القِيامة في اليوم الثالث
كَتَبَ شخص مجهول بعدَ أنْ تسلَّم كهدِيَّة, أيقونة للمسيح وهو نازل مِنْ على الصليب وقال:
في الأوَّل كنتُ مُرتبِكاً بخصوص هذه الأيقونة, إنَّها تصِف لحظة اكتئاب! التلاميذ يُواجِهون أقصى فُقدان أمل مِنْ وراء مُخَلِّص ميِّت, وبحسب الظاهِر, فإنَّه يغيب عنْ هذه الأيقونة تماماً أيّ رجاء في الخلاص. أمَّا صديقي فقد شَرَحَ وقال:
”حقًّا لا يوجد لديكَ الآن رجاء, ولكن ألا تعلَم أنَّه بع...د ثلاثة أيَّام ستكون القيامة ومعها الحياة والأمل. إنَّ واقِعكَ هو داخِل هذه الأيقونة, وأنا أَعدكَ أنَّ أيَّامكَ الحزينة والبائسة سوف تنتهي, لذلك عليكَ أنْ تُصَلِّي أمام هذه الأيقونة, وأنْ تتذكَّر أنَّه مع أنَّ مريم والآخَرين الذين كانوا يُشاهِدون المسيح لَمْ يستطيعوا أنْ يروا نتيجة الصَّلب للتو, إلاَّ أنَّه يُمكنك أنتَ الآن “.
عندئذ اكتَنَفتني موجة شديدة مِن الإيمان, بعدَ أنْ وثقتُ أنَّ السلام لَمْ يتحقَّق بعد, لكنَّه آتٍ. لَمَّا وقفتُ أوَلاً أمام هذه الأيقونة, لَمْ أكُن أشعُر بقُوَّة القيامة, ولكنِّي آمنتُ أنَّ بهجَتَها آتِية, وإلى الآن فإنَّ هذه الأيقونة, تعطيني الشجاعة والرجاء لأُواجِه تقلُّبات المُستقبَل.
«مَنْ هُو الذي يغلِب العالَم, إلاَّ الذي يُؤمِن أنَّ يسوع هُو ابن الله؟»
(1يو 5: 5)

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"