مقال لجمال جرجس المزاحم ::علمنى البابا شنودة 271


جمال جرجس المزاحم


علمنى البابا شنودة
الأحد، 27 ديسمبر 2009 - 19:10
 مقال لجمال جرجس المزاحم ::علمنى البابا شنودة Igoogle
البابا شنودة ليس بابا الإسكندرية فقط بل هو بابا الجميع، فمن
يعرف قداسة البابا شنودة ينبهر بشخصيته، فهو رجل حكيم تمتزج شخصيته
بالكثير من المعرفة والخبرة، فهو شخصية دقيقة جدا لا يحكم على الأمور من
الظاهر، بل لابد أن يتعمق جيدا فى كافة الأمور التى يحكم فيها فقط برأيه،
قيادى، متعدد المواهب، بشوش للغاية، حازم، صريح، ليس لديه شىء يخفيه، شديد
التأثر كطفل، لديه تصميم وعزم فى تحديد هدفه، سريع التفكير، يتمتع البابا
بالذكاء وبحاسة سادسة قوية، مع عمق فلسفى فى التفكير، وهو ذو قوةً
وصلابةً، يتميز بالوقار واللباقة ويبعث دائما السرور فى المحيطين به، كما
يتمتع قداسة البابا بنظرة متفائلة فى الحياة فهو يظهر دائما بالحيوية، حتى
فى مرضه، فهو رجل قوى.

هذه الكلمات جزء فقط من شخصية قداسة البابا شنودة معلم الأجيال، فأنا
شخصيا تعرفت على قداسة البابا شنودة الثالث منذ 9 سنوات خارج مصر ودار
حوار بيننا، وفى هذا الحوار سألنى عن عملى فقلت له أنا صحفى.. فضحك، وقال
لى: أنا كمان صحفى وكان هذا بداية اللقاء جلسنا لمدة ساعة نتكلم عن
الصحافة المصرية وعن تطورها، والكثير من القضايا، كانت كلماته رقيقة جذابة
مر الوقت كأنه دقائق.

فى نهاية هذا اللقاء أعطانى قداسة البابا كتابا له بعنوان "كلمة منفعة"
وكتب لى إهداء، واختار لى جزءاً من الكتاب حتى أقوم بقراءته جيدا، هذا
الجزء كان له رد فعل فى حياتى وتعلمت منه وكتبت هذا الجزء فى مكتبى الخاص
لأحفظ هذه الكلمات البسيطة، ومنذ أيام كنت أفكر فى هذه الكلمات حتى قررت
أن أطرحه فى مقال لى حتى يستفيد بعض محبى البابا، ونتعرف من خلال كلماته
البسيط جدا، يقول البابا فى كتابه "النصف الآخر الذى يشكو، ربما يقدم
أحيانا نصف الحقيقة، حيث يبدو معتديا عليه، وغالبا لا يقدم النصف الآخر
وهو سبب هذا الاعتداء، وهكذا لا يعطى صورة كاملة عن الحقيقة".

بالتحقيق يمكن اكتشاف المعلومات الأخرى التى تشرح الموقف، أما الإنسان
الصريح، فيذكر كل شىء، ما له وما عليه، بهذا يوضح الحقيقة كاملة، بلا
إخفاء، كذلك الذى يمدح ذاته، كثيرا ما يذكر هو أيضا نصف الحقيقة، أى
النقاط البيضاء فقط فى حياته، وهناك نقاط أخرى قد تكون عكس هذه، إذا وضعت
معها، تعطى الصورة الكاملة عن شخصيته وصفاته وأعماله، وبنفس الأسلوب نتكلم
عن الأم التى تمدح ابنها، وتدافع عنه، والمرؤوس الذى دائما يمدح رئيسه،
وأى إنسان له الروح القبلية، ويتحزب لهيئة معينة، ويتعصب لفكرة ولمنهج
ولفلسفة واتجاه، كثيرا ما يلجأ هو أيضا إلى أنصاف الحقيقة، فلا يذكر إلا
النقاط البيضاء التى تخص ما يحبه ومن يحبه. أما النصف الآخر من الحقيقة،
فقد يذكره الجانب المعارض، الاتهام يمثل نصف الحقيقة. والدفاع يمثل النصف
الآخر.

التأييد أيضا قد يمثل نصف الحقيقة، بينما تقدم المعارضة النصف الآخر،
وتتكامل الصورة باجتماع الاثنين، وما يراه الغير فيك هو النصف الآخر،
الأمور الظاهرة هى جزء من الحقيقة، والأمور الخفية هى جزء آخر، وقد يكون
الجزء الأكبر، ما تعلنه عن مبادئك وأفكارك ورغباتك، هو مجرد جزء، أما
الجزء الآخر، فهو ما تنقذه من هذه المبادئ، شخصيتك خارج بيتك وأمام الناس،
هى نصف الحقيقة، وربما حياتك فى بيتك مع عائلتك شىء آخر، وقد تكون دواخل
قلبك مع أفكارك وأحاسيسك شيئا ثالثا، وأنت هذا كله إلى متى يعيش الناس
بأنصاف الحقائق، ربما النصف الآخر يعلنه الرب فى يوم الدين".

باختصار.. حكمة قداسة البابا شنودة وكلماته البسيطة والهادفة جعلته "بابا الجميع"