عبر شمال سيناء
المحطة الأولى لرحلة العائلة المقدسة برفــح
وهى المدينة التى بنيت على أطــلال رفح القديمة واسمها الرومــى " رافيا " التى ذكرهـــا المؤرخ بوسيفـــوس أنها أول محطة استراح فيها تيتــــوس فى طريقه لمحاصـــرة القــــدس سنة 70 بعد ميــلاد السيــد المسيــح لــه المجــد وهـى مدينــة حدوديــة منذ أقــــدم العصـــور وتبعد حاليــاً عن مدينة العريش للشـــرق بمسافة 45كيلــو متراً 0
وقد تم العثـــور فى خرائبها على آثــــار منقولــــة ، لها صلة بالديانـــة المسيحيــــة وهى عبــارة عن تمثــال من الرخام الأبيــــض الناصــع وهـو تمثـــال للقديـــس العظيــــم مارجرجــس ، وكذلك تمثال آخــر للقديســــة العظيمــة أم النــــور العــــذراء مريـــم .
ثم ساروا فى خط سيرهم إلى الشيــــخ زويــــد
عرفت قديماً بإسم بتيلون وهى تقع على مسافـــة " 32 كم " للجنوب الغربى من مدينة رفـــح ، وتبعد عن العريش بمسافة " 15 كم" وبينها وبين شاطىء البحر الأبيض المتوسط " 3كم" وهى مدينة حدوديــــة أيضاً ويمثل القرن السادس قبل الميـــلاد عصـــر إزدهارها وخاصة فى العصــــر اليونانى . وقد نشأ على أطلال المدينة القديمة خاصة حى الكوثر0
** وقد تم العثـــور على آثــار هامـــة عن طريق الحفائر بهذه المنطقــــة التى قــام بها العالـــــم
" جان كليـد" عام 1913 وفيها فسيفساء معروضة الآن بمتحف الإسماعيلية وهى ترجع للعصر اليونانى الرومانى وكذلك إذا أجريت حفائر بالمنطقة يمكن الكشف عن المزيد من الآثـــــار وخاصة
التى ترجع إلى العصر البيزنطى المسيحى .
ثم سارت العائلة المقدسة بعد ذلك فى طريقها إلى مصر عن طريق الشيخ زويــــد ثم إلى العريــــش
العريــــــش
العريــــش مدينة قديمة واقعــة على شاطىء البحــر الأبيض المتوسط ، قرب نهاية الحــد الشرقى لأرض مصـــر ، وكانت تسمـــى فى العصـــر الرومانـــى " رينـــو كورورا " ، وذكرهــا ياقــــوت فى مشتــــرك البلـدان ( وهى مدينة كانت أول عمل مصـــر من ناحية الشام على ساحل بحـر الروم فى وســـط الرمـــل ) وقد تم العصـــور على بقايـا من كنائــس فى طرقــات المدينــة . وكذلك أثناء الإحتلال الإسرائيــلى تم الكشف عـن موقـــع فرعونـــى يرجع للأســــرة الـ 18 .
وبعد أن عبرت العائلة المقدسة مدينـــة العريـــش تابعــت السيــر فى طريــق يسمـــى الفلوسيــــات
الفلوسيات
وهى تعتبر أهم المناطـق على الطريق الساحلى وكانت تعرف بإسم " أوستراسيــــن" وتقع فى الطريـــق الشرقى من بحيرة البردويــــل حاليــــاً " سيربونيـس القديمة " وهى تحتل موقع استراتيجى هام حيث أنها نقطــــة إلتقاء وإنقســام الطريق الساحلى الشمـالى ما بين البحر والبحيرة والطريق الرملى الجنوبى جنوب البحيرة
كانت هذه المدينة عامرة فى العصر المسيحى وتعرف بإسم " المخلصة" بدلاً من اسم أوستراسين إلى أن طغــــى عليها البحر وخربت وهجــــرت وكان هذا سبباً فى ظهور مدينة جديـــدة وهى " الورادة "
والفلوسيات تشتمل على مدينة محصنة ترجع إلى العصر المسيحى وهى عبارة عن حصن وثلاث كنائس وبعـــض ملحقـات هذه الكنائس ، والذى قام بالكشف عن هذا الحصــن وكنيستيـن هو العالـــم كليــــدا عام 1914 م ، أمــا الكنيســـة الثالثـة قد تم الكشف عنها بواسطـــة جامعــة بن جوريــــون الإسرائيليــة أثناء إحتلالهــم سينـــاء بعــد حرب 1967 م
وسارت العائلة المقدسة بعد ذلك منطقة كانت تسمى قديماً بدير النصارى وسميت بعد ذلك " القلــس " ثم سارا إلى" المحمدية "
القلــــــس
وتعرف قديماً بإسم رأس كاسيون " دير النصـــارى" وهى تقع فى المسافة ما بين الفلوسيـــات والمحمديات على مسافة " 38 كم " إلى الغرب من الفلوسيات
وقد أشار كتاب العصر الرومانى والبيزنطى إلى وجود أديرة وكنائس ظلت باقية إلى العصر الإسلامى
المحمدية
الفرما موقع أثرى فى غاية الأهمية إذ يمثل أول منطقة فى طريق حورس الحربى بسيناء الذى إستخدمه قدمـــاء المصريين ولا سيمـــا بعد طردهم للهكسوس وتأسيسهم إمبراطوريتهم فى فلسطين وسوريا 0
ثم إنتقلت العائلة المقدسة بعد ذلك من الفرما فى طريقها إلى تـــــل بسطـــا والتى كانت قديمـــاً مدينة بسطـــا0