القديسة بربارة  001615zp4

ايقونة تمثل القديسة بربارة في يدها اليمنى غصن من النخيل وتضع يدها اليسرى على قمة برج (حيث كانت مسجونة فيه) أعلاه صليب

ولدت
القديسة بربارة في أوائل القرن الثالث للمسيح، كان أبوه، و إسمه ذيوسقورس،
غنياً جداً ووثنياً متحمساً يكره المسيحيين و يزدريهم، أما والدتها فقد
ماتت و هي طفله صغيره، و كانت بربارة ابنته الوحيدة جميله جداً و ذكيه فخاف
عليها أبوها فبنى لها قصراً عالي الأسوار، جعل فيه كل أنواع البهجة كي لا
يكون لها كسجن، تقيم فيه ووضع لها خداماً و حراساً و أحضر لها أساتذة مهرة
ليعلموها علوم ذلك العصر حتى تنشأ على حب آلهتهم و أتاحت لها وحدتها عادة
التأمل و التفكير و قادتها كثرة التأمل إلي البحث عن الإله الحقيقي الذي
خلق السماء و الأرض و النجوم و أنبت أزهار الحقل...... ألخ . فأخذت تبحث
على من يشرح لها أسرار الألوهية و كان بين خدامها أناس مسيحيون أخبرها
أحدهم عن الديانة المسيحية و عرفها بها وشرح لها الكتاب المقدس و تجسد
المسيح و إفتداءه للبشر، و عن بتولية العذراء مريم و جمال البتولية فآمنت و
إعتمدت و تناولت جسد الرب يسوع المسيح و دمه الكريمين و من ذلك الوقت خصصت
بتوليتها للرب على مثال العذراء . حدث هذا و أبوها لا يعلم و قد كثر
خطابها من الأسر الكبيرة و الغنية و كانت ترفضهم، و أخيراً أخبرت أباها
بأنها لا تريد أن تتزوج لأنها أصبحت مسيحية و نذرت نفسها للرب يسوع، فغضب
أبوها غضباً شديداً خاصة بعد أن رأى بأنها قد حطمت الأصنام في البيت ووضعت
صلباناً بدلاً منها فاستل سيفه ليقتلها و لكنها هربت منه فلحق بها عند صخرة
كبيرة فانفتحت الصخرة و جازت بربارة فيها ثم أطبقت، و لما عرف أبوها
مكانها أمسكها و جرها من شعرها ووضعها في قبو مظلم، و بينما كانت تصلي ظهر
لها الملاك و قال لها : " لا تخافي لأن الله سيكون نصيرك".و في اليوم
التالي ذهب أبوها و أخبر الوالي (مركيانوس) بأن إبنته أصبحت مسيحية فأرسل
لها الوالي و طلب منها أن تترك المسيحية و تعود إلي عبادة الأصنام فرفضت،
فأمر بجلدها فجلدوها و جروا جسمها على قطع من الفخار المكسر وجرحوها و
علقوها في الفضاء و رأسها إلي أسفل و ضربوها و رشوا على جسدها الجريح ملحاً
لكي يزيدوا آلامها و لم تستسلم فأعادوها إلي السجن، و في اليوم التالي
وجدوا أنها قد شفيت من جروحه، فسألوها كيف شفيت ؟ فقالت لهم :" إن الذي
شفاني هو الرب يسوع المسيح". فثار الحاكم و أمر بأن يعذبوها و يعروها من
ثيابها و يطوفوا بها في الشوارع حتى يبصق عليها كل من يراها، أما هي فصلت و
تضرعت إلي الله أن ينقذها من هذا العقاب، و أن يستر جسدها حتى لا يراه
الناس، و ما كادت تنهي صلاتها حتى شاهد الناس أن جروحها قد شفيت و أضاء
حولها نور بهر العيون حتى أنه لم يقدر أحد من الناس أن ينظر إليه، فخاف
الحاكم و أمر بقطع رأسه، فتقدم أبوها و طلب من الحاكم أن يقوم هو بقطع رأس
إبنته فسمح له بذلك فأخرجها أبوها خارج المدينة و قطع رأسها بضربة من فأسه،
حينئذ إنصب عليه غضب الله إذ أظلمت السماء و تكاثفت الغيوم و إنقضت عليه
صاعقة أحرقته و أحرقت مركيانوس الحاكم الظالم معه، و ذاع صيت بربارة بين
الناس و كثرت العجائب التي نالها الناس بتضرعاتها و إتخذها الناس شفيعة لهم
و خاصة في أمراض العيون و إشتداد الصواعق و المهن الخطرة و شيد على إسمها
كثير من الكنائس في العالم .

بركة شفاعتها وصلواتها تكون معنا جميعا ً
امـــــــــ + ــــــــين