إعادة تسمية الجمعة الحزينة
إلى الجمعة العظيمة
أَخَذَ يسوع على الصليب أسوأ شيء يمكن أنْ يحدث له ألا وهو صَلبه وموته, وحوَّلهما إلى أعظم شيء يمكن أنْ يوجد في الوجود, وهو الفداء والخلاص.
كَتَبَ القديس أغسطينوس:
الله يستخدِم الناس الأشرار ليس حسب فسادهم وفسقهم ولكن حسب صلاحه, لأنه هو الذي خلق هؤلاء الناس, وهو الذي يستطيع أنْ يُحَوِّل الأعمال الشرِّيرة إلى صالحة.
...لا يمكننا أنْ نجد الكلمات التي نُعبِّر بها عن الصلاح الذي ينتج مِن خلال آلام المُخلِّصِ ومِنْ خلال دمه الكريم الذي سكبه لمحو خطايانا؛
إلاَّ أنَّ هذا الصلاح الهائل قد أتى مِنْ خلال خُبث وحقد الشيطان الذي يحسد الإنسان والذي غرَّر بيهوذا.
ولكن يجب مع ذلك أنْ نعرف, حقيقةً, أنَّه لا يمكن لحادثة ما أنْ تُقيَّم جيِّدًا وعلى صواب يوم حدوثها. لقد بدا أنَّه يومٌ أغبر يومَ أنْ بيع يوسف عبدًا بواسطة إخوته القساة, ولكن بعدما جُمِعت الأيام وضُمَّت معًا, فإنها قد تحوَّلت إلى أفخر أيَّام حياته. التاريخ المقدَّس يشمل قصَّته. كان يومًا رديئًا, يوم الجمعة الأسود في أورشليم عندما استُهزئ بيسوع وصُلِب. ولو كُنَّا موجودين هناك لصرخنا بصوتٍ عال: ”مِنْ فضلك يا الله, لا تسمح أنْ يحدث هذا, لا تسمح أنْ يموت البار“. أمَّا الآن ونحن نستعيد الأيَّام الماضية ونتأمَّل فيها, فإنَّنا لن نجد حدثاً تمَّ في التاريخ مِثل هذا الحدث الذي استُعلِنَت فيه محبَّة الله في أقوى صورة. كما أُعيدت صياغة تسمية هذا اليوم الرديء إلى يوم الجمعة العظيمة.
ولكن علينا أنْ نتشجَّع ونترك الأمور في يد الله ونثق حقًّا أنَّ: «الله يعمل في كلّ الأشياء للخير, لأُولئك الذين يحبُّونه».
لا يمكن لحادثة ما أنْ تُقِيَّم جَيِّدًا يوم حدوثها.

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"