موضوع ذات صله بموقع ارثوذكس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


+ هذه المرة أريد أن أسلط الضوء على يوم يمر من ايام السنة ربما اذا جاء لا يتكرر سوى مرة وحيدة فى العمر كله .. هذا اليوم له طقوس وترتيبات كثيرة ومعقدة وله أيضاً تقاليد وعادات أصبحت مشتركة بين المسيحيين وغير المسيحيين على حد السواء .. ما يميز عامة كل أفراح الزفاف انها لا تحترم حضور الله (سواء عن قصد أو دون قصد)، وهذا بسبب ان الجميع يعتبر الزواج مناسبة اجتماعية ودنيوية، لا سر مقدس يحل فيه الروح القدس !!


1- يحرص الخطيبين من البداية بأن يكون إكليلهم فى افخم كنيسة على قدر المستطاع، فتجد الشاب يركض باحثاً عن معاد مناسب فى إحدى الكنائس الكبيرة التى فى الأغلب تكون بعيدة كل البعد عن منطقته وحتى منطقة اصحابه وأقاربه .. فنجد انه يوفر بعض الاتوبيسات عند باب كنيسته لتنقل اللذين يرغبون فى الحضور من منطقتهم الى الكنيسة الفخمة البعيدة! لماذا كل هذا، أهل تستعر من كنيستك؟ أم تبغى التفاخر بما هو فى الأصل ليس لك؟


2- تبدأ سلسلة "عدم الاحترام" التى أتكلم عنها، اولا بالتأخر الشديد فى ميعاد الاكليل، ربما يصل لساعة أو أكثر .. وهذا يسبب ب"كروتة" صلوات الاكليل بطريقة مهينة لأن هناك ايضاً اكليل قادم فور انتهاء الاكليل الحالى .. فصلاة الاكليل ليست موجهة للزوجين ولا للشعب انما للرب .. فكيف لا نحترم اسلوب وطريقة صلاتنا لله!!


3- بعد هذا التأخير يدخل الخطيبين الكنيسة، ولعنا نلاحظ دائماً ان الكاهن يغطى النصف العلوى من العروسة ب"صدرة"، ليس هذا طقساً على الاطلاق وليس له صلة بترتيبات الاكليل، وانما لأن الفستان مكشوف في أعلاه ولا يستطيع الكاهن إلغاء الاكليل أو تأجيله وتغيير الفستان، فيلجأوا لهذه الحيلة لمدة صلاة الاكليل فقط .. وهذا ما يحزن قلب الله لأن الزوجين لا يحترما وجود الله ولا وجودهما أمام ستر الهيكل لمجاراة التقاليد علماً بأن الروح القدس يحل فعلياً تنفيذاً لصلاة الكاهن ويوحد الجسدين لجسد واحد .. كيف نستهين بهذا الحلول المهيب؟!
ويعلق أيضاً نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب عن الكثرة المفرطة فى ميكياج العروس وانه فى صلاة الاكليل كثيراً ما لا يعرف العروس بسبب تغير ملامحها من كثرة الالوان .. معرباً ان الجمال هو فى الأصل جمال الروح ويكفى القليل من هذه المساحيق لأن الافراط فيه يقلب الأمر.



4- أما باقى الحضور وخاصة السيدات، فيتباهون ويتصارعون بارتداء أحدث خطوط الموضة من فساتين السواريه والفساتين العارية والقصيرة .. متناسين انهم ذاهبون لمحضر الله وليس ملهى ليلى .. ولا نستطيع ان نعتبر هذه الامور اشياء فردية، لأن هذا يتكرر بكل اكليل بنسب مختلفة دون استثناءات، ولعلنا ننسي ان الاكليل هو صلاة يصليها الكل وان الرسول قد نوه ان وقت الصلاة تغطى المرأة شعرها، فكيف نصف ما يحدث الآن ؟! ولا ننسي قول الآيه التى تحث المرأة على احترام جسدها الذي فقد الكثير والكثير من قداسته رغم انه هيكل لله: "و كذلك ان النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر او ذهب او لالئ او ملابس كثيرة الثمن" .. وبالطبع هذا يتنافى مع ما يحدث داخل الاكليل ... مكتوب أيضاً: "ببيتك يارب تليق القداسة"، فأين توجد هذه القداسة؟! ترى كيف يشعر الله حيال هذه التصرفات الحمقاء؟؟؟



