في طريقِه ليقفِز مِنْ أعلى الكوبْري
امتلأ شخصٌ باليأس حتَّى إنَّه قَرَّرَ أنْ ينتحِر. ثُمَّ أنَّه بدأ في رحلة طويلة مِن المدينة تجاه الكوبري الذي كان ذاهِبًا ليلقي بنفسه مِنْ فوقِه. ولكنه وَعَدَ نفسه, إنْ قابله شخصٌ يبتسم وهو سعيد, وينظُر إليه بـِوِدٍّ واهتمام, فإنَّه سوف يتَراجع عنْ رحلتِه المُرَّة هذه. ومِنَ الغريب أنَّ هذه القصَّة تنتهي بدون الإجابة على السُؤال, هل انتهى الموضوع بالانتحار؟
ومع ذل...ك فإنَّ القصَّة تطرح سُؤالاً, وهو يَتَردَّد كثيرًا في ذهننا, الآن وفيما بَعد, إنْ كان قد قابلَكَ هذا الإنسان, هل كان سوف يُغيِّر طريقه ويُواصِل حياته بأكثر رجاء وجدِّية وشجاعة؟ حقًّا، إنَّ القنوط أصبح سائدًا ومُنتشِرًا مِثل ”نَزلة بَرد“, لدرجة أنَّه يزهق حياة واحِد مِنْ كلِّ عَشَرَة مِن الأمريكان كلَّ عام, لابدّ أنَّنا نتواجه مع شخصٍ مِثل هذا كلَّ يوم, فهل توجَد على وجوهنا ابتِسامة؟ وهل يوجَد لدينا نوعٌ مِنَ الرجاء والشفقة, هذه التي يمكنها أنْ تُنقذ حياة, هذه التي يمكنها أنْ تُخلِّص نَفْسًا.
أمَا دُعينا لنكون «نور العالَم» و«ملح الأرض»؟
الله يُمكنه أنْ يَرسِم خطوطًا مُستقيمة, مِنْ خلال الخطوط المُعوجَّة والمُلتوِية.

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"