‎"سمعت بيسوع" (مر5)
قيلت هذه العبارة عن نازفة الدم، فالسبب فى مجيئها لتلمس الرب كان بعد أن سمعت بيسوع، "سمعت بيسوع" هاتين الكلمتين يختفى وراءهما الكثير والكثير، فمن بين أخبار متناثرة عن نوع مرضها وعن طرق علاجه، وعن أسماء الأطباء وتكاليفهم الباهظة، من بين أحاديث انطبعت فى ذهنها تخبرها بأنه لا أمل لمثل حالتها أو رجاء لمن هو نظيرها، إلتقطت أذنيها أروع حديث، ذاك الذى يحكى عن يسوع، ولا أعلم بما أخبروها عنه، فربما خبروها بأنه أقام الموتى، تعامل مع أصعب الأمراض، لم ينتهر أو يرفض مسكين أو محتاج، قدم كل خدماته مجانًا ودون أموال، أخبروها أيضًا بأن هذا الشخص ممتلئ من القدرة لدرجة أنها خرجت بتصور واحد أنها لا تحتاج سوى لمسة واحدة له، لم يهتم الكتاب بأن يذكر لنا من الذى أخبرها قدر ما اهتم بذكر عن من أخبرت، اختفى من أخبروها ليظل يسوع فى المشهد، الأمر اليقينى الأخير أنه مستحيل أن تظل أخبار يسوع مختفية فهى كالعطر الذى ينتشر فتحمله الريح لتصل به إلى قلوب هى فى أمس الإحتياج له.

-- منقول