« لا ينعس حافظك. إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل » (مز3:121، 4) إن النفس التي تنظر إلى الرب بإيمان، كما هو مدوَّن في بداية مزمور 121، تتعلم أن رعايته لا تتوقف أبداً. لقد نام بطرس الرسول على الجبل في مشهد التجلي الباهر الذي لا تقوى عليه طبيعته البشرية. كما نام في البستان في مشهد الحزن العميق الذي لا يستطيع أن يحتمله. ولكن حافظنا هو الوحيد الذي « لا ينعس ولا ينام ».

إن مؤمناً متعثراً كيونان قد نام « نوماً عميقا »، بينما الرب يعمل لأجله، والعاصفة تهب، والبحر يهيج، والسفينة تكاد تغرق، وأهل العالم في حالة خوف وذعر، ولكن يوجد شخص واحد فقط الذي قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى، وهو في محبته لا يتوقف أبداً عن رعاية خاصته في كل عواصف الحياة.

« الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليمنى » (مز5:121)

إن الذي يطلب المعونة من الرب، يختبر أن معونته متوفرة وحاضرة دائماً وفى متناول مَنْ يطلبها. إن الصديق الذي عن يدنا اليُمنى هو بجانبنا دائماً ونستطيع أن نلتفت إليه في كل لحظة. ولذلك فإن داود يقول « جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع » (مز8:16) . أما الرجل الواثق في نفسه وبحسب تشامخ أنفه « قال في قلبه لا أتزعزع » لابد أن يقع يوماً تحت يد الرب للدينونة (مز6:10، 16).

أما الرجل الواثق في الرب والذي الرب عن يمينه، فيستطيع أن يقول بكل يقين « لا أتزعزع » وذلك لأن الرب يقول له « لا أهملك ولا أتركك حتى أننا نقول واثقين الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان » (عب5:13، 6).

يا له من أمر مجيد أن نختبر وجود صديق بجانبنا دائماً نستطيع أن نلتفت إليه في كل لحظة .. صديق كُلى الحكمة يستطيع أن يرشدنا في كل ظرف صعب، وكُلى القدرة به نتغلب على أي عدو، وهو يرثى لنا في كل أحزاننا ويعين كل ضعفاتنا ويسد بنعمته كل احتياجاتنا.

منقوول