5- فور انتهاء الاكليل، يبدأ الاحتفال الدنيوى .. ولا نستطيع ان ننكر أن هناك أشياء مشتركة تحدث فى كل فرح .. أشهرها الأغانى والرقص .. وهذا هو الرياء بعينه، فكيف منذ بضعة دقائق كنت احضر فى محضر الله وكان روحه القدس يحل عليّ، ثم أذهب لقاعة أفراح وأتحول من أقدس لحظة لأدنس لحظة !! كيف يأخد الزوجين الروح القدس بداخلهما ثم يرقصون ويرددون كلام دنيوى أغلبه سفاهه متناسين الالحان والصلوات التى كانوا يرددوها من قبلها بلحظات؟! ثم تتحول بالتدريج القاعة الى حالة من الهيجان والمجون النفسي والجسدي فتجد الجميع كبار وصغار جالا ونساء لا يستطيعون مقاومة وقارهم فينهضون للرقص والخلاعة متجاهلين أن اجسادهم هى هياكل الله وروحه يسكن فيهم! يجب ان نعرف ان هذه المظاهر هى تقاليد أهل العالم، وليست من تقاليد أهل المسيح .. ومن يفعلها فهو ينشق بارادته عن الكنيسة (اى عن جماعة المؤمنين) فلا يصبح جسد من جسدها الا بعد اعترافه بهذه الرزمة من الاخطاء والندم عليها والتوبة عنها ... انظروا هذه الايات لتدركوا النقيض المطلق:


  • كذلك يجب ان تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صاحيات امينات في كل شيء (1 تى: 3-11)
  • متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكي لا يجدف على كلمة الله (تى: 2-5)
  • بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله باعمال صالحة. لتتعلم المراة بسكوت في كل خضوع (1تى 2: 10-11)
  • مقدما نفسك في كل شيء قدوة للاعمال الحسنة و مقدما في التعليم نقاوة و وقارا و اخلاصا (تى: 2-7)
  • بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1بط: 3-4)
  • معلمة ايانا ان ننكر الفجور و الشهوات العالمية و نعيش بالتعقل و البر و التقوى في العالم الحاضر (تى: 2-12)
  • فانهم قالوا لكم انه في الزمان الاخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم (يه: 1-18)
  • لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس و اثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم (رو: 1-18)
  • لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله (1بط: 4-2)
  • انكم لستم تركضون معهم الى فيض هذه الخلاعة عينها (1بط: 4-4)
+ كثيراً لا يخلو هذا الاحتفال عن خمر أو راقصة أو أو .. وهذا الانسياق قد حذر الله منه فى هذه الآيات من مئات السنين، ولا تزال تحدث حتى الآن فى كل مرة يحدث فيها زواج .. ولعل هذا السلوك يعكس شيئاً أخطر وهو ان القلب فارغ ولا يوجد به بصيص من مخافة الله، فلا نتعجب اذا من كثرة مشاكل ما بعد الزواج وكثرة الخلافات التى تصل لحد الانفصال، فالقلب الذي لا يسكنه الله لا يبقى فارغاً بل يسكنه الشيطان! أحبائي آية واحدة مما ذكرت فى الأعلى كفيلة لأن تضعنا تحت دينونة رهيبة لن نستطيع تخيلها أو ان نهرب منها ..




+ ليتنا ندرك مدى قدسية هذا الجسد وكيف هو بالفعل هيكل ومسكن لله وليس لشهوات وفجور ورغبات الجسد.
+ آخيراً .. أود ان أقول من له اذنان للسمع فاليسمع، ولابد ان نحذر جميعنا من عدم الاكتراث فى احترام الله وحضوره وهيكله .. أحب ان أنوه بشئ هام فعله أحد الأساقفة وهو الأنبا بنيامين أسقف المنوفية، فقد قام بإلغاء الاحتفالات بعد الاكليل فى إيبارشيته، ومن يكسر هذا يقوم بدفع غرامة مالية ويحرم من التناول لمدة شهر، ليس الزوجين فقط بل عائلاتهما وجميع من حضر الاحتفال! ربما يعتبر البعض ان هذا التصرف قاس بعض الشئ، ً .. لكنه بهذا يمنع الكثير من الخطايا ويقضى على تطورها لأنها لن تقف عند حد معين .. ليت الجمع ينتبه ان من يدنس هيكل الله فسيفسده الله، لأنه مكتوب: "اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم، ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله مقدس الذي انتم هو"







____أنتهى____



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]