الكاتب تريزة سمير
تعلقت نفسي به كثيرًا، لدرجة صعب معها التفكير بأنه سوف يتركني كما قال.. عندما رأيت كل الآلام التي ذاقها من أجلي، تأكدت من مدى حبه لي، فكانت آلامه تؤكد أنه يحبني إلى أقصى درجة من درجات الحب... تعلقت نفسي به إلى درجة الموت.. نعم الموت! فهو كم تألم من أجلي ..
يموت كثيرًا من أجلي.. لم يفكر في نفسه مطلقًا.. فكنت أنا حبه الأول والأخير، وهو أصبح لي الألف والياء..
تذكرت موعد رحيله عني.. حاولت أن أنسى أو أتناسى حتى أعيش كل لحظة في فرحة معه..
سيطرت عليَّ مرة أخرى هذه الحقيقة لدرجة يصعب معها أي محاولة لإزالتها.. أصبحت أكثر كآبة.. وضجر. وألم..
وفيما أنا أفكر في هذا كله، جاء إليَّ مبتسمًا، نظرت إلى عينيه نسيت هذة الأفكار المؤلمة، فأخذني بريقها ولم أفكر في أي شيء إلا في تلك اللحظة الرائعة. وفيما أنا هائمة في بحار عينيه، هائمة في دنياه قال لي فجأة: اليوم سأتركك... ألقيت بجسدي على الأرض وأصبحت كائنًا بلا قوة.. لقد أخذتني حقيقة الرحيل إلى عالم بلا كائنات، عالم مخيف.
انهارت عندئذ كل قوتي التي كانت تحملني، وأصبحت كائنًا أكثر جمودًا.. صمت ونظرت إليه نظرة عاتبة..
أكمل حديثه معي.. سأذهب لأعد لك مكانًا وعندئذ سآخذك من هنا حيث الشقاء.. لا تقلقي ستكونين معي إلى الأبد.
قلت له.. لا تتركني أعيش بدونك، أنت نسمة عمري كله، كيف أعيش لحظة بدونك؟؟
لماذا تقسو عليَّ هكذا؟ لماذا تنسى حبك وتنساني وتتركني معذبة؟
كيف أعيش يومًا بدون أن أراك؟؟
قال.. سترينني كل يوم، كل لحظة، انظري إلى الجبال، البحار، الزهور، نجوم السماء، ستريني في كل شيء، سأكون في داخلك ولا أتركك..
سيمضي الزمن لا تقلقي فالأيام دائمًا تقتحم كل شيء أمامها، لا يقف أمامها عجز أو خوف، فرحة أو حتى دمعة.
يمضي الزمن وتمر الأيام بطريقة يصعب على المرء تفسيرها.. لا تقلقي من الانتظار، سآتي سريعًا.
أرجوك مرة أخرى، أترجاك مرات، لا تذهب فحياتي تتوقف بدونك.. بدونك سيقف الزمن، سيمضي كل شيء جميل لأنك نبع الجمال.. لا تتركني أشعر بالغربة بدونك، العالم يتسع وكلما يتسع أشعر بالاختناق، أشعر بالغربة والخوف دونك.
أنا لا أتركك يا حبيبتي .. دائمًا ستشعرين بوجودي معك، عندما تحتاجين إليَّ ستجدينني أمامك، خلفك، بداخلك.. اقرأي كل ماكتبت لك، ستجديني أحدثك كل يوم، وستعرفي صوتي جيدًا.
أقدم الشكر لك على عظمة حبك، فلساني يعجز عن الشكر، قبل أن أعرفك كنت أعيش في عالم من الخداع والخطيئة، عندما عرفتك نسيت كل الماضي.. واتجهت إليك بدون أن أتراجع لحظة، لقد نسيت كل ما فعلت، أحببتني أكثر من حبي لنفسي
عرفت معني الحب معك.. كيف تتركني بعدما أصبحت كل حياتي.. لاتتركني أبدًااااااا.
أنا لا أتركك أبدًا.. لابد أن أعطيكِ فرصة أن تجدي نفسك من جديد، اعرفي نفسك، وفي كل الأوقات أنا معك، لا أتركك أبدًا، لا تنسي أن صورتك على كفي لا يمكن أن أنساها.. لا تنسي أنني أعرفك جيدًا، لا أتركك تعانين من أي شيء بغيابي .
انتظريني حتي آت.. سأعد لك مكانًا تنسي فيه كل الألم، ولكن وصيتي ألا تنسيني أبدًا... مهما طالت الأيام... أنا معك أراقبك من بعيد.. أرفعك، أشعر بك ..
سأتركك الآن،،، ولا تيأسي من الانتظار.. انتظريني حتى أعود..
انتظريني لأحملك إلى دنيا أكثر نقاء.. أكثر حبًا..