إزهاق الأرواح
بتحليل المعلومات التي وردَت مِنْ هيئة الدفاع الأمريكيَّة, نستطيع أنْ نُدرِك ما حدث لـِ 9000 جندي أمريكي في معسكرات السِّجن في كوريا. لقد تبيَّنَ أنَّ هؤلاء السجناء الأمريكيين تكبَّدوا أعلى مُعدَّلات في الوفيَّات أكثر مِنْ أي حرب حدثت في التاريخ الأمريكي.
ماتَ ما يقرُب مِنْ 38% مِنْ هؤلاء المسجونين, لا بِسبب جوع أو إعدامٍ جماعيٍّ, إنَّما بـِسبب مَرَض نفسي لا يعطيه الأطباء أيَّ اسم. لقد ...سَمَّي الجنود هذا المرض قطع الأمل والاستسلام وفقدان الرجاء. عندما يصبح السَّجين يائسًا أو يُعاني مِن الحنين إلى الوطن, فإنَّه كان يتكدَّر ويذهب بنفسه إلى ركنٍ مِنَ الزِنزانة, ويضع الغطاء على رأسه ويُوَجِّه وجهه تجاه الحائط، وهكذا إذ يستسلِم تمامًا للقنوط واليأس, فإنَّه يموت في الغالِب خلال 48 ساعة فقط.
تقول التقارير إنَّه لَمْ يسبق أنْ وُجِدَت مِثل حالة هؤلاء المساجين الذكور الذين كان عمرهم يتراوح فيما بين 18- 22 عامًا. كانت خُلاصة هذه الدراسات الميدانِيَّة هو أنَّ هؤلاء الشباب لَمْ تكن توجَد لهم أيّ موارِد أوْ تدابير داخليَّة كان يُمكنها أنْ تعطيهم الشجاعة ليرتفعوا فوق تلك العواقب الصعبة المرعبة التي في السِّجن.
لا يوجَد ما يُقَوِّي في أوقات اليأس الشديد مِثلَ الإيمان الذي لا يهتزّ في حِكمة الله ومقاصده وحِمايته.
يقول النبيُّ إشعياء: «هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب.» (إش 12: 2)
وإذ يفقد الإنسان هذه الثقة, فإنَّه يتهاوى أسفل مياه الهزيمة واليأس القارِسة والكئيبة.
«أطمئنُ ولا أرتَعِب».
(إش 12: 2)"
من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني
منقوول