[size=21]غنى النعمة ووافر السلام لكم يا أحباء ربنا يسوع المسيح

ولتمتلئ قلوبكم برجاء قيامة يسوع وابتسامة المحبة على وجوهكم مشرقة



كم نشتاق أن تتحرك نفوسنا وتنطلق أقلامنا بالحب وتعلو شفاهنا ابتسامة أولاد إله السلام ، وكم نود أن نحفر بسلوكنا في هذه الأيام علامات عميقة مضيئة تهدي الجميع وتشوقهم لطريق الحب الإلهي ؛ فكم نشتاق ونطوق أن ننزع أشواك الخصومة الجارح للنفس وينهض الكل باتساع الفكر وصدق القلب ويتقدم المجتمع كله نحو السلام وتعلو شفاههم ابتسامة المحبة كإشراق شمس النهار ، فتبدد جراثيم الخصومة وتنتهي بالتمام ، فتتطهر القلوب وتُشفى النفوس ، والكل يلتقي في وئام الحب الذي يُرضي الله ، فيسكب قوة غفرانه الحلو لكل نفس ، لأن من يغفر لكل من أخطأ إليه يتذوق حلاوة غفران الله ويبتهج قلبه جداً وتعلو وجهه ابتسامة رجاء القيامة وفرح الخلاص ...




أعلموا يا أحبائي أن المحبة تحتاج لجهاد طويل وإصرار على النجاح ، لأنها حرب ضد كبرياء القلب ، لأن القلب كلما كان بسيطاً متضع محباً لله : يغفر لكل من يُخطئ إليه بسهولة ، ولكي نصل لهذه الدرجة العظيمة والتي فيها نجد غفران الله حلواً متذوقين عمق اتساعه الحلو في داخلنا ، ينبغي لنا أن نحارب أنفسنا بضراوة
ونتضرع لله أن يكسر كبرياء قلوبنا ، ونحيا في إصرار أن نصلب ذواتنا مع
المسيح له المجد ، حتى نموت بالتمام عن أنفسنا ونحيا خليقة جديدة في ربنا
يسوع ، لا تعرف غير غفران المحبة ، وتحيا بالوصية ، لأنها علامة المحبة
الحقيقية لله :

" أجاب يسوع و قال له إن أحبني احد يحفظ كلامي و يحبه أبي و إليه نأتي و عنده نصنع منزلا " (يو 14 : 23)

" الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي " (يو 14 : 24)
" الحق الحق أقول لكم إن كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد " (يو 8 : 51)



وبقليل
من الصبر والتأني يا إخوتي سنجتاز كل صعوبة ونغلب كبرياء قلوبنا ونفوز
معاً بإكليل مجد الحياة مع المسيح ، باعتدال حياتنا وتوبتنا وصلاتنا
وإيماننا الحي ومحبتنا المتسعة للجميع وصبر القديسين الموهوب لنا من الله
...






أتعشم في وجه ربنا يسوع أن تحفظوا المحبة بكل طاقتكم


وأن تبذلوا أنفسكم من أجل الله ونصلي بعضنا من أجل بعض


كجسد واحد في كنيسة مقدسة لا تنقسم ، مرتبطة مع جميع القديسين


النعمة معكم بشفاعة أمنا العذراء كل حين القديسة مريم والقديس يوحنا المعمدان


وبصلوات آباءنا الرسل وسحابة الشهداء والآباء القديسين


[/size]