أبدى
القمص مرقس عزيز راعي الكنيسة المعلقة بمصر القديمة اعتراضه على ترشح
أساقفة إيبارشيات، لمنصب بابا الإسكندرية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية،
وقال في خطاب للأنبا باخوميوس –قائم مقام البطريرك- وأعضاء المجلس الملي إن
هذه المسألة "في غاية الأهمية والخطورة", و"تؤثر على مستقبل الكنيسة في
الفترة القادمة"، وأكد إنها مخالفة لقوانين الكنيسة.
وأضاف أن "هناك
تخوف رهيب يدمي القلوب إذا ما تم اختيار البابا الجديد وكانت الأصوات تهتف
أنه بابا غير شرعي, أو مخالف لقوانين الكنيسة", وتابع "إنني أشعر بالأسى من
كم الرسائل الإلكترونية والاتصالات والمكاتبات التي تصلني وأنا مجرد كاهن
بسيط, بل وأصغر من كل أخوتي الكهنة، وهناك أصوات كثيرة ساخطة على موضوع
ترشيح الآباء الأساقفة الأجلاء لمنصب البابا الجديد مخالفين بذلك قوانين
مجمع نيقية وغيره من المجامع المقدسة".
وأوضح الأب عزيز أن في ترشح أساقفة الإيبارشيات "مخالفة لمواقف
بطاركة الكنيسة العظام أمثال البابا الأنبا ميخائيل (البطريرك ال46 سنة
744م) الذي أصدر قرارا جاء فيه "السيف أو النار أو الرمى للأسود أو النفى
أو السبى لا يقلقنى ولست أدخل تحت ما لا يجب ولا أدخل تحت حرصى الذى كتبته
بخطى وبدأت به بأن لا يصير أسقفا بطريركا"، لقد أعلن أنه مستعد للموت
ومواجهة كل أصناف العذاب و لكنه لا يخالف قوانين الكنيسة".
وذكر من
تاريخ الكنيسة ما يؤيد حجته فقال "الخوف أن تصبح الإسكندرية بدون أب و
تتكرر الأحداث المؤسفة التي حدثت في بداية القرن الماضي، حيث جلس علي كرسي
مار مرقس في الفترة من سنة 1928 إلى سنة 1959 (أى ثلاثون عاما) كل من
الأنبا يؤنس مطران البحيرة والأنبا مكاريوس مطران أسيوط والأنبا يوساب
مطران جرجا، ورغم أن الأنبا يوساب عين بطريركا إلا أنع ظل أسقف جرجا، ولذلك
ظلت أسقفيته شاغرة إلى يوم نياحته إذ هو مرتبط بها للموت, و لم يمكن أبدا
أن يسمى أسقف الإسكندرية لأن الأسقف لا يرسم مرتين".
واستطرد "كذلك
الأنبا مكاريوس عين بطريركا للكرازة المرقسية، وظل إلى يوم نياحته أسقف
أسيوط ولم يكن ممكنا أن يقال عنة إنه أسقف الإسكندرية لأنه مرتبط بأسيوط
حتى الموت وهكذا الأنبا يؤنس سابقه".
وأوضح "إن تاريخ كنيستنا يشهد بأن
البطريرك يرسم من الرهبان ليصبح أسقفا على مدينة الإسكندرية، كما رسم
البابا كيرلس السادس وقد كانت رسامته بعد البطاركة الثلاثة المشار إليهم
سبب بركة وسعادة منقطعة".
واستطرد "الآن إذا حدث أن عين أحد المطارنة
أو الأساقفة العموميين بطريركا فإنه سيسمى بطريرك الكرازة المرقسية ومطران
أو أسقف إيبارشية كذا التى رسم عليها إلى الموت، ولا يمكن أبدا أن يسمى
أسقف الإسكندرية، وعندئذ يحق لشعب الإسكندرية اليتيم أن يطالب بأب أسقف
شرعى له"
وأضاف "نحن لا ننسى أن الآباء البطاركة الثلاثة الأنبا يؤنس
والأنبا مكاريوس والأنبا يوساب كانوا قديسين بحق، وناجحين تماما فى
إيبارشياتهم ولكن المشكلات لاحقتهم عند دخول البطريركية، ولم تسعفهم
الصلوات ولا الدموع التى لم تفارق الأنبا مكاريوس فى صلواته الذى كان يقول
بلسانه ياليت رجلى كسرت قبل دخولى البطريركية"