شوكته التي في الجسد
كان القديس بولس الرسول يبث شكواه لله بخصوص هذه ”الشوكة التي في جسده“ (2كو 12: 7 - 9). ألمًا جسديًّا أصابه بشِدَّة. بولس سأل الله أنْ يفارقه هذا الألم. ولكن الله قال: ”لا يا بولس, إنَّ نعمتي تكفيك, إنّ قُوَّتي سوف تُكمَل في ضعفك“. ويُمكننا أن نسمع بولس وكأنَّه يُجيب: ”إنّ الله لَمْ يُحقِّق طلبتي ولكنه أجابني, إنَّه لَمْ يجعل الحياة أسهل, ولكنَّه وهبني قُوَّة كافية لاحتياجات الحيا...ة. إنَّه لَمْ يسمح أنْ تفارقني الشوكة التي كانت تُؤلمني في جسدي, ولكنَّه أعانني كيْ أحيا بالشوكة وأنْ يُحوِّلها إلى سبب قوي للنعمة. إنَّني أعلم مِنْ خبرتي الشخصِيَّة أنّ الله يعمل في كلِّ الأشياء (ومِنْ ضمنها الآلام الطبيعيَّة) للخير لأولئك الذين يحبُّونه“.
يقول العالَم: ”لا شيء يجري على ما يُرام, لا شيء مفهوم, لا شيء مُترابط, الحياة لغز لا يُحلُّ, وأنْ تحيا فهذا معناه أنْ تكون ضحيَّة للقَدَر المُتقلِّب“. والقديس بولس يجيب على هذه النظرِيَّة التشاؤمِيَّة ويقول:
«إنَّنا نعلم أنَّ الله يعمل في كلّ الأشياء للخير لأولئك الذين يُحبُّونه... ».
( رو8 : 28 )

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"