الباب المسدود:
• هناك أشياء قليلة في الحياة تجرح أكثر من مجرد أن يُغلَق الباب في وجهك بعناد. أنت تقرع على باب بيت صديق. الستائر تتمايل قليلاً, وأنت تعرف أنهم قد رأوك واقفًا على الباب، لكن الباب يبقى مغلقًا. إن الصدَّ والرفضَ يجرحان جروحًا عميقة, فمجرَّد الكلمات: "بابٌ مغلق, بابٌ مقفول، بابٌ مسدود" تعيد للأذهان ذكريات خيبة الأمل العميقة.
• تخيَّل خيبة أمل الهنا حينما يُقابَل قرعه ببابٍ مسدود لا يُفتح ...أبدًا. يمكنني أن أتخيله واقفًا وراء الباب المغلق (الذي هو نفسي ونفسك) وهو يقول في حزنٍ نفسيٍّ تلك الكلمات التي وجهها قبلاً لسكان أورشليم: «يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا! هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا!» (لو13: 34-35). ومع ذلك, فمن الجيِّد أن معظمنا لديه شريطٌ طويلٌ من ذكريات الأبواب المفتوحة وصيحات الترحيب. رأينا الستائر تتمايل قبلما نصل منتصف الطريق، ورأينا الباب يُفتح على مصراعيه حتى قبلما نقرعه ونسمع كلمات الترحيب: "تفضل بالدخول! من الرائع أن نراك! كنَّا نتوقع حضورك! أليس هذا هو نوع الترحيب الذي يستحقه يسوع؟
• «هأنذا واقف على الباب وأقرع... »
• كيف لا تلهبنا هذه الكلمات أشواقًا؟ الله الأبدي خالق الكون، الألف والياء، رئيس السلام، الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس، الراعي الصالح، ملك الملوك، ورب الأرباب، يقف على باب نفسي قارعًا. يا لها من صورة رائعة! القدير القادر على كلِّ شيء ينتظر الإنسان على الجانب الآخر كي يفتح له الباب. هذه الصورة المذهلة لأهمية البشر المخلوقين على صورة الله! الله يقرع على باب إنسان سبق فخلقه، منتظرًا أن ينفتح له الباب. إن الإنسان الذي خلقه الله ليس مسلوب الإرادة، لكنه كائنٌ مسئولٌ يختار إمَّا أن يسمح لله بالدخول، أو أن يتركه خارجًا. هذه هي عطيَّة الحريَّة والسُّلطان التي منحها الله إيَّانا.
"من كتاب الفردوس بين يديك للأب أنتوني"