يوم الدينونة
قالوا: إنّ الخطاة " سيدانون لا بحسب أعمالهم في أثناء نظام الأشياء الحاضر...بل بحسب أعمالهم في نظام الأشياء الجديد، أي بعد تقييد الشيطان وسجنه...ولن تكون هنالك حاجة إلى مراجعة سجلّ حياتهم الماضية في الجسد، لأنّ القضاة* في السماء يعرفون جيّداً أنّ حياة الناس الماضية –حياة الخطية والنقص- قد دانتهم سابقاً، ولكن المسيح مات ذبيحة فدائية ليرفع عن الاشواقالبشري الخطية والنقص وعقابهما."((59))
الرد: أرى أنهم يشاركون الشيطان في ريائه وخداعه بإبعادهم عن الخطاة شبح الموت وما يليه، فيصوّرون الموت في أشكال مطمئنة ويصفونه بكلمات مغشوشة لكي يفوّتوا على الخطاة فرصة التوبة والاستعداد للأبدية. فإنهم بأقوالهم هذه يحاولون:
1- تبطيل أهمية الإيمان بذبيحة المسيح، إذ إن هذه الذبيحة –على حد قولهم- رفعت خطايا المؤمنين بها، وغير المؤمنين على حد سواء.
2- تبطيل عمل الكرازة بالتوبة، فالخاطئ لا يحتاج إلى التوبة الآن لأنه ستُعطى له فرصة أخرى في ملكوت الله. ويصدق فيهم قول الكتاب "ويشدّدون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شرّه...ويقولون لكل من يسير في عناد قلبه لا يأتي عليكم شر" (أرميا 23: 14، 17).
قال الرب يسوع: "مَن آمن واعتمد خلص ومَن لم يؤمن يُدن" (مرقس16: 16). واستناداً إلى كلامه الصادق والأمين هذا، نقول إنّ الذين يرفضون المسيح رباً ومخلّصاً اليوم سيقفون –شاء شهود يهوه أم أبوا- أمام القضاء الإلهي في يوم الدين لينالوا القصاص بحسب ما اقترفوا من خطايا. وكتاب الله مليء بالآيات التي تؤكّد وجود يوم الدين. وفي ما يلي بعضها:
(أشعياء 13: 9، 11) "هوذا يوم الرب قادم قاسياً بسخط وحموّ غضب ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خطاتها...وأعاقب المسكونة على شرّها والمنافقين على إثمهم."
(ملاخي 4: 1) "فهوذا يأتي اليوم المتّقد كالتنور وكلّ المستكبرين وكلّ فاعلي الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتي، قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً."
(أعمال 17: 30 و31) "فالله الآن يأمر جميع الناس في كلّ مكان أن يتوبوا ...لأنّه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل."
(رومية 2: 5 و6) "ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة التي سيجازي كلّ واحد حسب أعماله."
(يهوذا 14 و15) "هوذا جاء الرب في ربوات قديسيه. ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجّارهم على جميع أعمال فجورهم."
لماذا يتكلّم الكتاب المقدس عن يوم الدينونة ما دام الخطاة لا يدانون؟ جوابهم: "سيكون طول يوم دينونة الاشواقالبشري في ظل السموات الجديدة ألف سنة."((6.))
يوم دينونة طوله ألف سنة!!...حقاً إنهم قد ضاعفوا الشّطط في تفاسيرهم. ورُبَّ سائلٍ يقول: كيف وصلوا إلى هذه النتيجة؟ أقول، لا يصعب على تلاميذ "تشارلز رصل"، أصحاب الفتاوى، أن يطلعوا بالتأويل المناسب ليوم الدينونة ويدعموه بآية من الكتاب المقدس. وقد وجدوا ضالّتهم المنشودة هذه المرة في قول الرسول: "إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد" (2بطرس 3: Cool. لكن بالرغم من ذلك تبقى كلّ محاولاتهم لطمس الحقائق المتعلّقة بدينونة الأشرار غير مجدية. وإن كانوا قد أفلحوا بعض الشيء في إقناع بعضهم بتفاسيرهم الجوفاء، فإنّ النجاح لن يظلّ حليفهم "لأنّ حمقهم سيكون واضحاً للجميع" (2تيموثاوس 3: 9).
* يقصدون بالقضاة قادتهم، جماعة "العبد الأمين الحكيم".