يوم آخر للتنحى .. ١١ «فبراير»

بقلم محمد أمين - المصرى اليوم

كل شىء وارد.. ربما نكون على موعد جديد مع يوم «١١ فبراير».. وربما يكون المجلس العسكرى أسرع هذه المرة.. الفريق سامى عنان يقول لديه أخبار سارة سوف يتم الإعلان عنها قريباً لشعب مصر العظيم.. أصدق الفريق عنان.. لا يتكلم إلا قليلاً.. فلا ينتظر العسكر توصيات البرلمان ولا توصيات الاستشارى.. ربما يقذف الكرة فى ملعب المشتاقين إلى الرئاسة!

أكرم للعسكر أن يعودوا لثكناتهم، لنحتفظ بصورتهم المشرقة.. وأكرم للثورة أن تحكم وتحسم أمرها.. كفاية بهدلة لا تريح المنصفين.. ولا تريح العسكر أنفسهم.. الجيش فى خدمة الشعب.. تعبير رائع حين أعلنه الفريق عنان.. قال: إن جيش مصر وقواته جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى العظيم، وإنه دائماً فى خدمته.. كلام يريح النفوس الثائرة، والأهم هو التنفيذ الآن!

إحساسى أن العسكر سوف يزايدون على الثوار والنواب والاستشاريين.. الاستشارى يريد فتح باب الترشح للرئاسة فى ٢٣ فبراير.. وعمرو موسى يريد فتح الباب أول مارس.. ومبادرة الوفد اختصرت خارطة الطريق شهراً، لتنتهى فى «يونيو» وليس «يوليو».. إحساسى أن الباب سيفتح فى ١١ فبراير.. يوم تنحى الرئيس المخلوع.. سنة واحدة تكفى جداً!

لا ينبغى أن يكون هناك خلاف بين الشعب والجيش.. هكذا زف الفريق عنان خبراً ساراً للشعب على تليفزيونه الرسمى.. «عنان» يتحدث رسمياً.. ليس كلاماً عابراً.. فقد عرفنا من اللواء محسن الفنجرى موعد فتح باب الترشح للرئاسة صدفة.. لا صدر به بيان، ولا كان عبر وكالة الأنباء، أو التليفزيون الرسمى.. ربما كان جس نبض.. اليوم تصريح واضح عن أخبار سارة!

أتذكر الخبر السار فى ميدان التحرير يوم ١١ فبراير.. ولا يوجد خبر سار غير التنحى.. ولا يوجد خبر سار غير قرار إنهاء المرحلة الانتقالية.. ولا يوجد خبر سار غير تسليم السلطة لحكم مدنى.. فلا أحد يريد أن يتذكر أزمة مارس ١٩٥٤.. ولا أحد يريد أن يخسر الجيش سمعته.. ولا أريد أن يذهب خيالى إلى وضع «مبارك» فى مستشفى طرة، ولا تفريق حكومة طرة على السجون!

الخبر السار هو تسليم السلطة فوراً.. ولا يعنى هذا أن يتركنا الجيش حتى نذوق وبال أمرنا.. أن نتربى.. بالعكس، لابد أن يوفر الحماية للثورة.. هنا فقط تظهر حماية الجيش.. وهنا فقط يوفر الأمن، ويترك العيش لخبازينه.. هذا هو الخبر الذى ينتظره المصريون فى القريب العاجل.. قبل مهلة الاستشارى والبرلمان والميدان.. إن كان العسكر يريدونها مدنية فعلاً!

لا أدرى.. هل كان تسريب خبر توعك الفريق عنان أمراً من الأمور السياسية؟.. هل كان شيئاً مدبراً، ليجس اهتمام الرأى العام؟.. هل كان مدبراً ليخرج فى اليوم التالى، ويعلن عن خبر سار، حلاوة الشفاء؟.. هل يريد العسكر أن يعرفوا مقدار غلاوتهم عند المصريين.. ثواراً وحزب الكنبة؟.. هل يكفى أن يعلنوا عن وضع سوزان مبارك الآن رهن الإقامة الجبرية؟!

لا وضع «مبارك» فى مستشفى طرة يكفى.. ولا تفريق حكومة طرة يكفى.. ولا وضع سوزان مبارك رهن الإقامة الجبرية يكفى.. الحل فى تسليم السلطة فوراً.. فى قرار آخر للتنحى.. وليكن يوم «١١ فبراير» أيضاً.. سنة واحدة وعملت كده فينا.. أمَّال لو كانت سنتين؟.. هذا هو الخبر السار.. لو كان يقصده الفريق عنان فعلاً!!
__________________منقووووول