ثلاث حكايات لم تعرفها من قبل عن البابا شنودة

[بابا شنودة و السادات]


[بابا شنودة وشعراوي]


[بابا شنودة و مبارك]



حالة حداد تعيشها مصر فور الإعلان عن وفاة البابا الشنودة الثالث-بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز الـ 89 عاما، ليبحث الفيسبوك في تاريخ هذا الرجل في محاولة لمعرفة مزيد من التفاصيل غير المعلنة للكثيرين عن حياته الحافلة بالعديد من المواقف، التي أظهرت مدى سماحته و رجاحة عقله و قوة شخصيته أمام أي فرد مهما كان نفوذه وسلطانه.
البابا شنودة والسادات:

الصفحات الفيسبوكية كشفت عن ثلاث حكايات ربما لا تعرفها من قبل عن البابا شنودة، الأولى منها حكايته الشهيرة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينما طلب الأخير من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس في إطار جهود السادات لعقد معاهدة كامب ديفيد و التطبيع مع اسرائيل.

ولكن البابا رفض ارسال أي وفود إلى بيت المقدس إلا إذا سمح لمسلمي الأمة العربية بدخول الأقصى، حيث قال: " أرجوكم أبلغوا الرئيس أننى لا أرى الوقت مناسباً لتنفيذ اقتراحه"، ليأتي رد البابا شنودة كالصاعقة على السادات الذي عزله من منصبه في خطاب شهير.
الشيخ الشعراوي والبابا شنودة:

أما ثاني الحكايات التي رواها الفيسبوكيون عن البابا شنودة، فهو الخلاف الذي حدث بينه و بين الشيخ محمد متولي الشعراوي، حينما فهم خطأ تفسير الشيخ الشعراوي لإحدى الآيات القرآنية، مما جعل المسيحيين في ذلك الوقت يعتقدون أن الشعراوي هاجم عقيدتهم وأنه متعصب ضدهم.

وعندما ذهب الشعراوي لإجراء عملية جراحية في لندن، زاره الكاهن المصرى فى الكنيسة المصرية الأرثوذكسية هناك ومعه بعض رجال الدين المسيحى، وقدم له هدية (علبة شيكولاتة وورد)، وقال له إن البابا شنودة طلب منه أن ينوب عنه فى تقديمها وأن يصلى لله لشفاء الشيخ، وتكررت زيارات الكهنة والمصريين المقيمين فى لندن المسلمين منهم والأقباط.

وعندما عاد الشيخ إلى مصر سالما رأى أن من الواجب أن يزور البابا فى الكاتدرائية، فاستقبل الشيخ استقبالا حافلاً شمل عشرات الأساقفة والكهنة فى انتظاره مع البابا، وتجمع عدد كبير من الأقباط أمام الباب الخارجى لتحية الشيخ أثناء دخوله، وكانت فرحة الجميع بالشيخ ظاهرة على الوجوه، وكان من المقرر أن تستمر الزيارة نصف ساعة تقريباً إلا أن اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات ولم يشعر أحد بمرور الوقت.

وقدم الشيخ الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء علق البابا وهو يتسلمها قائلاً: نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة، وفى وداع الشيخ كان هناك جمهور كبير لا يزال واقفا عند الباب لتحية الاثنين.. وقال الشيخ وهو يصافح البابا: "اسأل الله أن يجعل هذا اللقاء معكم بداية خير لدينه ورسالاته، وأن نتمكن معا من أن نلفت الناس إلى منهج السماء فيجعلوه مطبقاً فى منهج الأرض.. وقال البابا: "نصلى جميعاً ليحفظ الله بلدنا وشعبنا ووحدتنا وصفاء قلوبنا."

وحين توفى الشيخ ذهب البابا للعزاء مع مجموعة من كبار الكهنة.. وقال: "لقد خسرنا شخصية نادرة فى إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الايمان" ولم يستطع أن يخفى ملامح الحزن على وجهه.
مبارك والبابا شنودة:

والحكاية الثالثة بطليها البابا شنودة والرئيس السابق مبارك، فالعلاقة بينهما كانت متوترة في بداية تولي مبارك الحكم بسبب الخلاف الذي حدث بين السادات والبابا حيث كان مبارك في ذلك الوقت نائبا، وتعود الواقعة عندما طلب الرئيس السادات من ممدوح سالم رئيس الوزراء في ذلك الوقت أن يجلس مع البابا و مع نائب رئيس الجمهورية حين ذاك، لحل أزمة البابا.

وعندما ابلغ ممدوح البابا بطلب السادات, قال البابا: " من هو هذا النائب الذي أجلس معه " و صمم البابا علي رأيه فما كان من سالم سوى نقل رد البابا إلى السادات ليقوم الرئيس الراحل بسحب القرار الجمهوري باعتماد نتيجة انتخاب البابا التي صدرت عقب اختياره في 14 نوفمبر 1971 و أبعد البابا إلي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون .

أما مبارك فلم ينس هذا الموقف للبابا فعندما تولي الحكم ترك البابا مستبعدا في دير الأنبا بيشوي أربع سنوات كاملة رغم افراجه عن كل المعتقلين السياسيين بعد 40 يوما من توليه الحكم بما فيهم مرشد الأخوان المسلمين، لتتغير الأوضاع بعد واقعة محاولة اغتيال مبارك وبجهد من وزير الأوقاف الأسبق محمد علي محجوب و مسئول المركز الإعلامي للبابا حين ذاك الكاتب والمحلل السياسي طلعت جاد الله تم تنظيم لقاء رجال الدين الإسلامي والمسيحي و معهم فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وعُقد اللقاء الشهير بينهم وبين مبارك وألقيت الكلمات علي الهواء مباشرة و عادت العلاقة بين الرئيس السابق و البابا بشكل مباشر من وقتها والتقي به في قصر المنتزه بالإسكندرية في عام 1996 ثم بدأت العلاقة تعود بشكل طبيعي وكان حضور الرئيس السابق لجنازة الأمين العام السابق للحزب الوطني فكري مكرم عبيد بالكاتدرائية و التي رأسها البابا هي قمة الدلالات على أن العلاقة بينهما كانت في أفضل حالاتها.