قام أغربينوس أسقف قرطجنة بعقد مجمعاً فيها سنة 217 - 223 م وأجمع المجمع على عدم صحة معمودية الهراطقة أيضاً.
سبب عقد هذه المجامع سنة
أما سبب عقد هذه المجامع هو بدعة نوفاسيانوس أسقف روما الدخيل , وكان نوفاسيانوس رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى تم بأيدى الهراطقة وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين.
 

وأنضم إلى نوفاسيانوس كثيرين من الكنيسة الرومانية ولكنهم سريعاً ما أدركوا أنهم أخطأوا وقرروا العودة إلى كنيستهم , ولما كانت كنيسة روما لا تعمد الهراطقة توقف الكهنة عن قبولهم ريثما يتفقون على رأى بشأن الراجعين التائبين من هرطقة نوفاسيانوس.
 

فكتبوا إلى القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة فى ذلك الوقت يسألونه رأيه فأجابهم برسالة قال فيها: " أن المعمدين على أيدى الهراطقة هم وحدهم الذين يجب إعادة عمادهم.. أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح " أ. ه ولما كان كبريانوس يفهم أن الكثيرين من المسيحيين التابعين لكنائس متعددة قد جحدوا الإيمان من شدة إضطهادات الأباطرة الوثنيين ولم يستطيعوا أن يتحملوا فأنكروا , فقال الأنبا كبريانوس: " أن مسألة الجاحدين التائبين فلا تتعلق بكنيسة روما بمفردها , ولذلك يجب ان تحكم فيها الكنائس الرسولية مجتمعة (2) "
 

وأستصوب كهنة روما هذا الرأى ويثبت ذلك رسالتهم الثانية إلى كبريانوس التى جاء فيها: " أن القضايا العامة لا يجب أن تنفرد كنيسة بالفصل فيها لأن فى ذلك خطأ عظيماً وأهانة كبرى لمجموع الكنائس المسيحية , فضلاً عن أن الكنيسة التى تتعرض لأصدار حكم فى قضية عامة يصبح حكمها ملغى ولا يعول عليه " أ. ه (3)
 

مكاتيب توصية الشهداء
 وحدث أثناء إضطهاد الأمبراطور ديسوس قيصر الشديد للمسيحيين أن زل كثيرين منهم وقدموا ذبائح للأوثان ولم يتحملوا التعذيب ثم رجعوا إلى شركة الكنيسة بدون أن يخضعوا للتدريب أو العقاب الروحى الصارم حتى تتأكد الكنيسة من صدق توبتهم , وفى هذا الوقت قام فيلكسيموس يعلم أتباعه بوجوب الصفح عن الذين جحدوا الإيمان بمجرد شفاعة المؤمنين الموجودين فى السجون , ولكى يحصلوا على هذا الغفران يعلن الشهداء المشرفون على الموت أنهم حسبوا هؤلاء الأشخاص مستحقين لشركتهم , وطلبوا من الكنيسة أن يقبلوا هؤلاء التائبين ويعاملوهم كأخوة , فبعض الكهنة والأساقفة قبلوا فى الحال الجاحدين التائبين الذين قدموا هذه المكاتيب بدون فحص أو تأكيد , ولكن كبريانوس وغيره من ذوى الحزم والغيرة قاوم الأرتخاء والتسيب وأراد أن يضع حداً لمكاتيب التوصية هذه بالرغم من أنه لم يرد أبداً أن يبطل كرامة الشهداء.