عندما نذكر السياحة فى سيناء فيتبادر الى أذهانا مدن جنوب سيناء مثل شرم الشيخ ودهب ومناطق الشعاب المرجانية والرياضات البحرية، فقد أهتمت الدولة بالتنمية السياحية فى سيناء وبالشواطىء والمدن السياحية، وبينما كانت معظم الآثار والمناطق الأثرية بسيناء بعيدة تماما عن خطط الاهتمام والتطوير.

فبالرغم من أن سيناء غنية بالآثار السياحية الشاهدة على مختلف الحضارات المصرية منذ الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارة اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، إلا أنها لم أى تلقى أى اهتمام على المستوى الرسمى والشعبى والإعلامى.

وبالإضافة إلى عدم اهتمام الدولة بآثار سيناء إلا أنها سمحت لاسرائيل بالترويج لبعض المناطق الآثرية فى سيناء ضمن برامجها السياحية خاصة السياحة الدينية ، حيث قامت اسرائيل أثناء احتلالها لسيناء من 1967 حتى 1882 بإجراء العديد من الدراسات والخرائط العلمية وخرائط المسح الآثرى لسيناء بالكامل، وسرقة الكثير من الآثار من سيناء وعرضها فى معارضها بالقدس وتل أبيب وبئر السبع، حتى أستطاع المجلس الأعلى للآثار فى عقد اتفاقية لاسترداد هذه الآثار فى الفترة من 1992 حتى 1994.
وتعد منطقة شمال سيناء من المناطق الغنية بالآثار خاصة الآثار الفرعونية، حيث تضم "تل الفــرما " ويقع شمال قرية بالوظة على طريق القنطرة - العريش، وتسمى الفرما وهو الاسم العربى للبلدة التى عرفت قديماً باسم بيلوزيوم، وكانت أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق. وقد وقعت عندها معارك عديدة من أهمها المعركة التى وقعت بين جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وجيش الرومان فى عام 640م.

كما يوجد منطقة تـــل حــبــــــوة، تقع شمال شرق مدينة القنطرة شرق ، ومن أهم الآثار المكتشفة بها قلعة فرعونية من عصر الدولة الحديثة، وتل أبو صيفى، ويشار إلى أنه كان موقع الحصن الرومانى سيلا وتم اكتشاف قلعة بطلمية وأخرى رومانية بها.

وإذا كان الطريق الحربى الكبير الذى سلكه الفراعنة فى طرقهم الى الشام ويحوى الكثير من الآثار الفرعونية ، هو مفتاح تتبع المواقع الأثرية فى شمال سيناء، فإن نشاط التعدين والمناجم هو مفتاح خريطة المواقع الأثرية فى جنوب سيناء. حيث تضم أهم مناجم النحاس والفيروز على مستوى العالم، واستغل المصريون القدماء خامات النحاس والفيروز منذ ما قبل عصر الأسرات الفرعونية بوقت طويل وأهم موقعين من مواقع التعدين القديمة هناك هما "المغارة" و"سرابيط الخادم" التى اًكتشف فيها عام 1905 الكتابات التى عرفت فيما بعد باسم "النقوش السينائية" وهى أصل الأبجديات. كما توجد بها العديد من المعابد مثل معبد حتحور ومعبد سرابيط الخادم.

وفى ما يتعلق بالسياحة الدينية، فإنها تتركز بشكل كبير فى منطقة سانت كاترين ووادى فيران بصفة أساسية حيث يرد عشرات الآلاف من السياح سنويا لزيارة المواقع السياحية فى سانت كاترين وأبرزها جبل موسى ،يوجد أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع يحرص السائحون من كافة أنحاء العالم على تسلق الجبل حتى القمة ومشاهدة شروق الشمس.

دير سانت كاترين، الذى تم بنائه ليكون معقلاً لرهبان سيناء وقد سمى فى العصور التالية باسم دير القديسة كاترين أحد شهداء الإسكندرية. ومن أهم معالم الدير. الكنيسة الرئيسية بالدير وهى أقدم الآثار المسيحية فى سيناء وإحدى الكنائس الهامة فى العالم لما تحويه جدرانها من فسيفساء قديمة بالإضافة إلى التحف النادرة وتقع على إثنى عشر عموداً يرمز كلاً منها إلى شهر من شهور السنة وإلى الإثنى عشر رسولاً.

أيضا داخل الدير توجد "شجرة العليقة المقدسة" المكان الذى كلم منه موسى عليه السلام الله عز وجل فى وادى طوى . وكنيسة العليقة المقدسة. ويوجد أمام الكنيسة الكبرى مسجد الحاكم بأمر الله الذى تم بنائه بالحجر الجرانيت فى العصر الفاطمى فى القرن الحادى عشر الميلادى.

كما تضم سيناء آثارا من العصر الأيوبى مثل قلعة صلاح الدين الأيوبى على جزيرة فرعون فى سيناء قيمة تاريخية وأثرية كبيرة، حيث لعبت هذه القلعة دور الحارس الأمين للشواطئ العربية فى مصر والحجاز والأردن وفلسطين على حد سواء ، وأسهمت فى درء الأخطار العسكرية أثناء الصراع الصليبى - الإسلامى، حيث كانت مصر الإسلامية تمثل الدرع الواقى للعالم العربى والإسلامى أثناء ذلك الصراع.