هل دخول الملكوت مقصوراً على المستويات العُليا من القديسين؟
سؤال: هل لابد أن أكون قديسا مثل البابا كيرلس والأنبا ابرام وغيرهم من القديسين حتى أدخل ملكوت السموات؟
الإجابة:
كما وُجِدَ القديس البابا كيرلس، وُجِدَ تلاميذ له ترهَّب بعضهم في دير الشهيد مارمرينا بمريوط مثل المتنيح الأنبا مينا آفا مينا، وآباء معاصرين مثل المتنيح الأب الراهب أبونا صليب آفا مينا، وأبونا رافائيل آفا مينا، وغيرهم الكثير.. وكل هذه مستويات من القداسة..

وكما وُجِدَ يوحنا البتول.. وُجِدَ بطرس المتزوج..

وكما وُجِدَ الذي قضى حياته كلها في علاقة مع الله مثل صموئيل، وُجِدَ اللص اليمين الذي كان مجرماً ثم تاب في آخر لحظات حياته..
وقد يقضي قديس عشرات السنوات في الجهاد ويكون مقبولاً عند الله مثل الأنبا بولا أول السواح، وآخر يؤخَذ في طفولته وهو لم يقضي بضعة شهور أو سنوات مع الله ويكون مقبولاً كذلك مثل الطفل الشهيد أبانوب أو الطفل كيرياكوس وغيرهم الكثير..

وكان هناك قديسون كتابيون من الكتاب المقدس مثل موسى كليم الله، وداود النبي، ودانيال النبي، ويونان النبي، وميخا النبي.. كلٍ بمستواه ووضعه.. وهناك من العهد الجديد أناس مباركون بمستويات مختلفة أيضاً، مثل: بولس الرسول، مرقس الرسول، أكيلا وبريسكلا، أبفراس الرسول، زيناس، استفانوس، قائد المائة، سمعان القيرواني..

وكما وُجِدَ القديس مكاريوس الكبير، وُجِدَت في وقته امرأتان متزوجتان تعيشان في العالم كانا في درجة من القداسة أكثر منه!

وهناك الذين قضوا سنوات في الجهاد والتوبة مثل القديس موسى الأسود، وآخرين بعد ساعات من توبتهم نقلهم الله مثل القديسة بائيسة التائبة.

ويقول الكتاب: "مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 41).

يقول كتاب الله أيضاً: "لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً»." (إنجيل يوحنا 7: 24). فلا تحكم على شخص بحسب ما ترى أمامك من قداسة أو أسلوب في التعامل أو ما تظنه مستوى روحي عالي أو غيره.. فالله وحده هو الديان العادل..

والله يحاسب كل إنسان حسب الوزنات التي أُعطِيَت له.. فالذي أعطاه الرب وزنة واحدة لم يطالبه الرب بما طالَب ذو العشرة وزنات.. والله يعرف خفايا القلوب.. إن قارنت مستوى القداسة بما تراه بعينيك فستنخدع كثيراً.. رأينا أناس أعطوا آلاف العملات في الهيكل، وامرأة فقيرة أعطت فلسين، وضعها الله في مستوى أعلى منهم..
هكذا أنت.. لا تقارن نفسك بهذا ولا ذاك.. بل ابدأ الطريق واحدة فواحدة.. فالله يحاسبك حسب إمكانياتك وظروفك ومستواك وحياتك وفكرك ومستوى معرفتك.. فقد وأنت في العالم وتعطي وقتاً للصلاة صباحاً أو وأنت في طرق المواصلات ترفع قلبك لله، مقبولاً عند الله أكثر من متوحد يعيش في الصحراء لا يوجد لديه ضيق الوقت الذي لديك..

اقرأ كتب مثل حياة الإيمان - الوسائط الروحية - اليقظة الروحية - معالم الطريق الروحي - حياة التوبة والنقاوة، وغيرها من الكتب الروحية التي تساعد في بدايات الحياة الروحية
منقوووووووووول