النحَّات الإلهي
الله ينحت فينا كما ينحت النحَّات في قطعة مِن الرخام. إنَّه يستخدم إزميل الحزن. ويستخدم إزميل الضعف البَشَري والوهن. ويستخدم إزميل المرض كما فعل مع القديس بولس الذي صلَّى ليرفع عنه ”الشوكة التي في جسده“. وأجابه الله ”لا, إنَّ قُوَّتي في الضعف تُكمَل“. كما يستخدم الله أيضًا إزميل القنوط. ولكن للكل قصد, والكل له سبب. يوجد معنى لكل هذه الأشياء لأنَّه يوجد إله يُحبُّنا, يعتني بنا ويريد أنْ يكمِّلنا. الله يُحبُّنا على ما نحن فيه, رغم أنَّه لا يريدنا أنْ نكون على ما نحن عليه. لذلك فهو يظلَّ في النحت فينا لِيُشكِّلنا. إنَّه يريد أنْ يقيم فينا صورة الله, وأنْ يُشكِّلنا على شكله الذهبي.

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"