يترك المسيح بسببها وتتنصر من أجله   Majid-Kerman-f68e1


يترك المسيح بسببها وتتنصر من أجله

نادر الطبيب المسيحي الشاب الذي كان يحلم بالسفر على الخارج لكي يحقق أحلامه كان على موعد مع القدر الذي أعطى له النجاح بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكان كيوسف الصديق إذ يقول عنه الكتاب " كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا ً وكانفي بيت سيده المصري" ( تك 39 : 2 (وكانت تجربته كيوسف الصديق أيضا , حيث أنه كان يعمل في بلد عربي بأحد المستشفيات وكان من اشهر الأطباء المصريين هناك حتى حسده الشيطان على تقواه وسلوكه المشرف وسط زملائه في العمل وكان محبوباً من الجميع إلا مديره المتعصب الذي كرهه لأمانته وحسده من أجل حب الناس له , وكان يغتنم أي فرصة لمضايقته وإيذائه , ونادر يصبرعلى كل ذلك ولم يكن فيه ذنب سوى أنه مسيحي وكم من مرة كان يدعوه إلى التخلي عن إيمانه مقابل المال والزواج من طبيبة جميلة من أسرته , وكان نادر يبتسم في لطف ويشكره على مشاعره ويؤكد له أنه لا يفكر في الزواج وأنه لن يترك المسيحية لأي سبب من الأسباب , وعندما ضاق الأمر بالمدير الغيور قرر أن يستعين برفيقة الشر وتدعى عفاف أحدى الممرضات التي تعمل معه بالمستشفى , وقام باستدعائها على الفور إلى مكتبه وقد كانت على درجة عالية منة الجمال الخارجي على العكس منه من روحها الشريرة التي تزيد عن مديرها في كراهية الآخر وتعشق إيذاء المسيحيين , وطلب منها عشيقها المدير الهمام الإيقاع بنادر في غرامها وبأي ثمن تستميله إليها , وافقت عفاف التي لا تحمل بداخلها سوى حب الرذيلة ولا تعرف العفاف من قريب أو بعيد , وكانت سعيدة جدا أنها أخذت الضوء الأخضر حتى تقدم لنادر ما كانت تحلم به منذ قدومه للمستشفى , وأخذت تتحين الفرص للإيقاع به وكان نادر يصدها بأكثر من طريقة حتى جاءت الليلة السوداء عندما كان نادر بدوام العمل بالمستشفى , وهو في غرفة مكتبه ساهراً في خدمة مرضاه ولكي يحقق للعلى مرضاته , وكانت إيزابل الشريرة عفاف بإحدى غرف المستشفى وعلى أحد أسرة المرضى تستعد بمساعدة أحد صديقات السوء التي طلبت منها أن تنادى على نادر بسرعة بدعوى أنها متألمة لكي يأتي ليوقع الكشف عليها وكانت قد أتفقت معها أن تغلق عليهما الباب من الخارج بالمفتاح ولا تفتحه حتى تعطيها إشارة , وبالفعل ذهبت صديقتها لتناديه وقد خلعت عفاف ملابسها ما عدا الملابس الداخلية الشفافة المثيرة التي تعمدت ارتدائها ونامت في سريرها ووضعت فوقها ملاءة خفيفة , وحضر نادر بسرعة ودخل الغرفة وأغلقت صديقتها الباب عليهما , وعندما بدأ الطبيب الشاب في الكشف عليها فوجئ بأنها طبيعية وتريده أن يفعل الشر معها , فرفض وحاول الخروج ولكن دون جدوى لأن الباب مغلق من الخارج , وقامت عفاف من الفراش بمظهرها الجذاب وأنوثتها الطاغية كي ما تسطيع أن توقعه بسهولة ولكنه , ذاد في رفضه وحاول أن يدفعها بعيداً عنه , ولكنها كانت أقوى منه وهو الذي أفقدته المفاجئة توازنه فهددته بأن تصرخ وتفضحه ولكنه لم يبالى حتى أخذت تصرخ وتستغيث , وكانت هذه هي الإشارة لصديقتها الشريرة فتحت الباب ودخلت بسرعة لتجد عفاف في أحضان نادر , وتجمع على صوت صراخها من بالمستشفى وعلى رأسهم القواد مديرها الذي رتب كل ذلك وحاول المسكين أن يكذبها ولكنه لم يستطع , وقد ذادت في الشر وحبكة حيلتها دموعها , ومظهرها وكأنه قد بدا عليها المقاومة عندما هاجمها مع أنه عكس ما حدث , وبعد تهديدات كثيرة منها استدعاء الشرطة , وأخرى قد يصل معها الحد إلى أقامة الحد , نعم حد الزنى الذي لا يوقع سوى على الوافدين أما مواطنين هذه الدول فهم غاية في العفة والفضيلة , ولا يرتكب أحدهم الكبائر , واستطاع المدير الشرير أن يتغاضى عن كل ذلك بشرط أن يتزوج من الممرضة الغيرعفيفة عشيقته والتى كان معها في علاقة غير شرعية ونجاسة منذ أن بدأت العمل بتلك المستشفى , لم يجد المسكين بداً سوى الرضوخ لرغبتهم الشريرة وبالطبع كان لابد له أن يشهر إسلامه لكي يستطيع الزواج منها , وتغيرت حياته كثيراً بعد هذه الزيجة المشبوهة التي لم تكن تؤثر فيه بقدر تركه للمسيح وإنكار إيمانه , وسقطت فوقه جبال من الهموم وغابت عنه البسمة وأصبح مدخناً شرهاً وكان يحاول أن ينسى ما حل به , وكانت هي تحكم سيطرتها عليه بحيث أنه لا يملك حتى ثمن تذكرة السفر ليعود بها إلى مصر , ولكنها أحبته وبدأت تشعر بالندم حيث أنها دمرت حياته بعلاقتها به , وأرسل له الرب معونة خاصة حيث أفتقده زملائه الأطباء من العاملين هناك , وقد اتفقوا على إنقاذه ومساعدته بالعودة على مصر , وبالفعل تمكنوا من ذلك بطريقة لم تجعل زوجته تشعر بذلك سوى عندما جاء إلى المطار وهم ينتظروه وبيدهم تذكرة السفر , وإلى هذه اللحظة لم تريد عفاف أن تترك فريستها يهرب من يدها , ولكنهم كانوا أقوى منها وكانت هذه هي فرصته الأخيرة في الرجوع إلى بلده وإلى نفسه ومعتقده , وخيروها بين أن تتركه أو تذهب معه إلى مصر كزوجته بعد أن تعتمد لأن نادر قد رجع للمسيح , ولأنها أحبته من قلبها وأرادت التوبة لمس الرب قلبها ووافقت أن تتبعه على عقيدته , وأحضروا لها تذكرة السفر وركبت معه الطائرة في طريق العودة إلى مصر والعودة إلى النفس , وكانت هذه الساقطة وتجربة نادر سبب في إيمانها على الرغم من ضياعه فترة من الزمان , وهذه الفترة أثرت على حياته وعمله وشخصيته , وأن كان نادر قد سقط في الخطية وترك إيمانه تحت التهديد , إلا أن زوجته قد اختارت وبحرية أن ترافقه كزوجة مخلصة وتترك حياة الدنس حيث أنها كانت السبب في سقوطه وكان هو السبب في خلاصها , هكذا هم أولاد الله كالذهب الخالص مهما مروا في تجارب شديدة واجتازوا في النار يخرجون منها كالذهب المصفى ويخلصون أنفسهم مع آخرين .
بقلم رمسيس الثاني

منقووول