إن على كل فتاة مقبلة على الزواج, وعلى كل زوجة ترغب في زواج سعيد أن تعرف هذه الحاجات. فما هي حاجات الزوج الأساسية؟!؟
(1) إنه يحتاج إلى زوجه تحترمه.
"وأما المرأة فلتهب رجلها" أف 5: 33
إن المرأة تحطم رجولة رجلها بمقاومة قراراته داخل روحها.
بتذكيره المستمر بفشله في الماضي, الأمر الذي يفقده ثقته بنفسه.
بمقاومة رغبته الجسدية, وسنتحدث عن هذا بتفصيل أو في فصل منفرد.
بإخلاصها وولائها لقيادة أخرى غير قيادته, ويحدث هذا أحياناً حين تحس المرأة أنه يتلقى إرشاداته لا من الرب بل من أصدقائه, ومن أفراد أسرته الأكبر أو الأصغر منه.
(2) إنه يحتاج إلى زوجه تستمر في إنماء جمالها الداخلي والخارجي.
"ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب. بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادىء الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1 بط 3: 3,4)
إن الحمال الداخلي هام,بل هو في الواقع أكثر أهمية من الجمال الخارجي, والجمال الداخلي يعكس ضوءه الخلاب على الجمال الخارجي, وهو ينبع من الروح المتصلة بالرب المرتوية من كلمته وينابيعه العليا, فالمرأة التي تعمق شركتها مع إلهها يزداد بالقطع جمالها.
أما الجمال الخارجي فهو يتصل بالشعر, والفساتين والاحتفاظ بالوزن المعتدل, وترتيب ونظافة وأناقة بيتها.
والملابس الكثيرة الثمن ليست عنصراً من عناصر جمال المرأة, لكن الملابس النظيفة, الأنيقة, المناسبة هي التي تضفي على المرأة هذا الجمال.. وبغير شك فإن شراء الكثير من الملابس, وعلى الأخص الملابس الكثيرة الثمن هو دليل الإحساس بعدم الأمن في حياة المرأة.
إن الوسيلة الفعالة لإنماء الجمال الداخلي والخارجي هو في الاستماع إلى كلمات بولس الرسول "فاطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية, لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة اله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12: 1- 2)
(3) إنه يحتاج إلى زوجة تتفاهم معه بمودة حين يتعدى حدوده, وترد بحكمة على الذين يسألون عن أفكاره, وأهدافه, ودوافعه.
إن التفاهم الودي مع الزوج حين يتعدى حدوده ينال رضا الرب, وأبيجايل خير مثال لهذا التفاهم (اقرأ 1 صم 25: 36 - 38)
كذلك من واجب الزوجة الدفاع عن زوجها حين يتعرض لتساؤلات الآخرين, وذلك بمساعدة الآخرين على فهم أفكاره وأهدافه, ودوافعه. تستطيع المرأة أن تتعلم الحكمة من سارة, وأستير, وراعوث, وأبيجايل, وجميعهن شخصيات ذكرها الكتاب المقدس.
(4) إنه يحتاج إلى زوجة تقبله كقائد لها, وتؤمن بالمسئوليات التي أعطاها إياها الرب.
ولا يمكن للزوجة أن تقبل زوجها على هذا الأساس إلا إذا كان على علاقة حية مستمرة مع الرب, يتلقى إرشاداته منه,من كلمته.
إن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكثير من الأزواج هو استشارة الناس, فالزواج قد يكون له أخاً كبيراً يستشيره في كل دقائق حياته, وبهذا يفقد ثقة زوجته في قيادة الله له.
والزوج القائد هو الذي وصفه المزمور بالكلمات:
"السالك بالكمال والعامل بالحق والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شراً بصاحبه ولا يحمل تعييراً على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب. يحلف للضرر ولا يغير. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البريء" (مز 15: 2 - 5)
(5) إنه يحتاج إلى زوجة تدرك حاجته إلى وقت خاص يقضيه مع نفسه ومع إلهه.
يتوقف نجاح الزوج على مدى شركته مع الرب "كان عزيا ابن ستة عشر سنة حين ملك.. وكان يطلب الله في أيام زكريا الفاهم بمناظر الله وفي أيام طلبه الرب أنجحه الله" (2 أخ 26: 3, 5)
وكلما تعمقت شركة الرجل مع الرب ازداد حبه لزوجته وشركته معها. هذا واضح جداً في حياة سارة وإبراهيم, فحيثما ابتعد إبراهيم عن المذبح رخصت زوجته عليه وكلما اقترب من المذبح اقترب بالتالي من زوجته (اقرأ تكوين 12: 14 – 20 وتك 13).
لقد احتاج يعقوب إلى وقت يقضيه مع وحده مع إلهه "فبقى يعقوب وحده" (تك 32: 24), وفي هذا الوقت باركه الله هناك ( تك 32: 29).
وعلى كل زوجة أن تدرك جيداً حاجة زوجها إلى مثل هذه الوحدة مع الله ومع كلمته, وأن لا يخطر ببالها أن هذه الوحدة تعني رفضها, أو الاستغناء عن الشركة معها.
(6) إنه يحتاج إلى زوجة تعبر عن شكرها لجميع ما عمله ويعمله لها.
