تأمل من بستان الرهبان
===============
أخبر أنبا دانيال، أنه حدث أن كان لرجلٍ غني في بابيلون مصرَ ابنةٌ مجنونة (بروحٍ نجس)، ولم يحصل لها على شفاءٍ. وكان له صديقٌ راهب، هذا قال له: «إنه لا يستطيع أحدٌ أن يشفي ابنتك إلا الشيوخ الرهبان، ولكنك إن طلبتَ إليهم فلن يجيبوك إلى طلبك لتواضعهم. فأُشير عليك بأن تصنع حسب ما أقوله لك، فإذا هم جاءوا إلى السوقِ ليبيعوا عملَهم، تظاهر بأنك تريد الشراءَ منهم، وخذهم معك إلى منزلِك لتعطيهم الثمنَ، وحينئذ اسألهم أن يصنعوا صلاةً، وأنا واثقٌ أن ابنتَك تبرأ». فلما خرج الرجلُ إلى موضع البيعِ وجد راهباً واحداً من التلاميذ جالساً، فأخذه إلى بيتِهِ مع زنابيلِهِ بحجة أنه يعطيه ثمنها، فلما وافى الراهب إلى المنزلِ، خرجت البنتُ المجنونةُ ولطمت خدَّ الراهبِ، فَحَوَّلَ لها الآخرَ باتضاعٍ حسب الوصيةِ، فتعذب الشيطانُ من إتمام الوصيةِ، وخرج منها متألماً صارخاً قائلاً: «الويل لنا من وصايا يسوع لأنها تزعجنا». فلما علم الشيوخُ بما كان، سبَّحوا الله قائلين: «لا شيء يُذِلُّ عظمةَ الشيطان مثل إكمال وصية السيد المسيح ربنا باتضاعٍ».
منقووول

+.+.+