هوذا نفس القمر لا يُضيء، والكواكب غير نقية في عينيه. فكم بالحري الإنسان الرِّمة، وابن آدم الدود؟ ( أي 25: 5 ، 6)

«ابن آدم الدود» .. من هذا التعبير يمكننا أن نسأل لماذا يُشبَّه الإنسان
بالدود؟ الدود ككائن حي صغير يُشير للإنسان الخاطئ في عدة أشياء:

أولاً: في بعض الترجمات تأتي كلمة ”دودة“ maggot بمعنى ”يرقة“، ومعظم
اليرقات تنشأ في أوساط مُظلمة، وهذا يُشير بكل وضوح إلى ما أصبح عليه
الخطاة: فهم أنفس...هم
ظلمة ـ بحسب الطبيعة ـ ( أف 5: 8 )، ويحبون الظلمة ( يو 3: 19 )، وهم
مُظلمو الفكر ( أف 4: 18 )، وأعمالهم هي أعمال الظلمة ( أف 5: 11 )، وبدون
الإيمان نهايتهم الظلمة الخارجية ( مت 8: 12 ؛ مت22: 13؛ مت25: 30).

ثانيًا: الدود من الكائنات التي تسير بطريقة دودية ـ أي فيها اعوجاج
والتواء ـ وهذا يُشير إلى الخطاة في طبيعة عيشتهم وتصرفاتهم. وهذا يتوافق
مع الوصف الخطير الذي استخدمه كل من موسى وبولس لوصف الأشرار بأنهم جيل
أعوج وملتوِ ( تث 32: 5 ؛ في2: 15).

ثالثًا: الدود كائن أرضي،
ترابي، دائمًا فمه مُلاصق للتراب، بعكس الكائنات التي بإمكانها الطير في
أجواء عُليا، وهكذا الخطاة: فإن تفكيرهم ينصب في كل ما هو أرضي، فقيل عنهم
إنهم يفتكرون في الأرضيات ( في 3: 19 )، أما الأمور الروحية السماوية فلا
تشغلهم ولا تلذ لهم.

رابعًا: غالبًا ما يتغذى الدود على ما قد
تعفن وفسد، سواء كان بقايا طعام تالفة، أو رّمة حيوان عفنة، أو جثة إنسان
قد اعتراها الفساد. هل يزيد ما يتغذى عليه الخاطئ عن عفن وفساد؟ بالطبع
كلا، فالفساد عينه في ما تراه عيناه ـ سواء في الفضائيات التي تقدم
سمومًا، أو في المواقع الإباحية في الانترنت ـ وبالمثل أيضًا فيما تسمعه
أُذناه، وفي الأماكن القذرة التي تأخذه إليها قدماه
منقوول