والزوجة لن تصل إلى هذا المستوى إلا بتعلمها الاكتفاء "قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه" (فبلبي 4: 11). وطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله (كولوسي 3: 1) وما فوق هو: الآب, المسيح, الحكمة الحقيقية الغني الحقيقي, كلمة الله, الملائكة الفرحين... وأكثر من هذا رؤيتها أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رو 8: 28)
فامتحان إيماننا ينشىء صبراً, والصبر تزكية, والتزكية رجاء, وهكذا ننمو في النعمة ونتشكل على صورة المسيح. وفي هذا كله ما يدفع المرأة للتعبير عن شكرها لجميع ما عمله زوجها ويعمله لأجلها لأنها ترى في تصرفاته الوسيلة التي يعمل بها الله في حياتها.
(7) إنه يحتاج إلى زوجة يمدحا الآخرون لشخصيتها وأعمالها.
"يقوم أولادها ويطوبونها. زوجها أيضاً فيمدحها. بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقت عليهن جميعاً.. أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها أعماله في الأبواب" (أمثال 31: 28, 29, 31)
يمدحها قادتها الروحيون:
+ لمعرفتها لهم ولحاجاتهم (2 مل 4: 9, 1 تسالونيكي 5: 12, 13)
+ لمحبتها لزوجها وأولادها (تيطس 2: 4)
+ ولخضوعها الواعي لزوجها (كولوسي 3: 18)
+ لمبادئها الأدبية السامية (تيطس 2: 5)
+ لحسن تربيتها وإدارتها لبيتها (أمثال 31)
يمدحها أولادها:
+ لتأثيرها الروحي العميق في حياتهم (2 تى 1: 5)
+ لانسجامها مع زوجها وصناعتها الخير له (أم 31: 11, 12)
+ لاجتهادها, واقتصادها, وتدبيرها المنزلي (أم 31)
+ ليقظتها وقدرتها على إشباع حاجات أولادها (أم 31)
+ لحكمتها ورقتها (أم 31: 26)
يمدحها زوجها:
+ إخلاصها وولائها له (أم 31: 11)
+ لعفافها وطهارة سيرتها (1 بط 3: 1, 2)
+ لقدرتها على تعليم الحدثات (تى 2: 4)
+ أمانتها لعهود الزوجية (1 تى 5: 9)
إن المرأة التي يمدحها الآخرون لمميزات شخصيتها, وروعة أعمالها تزداد قيمة في عيني زوجها.
إذا أردك كل من الشباب والفتاة المقبلان على الزوج الحاجات الأساسية لكل منها, وعملا على إشباع هذه الحاجات فانا أتنبأ لهما بأن زواجهم سيكون زواجاً سعيداً وناجحاً.
(6) ضع في ذهنك أنك تتزوج ليبقى زواجك حتى يفصل بينكما الموت.
هذا هو المبدأ الذي وضعه الله للزواج "أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقها ذكراً وأنثى, وقال من أجل هذا يترك الرجل أمه وأباه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى 19: 4 - 6).
ولكن الذي نراه اليوم هو انهيار الكثير من البيوت بالطلاق, حتى بغير علة الزنا, والسبب هو الإقدام على الزواج بغير تقدير صحيح لخطورته ومسئولياته.
منذ سنوات تحدث الكاتب الاجتماعي "يبترم سوروكن" Pitirim Sorokin عن تشاؤمه بخصوص مستقبل الزواج فقال "ستزداد حالات الطلاق حتى ينعدم أي فرق جوهري بين الزواج الشرعي, والعلاقة الجنسية غير المشروعة, وستضمحل الأسرة حتى تصبح مجرد مسكن طارئ لذكر وأنثى, وسيصبح البيت مجرد مكان للمبيت ليلة واحدة وكأنه كراج سيارات".
ومع أن هذه الصورة القاتمة لم تتم بحرفيتها, إلا أننا نعترف أن الزواج في خطر, وأن بعض الدول وضعت قوانين جعلت بها عقد الزواج كأي عقد قابل للتجديد بموافقة الطرفين.
وفي وسط هذا التدهور الذي يزداد انتشاراً بصورة مفزغة, على المسيحي المتجدد أن يعرف ؟أن الله قد قصد في خطته للإنسان أن يكون الزواج ثابتاً ومستقراً وأن يبدأ ليبقى.
لكن الكثيرين من شباب اليوم يقبلون على الزواج وفي ذهنهم هذا التفكير "إذا لم نسعد في زواجنا فسنحصل على الطلاق بطريقة ما" وكل زواج يبدأ بتفكير من هذا النوع, مؤسس على أرض رملية.
إن عهود الزواج تعلمنا استدامة الزواج, فكل من الزوج والزوجة يتعهد بحب الآخر والإخلاص له, في المرض والصحة, في الفقر والغنى, في الفرح والحزن مدى الحياة وإلى أن يفصل بينهما الموت.
فخطة الله في الزواج ليست على أساس استقرار الزواج واستدامته. وعندما خلق الله "حواء" لآدم وأحضرها له: "فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتق بامرأته يكونان جسداً واحداً" (تك 2: 23, 24) "فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 19: 6).
وما أجمل ما قاله المفسر المشهور متى هنري في تعليقه على خلقه حواء لآدم "لم يخلق الله حواء من رأس آدم لتترأس عليه, ولم يخلقها من قدمه ليدوسها برجليه, ولكنه خلقها من جنبه لتكون مساوية له, ومن تحت ذراعه لتكون في حمايته وبالقرب من قلبه لتكون في حمايته وبالقرب من قلبه لتكون موضع حبه"
إذا أدرك كل شاب وفتاة مقبلان على الزواج هذه المفاهيم بفهم ووعي يمكننا أن نتنبأ لهما على أساس متين بزواج سعيد.