هل من ضرورة لشرح العقائد للآخرين؟
سؤال: انا مسيحي وبحمد الرب انو خلقني مسيحي أنا ما عندي أسئلة بس حابب قول كلمة الدين المسيحي دين إيمان مافي داعي اشرح للغير عن الثالوث الاقدس وعن الصليب وعن .... آمَنْ آمَنْ أمن، وأنا أمنت..


الإجابة:

شكراً صديقي على الرسالة، ولكن، ما تنادي به مخالف لما هو مذكور في الكتاب المقدس! فهناك أكثر من جانب بهذا الخصوص..

فيدعونا الوحي للرد على الذين يتساءلون عن الإيمان قائلاً: "مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 15).

بالطبع هناك أساليب للرد، وهناك ظروف عديدة تحيط بالتساؤلات، مثلما نرى بعض الشتائم مثلاً من خلال الإنترنت أو غيره.. وهناك "الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ، وَالأَنْسَابُ، وَالْخُصُومَاتُ، وَالْمُنَازَعَاتُ النَّامُوسِيةُ" التي ينبغي اجتنابها (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 23؛ رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3: 9).. ولكن، اجتناب تلك المناقشات العقيمة مع مَنْ يكون أسلوبهم غير متحضر في الحوار، أو مع مَنْ يريدون الهجوم لغرض الهجوم، لا يعني عدم الرد تماماً.. ولكن ينبغي الرد بالأسلوب المسيحي اللائق، ومن خلال القنوات والأدوات المناسبة التي تليق بنا كأبناء الله.. ولا نندرج مع بعض هؤلاء في أساليب هي ضد الدين..

*فلندع مَنْ يشتم يشتم إن كان دينه أو عقيدته تسمح له بذلك، ولكننا "مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 7؛ رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 2؛ رسالة يهوذا 1: 1)، ومادمنا أبناء الله، فينبغي أن نتمثَّل به، ولا نجاري أهل العالم في أساليبهم.. .. وهذا الأسلوب يعطي الفكرة الصحيحة عن المسيحية، التي تحب الجميع، حتى اللذين هم ضدها، أو ضد الفضائل الدينية.. فنحن نكره الخطية، ولكننا لا نرفض الخاطئ.. فنتقبَّله لنسمو به بالتعاليم الدينية السامية فوق ما هو فيه، كما يقول الكتاب: "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (إنجيل متى 5: 16)، ويقول أيضاً: "وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 12).

فنحن أبناء الله، وينبغي أن نشهد له..

نحن لا نرغم أحداً، ولكننا نعرض "الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ" (رسالة يهوذا 1: 3)، والذي أعطانا أن نرى الله على الأرض، كما قال الكتاب: "هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (إنجيل لوقا 17: 21).



النقطة الثانية، هي أن الكرازة وصية إلهية..
فقد كان السيد المسيح يجول و"وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ"" (إنجيل متى 4: 23)..

والفرق الدقيق بين الكرازة والتعليم، هو أن الكرازة تكون غالباً لغير المؤمنين. وعلى ذلك فهناك علاقة بين الكرازة والتبشير والوعظ، فهذه المسميات ترمى إلى غرض واحد هو توصيل الإيمان بالمسيح إلى الناس، أما التعليم فهو شرح حقائق هذا الإيمان لهم.

ومطلوب من كل مسيحى أن يبشر بعمل الرب الخلاصى. وهو ما نقوله فى القداس كل يوم: "آمين، بموتك يا رب نبشر...".

ونرى الكرازة في العهد الجديد هي المناداة "بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 23)، و"الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 12) و"ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 19)، و"نَكْرِزُ.. بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 5)..

فمعظم البعيدين عن الإيمان المسيحي لا يعرفون شيئاً عن حقيقة المسيحية، ويرون أموراً و"أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 16)، ينبغي أن نوضحها لهم، لكي يعرفوا حقيقة الإيمان بالله، ويفهمون الأمور التي يضع الجهل بها حاجزاً كبيراً أمامهم لتقبلها، أو على الأقل للبدء في فهمها..

فترى الكثير من الجهلاء أو بالأحرى البسطاء يظنون أننا في المسيحية نعبد ثلاثة آلهة، أو آخرين يظنون أن المسيحية تقول أن الله تزوج العذراء مريم (وجود صاحبة لله) وأنجب المسيح، فينبغي أن نوضح أن هذا الكلام مذكور في القرآن فقط كتحذير ممن قد يقولوا هذا، ولكنه لا وجود له من قريب ولا من بعيد في المسيحية.. أو ثالث يظن أننا نعبد القديسة مريم، فنوضح له الفرق بين التكريم والعبادة.. إلخ.

فيا صديقي، من الأنانية أن نحتفظ لأنفسنا بإيماننا الرائع هذا الذي به نعرف الله ونلمسه في قلوبنا وفي حياتنا اليومية، ولا نشاركه مع أحد.. وإلا، كيف انتشر الإيمان في العالم أجمع؟! مستحيل أن ننسى الوصية الأولى وقت الصعود للآباء الرسل حين قال لهم الرب: "وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (سفر أعمال الرسل 1: Cool..
منقوووووووووول