) المحبة
تلزمنا بذلك : ومحبتهم ثابته فى قلوبنا لم يقدر الموت الذى انتزعهم عنا أن
ينزعها منا فمن يقدر أن يكم أفواهنا عن الصلاة لأجلهم؟.

” أشكر إلهى عند ذكرى إياكم دائما فى كل أدعيتى مقدما الطلبة لأجل جميعكم بفرح” فى 1: 3* 4.
فإذا كان
موضوع أحبائنا فى هه الدنيا يشغل قسما كبيراً من دائرة صلواتنا فلماذا نحذف
من دائرتها قسما ممن كانوا أحباء لنا بالأمس؟ إن عدم الصلاة من أجلهم يدل
على أن محبتنا لهم وقتية أرضية جسدية تنتهى بخروج الروح من الجسد.

13) نصلى
أيضا من أجل الراقدين تقديرا لخدماتهم ولتبرهن الكنيسة على أنها ذاكرة
عملهم غير ناسية تعب المحبة التى أظهروها نحو إسمه القدوس فهو نوع من
الوفاء وفرصة للانتفاع بسيرتهم ونوال بركتهم “ذكر الصديق للبركة” 1م10: 7.

14) لماذا نمنع الصلاة عنهم بحجة أنهم لم يسألونا ذلك فى حين أننا نقدم صلوات عن أحياء لم يطلبوا منا ذلك؟!
فدانيال
صلى من أجل أورشليم وشعبها ” إصرف سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم…. فى
ابتداء تضرعاتك خرج الأمر وانا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب” دا 9: 16* 17*
23.

والمفلوج شُفى ليس لإيمانه حامليه دون سؤاله.
15) أما
المعترضون بأن اللـه عالم بحالة أولئك الراقدين فم يستحق الرحمة منهم
رحِمَهُ دون الحاجة إلى صلاة فنرد عليهم بأن هذا الإعتراض يمكن أن يعم على
جميع الصلوات وليس على المنتقلين فقط فلا لزوم إذن أن نصلى من أجل المرضى
والمظلومين والشاردين!!!.

المراجع :
1- القول اليقين فى الصلاة على المنتقلين جز 1* 2
سمعان سليدس
2- الراقدون لماذا نصلى من أجلهم
سامح كمال
3- علم اللاهوت “القسم الخاص”
القمص ميخائيل مينا
4- اللآلئ النفيسة فى شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة جزء 1* 2
القمص يوحنا سلامة
5- حالة أرواح الراقدين وفائدة الصلاة من أجلهم
د. اميل ماهر
6- براهين الكتاب المقدس على صدق التعاليم الأرثوذ**ية
د. موريس تاوضروس
[size=21]


لأن مراحمه لاتزول. هى جديدة فى كل صباح” مر1 3: 22*[b]23