عمر طاهر - التحرير

أموت وأعرف ما الذى كان يدور فى عقل سيادة النائب الذى قام برفع الأذان فى قاعة مجلس الشعب فى أثناء انعقاد الجلسة، يشغلنى فعلا أن أعرف إيه اللى جه فى دماغه ساعتها، هل مثلا كان سيادة النائب فى رهان مع صديق له على أن يفعلها؟ لا أعتقد.. خصوصا أننى أثق تماما بقناعة سيادة النائب بأن الرهان حرام، مثله بالضبط مثل كرة القدم، التى أفتى الباشمهندس عبد المنعم الشحات بحرمانيتها، وتحسر على أجور اللاعبين التى تفوق بمراحل أجور العلماء، مع أن الأرزاق بتاعة ربنا مش بتاعتك أنت يا مولانا.

هل كان «ندر» على سيادة النائب؟ هل قرر يوما مثلا أنه «ندرن عليّا لو نجحت المرة دى فى الانتخابات لأقف أأذن لهم فى قلب المجلس»؟ هل كانت إشارة ما متفَقا عليها مع جهة ما تبلغ رسالة معينة لا نفهمها؟ هل كانت هذه هى طريقته ليحصل على الكلمة بعد أن مُنع من الكلام خلال الجلسات الثلاث السابقة على حد تصريحه؟ هل برنامج حزب حضرتك هو برنامج الأذان الذى نقوم بتحميله على أجهزة المحمول؟ المؤذن مؤتمَن كما قال سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام .

أين الأمانة فى أن ترفع الأذان بعد موعده بنصف ساعة؟ أين الأمانة فى أن تجعل أذان ربنا محطّ ارتباك الناس وتخبُّطهم، يكفيك أنك كنت سببا فى جعل سخرية البعض من الموقف كله تتماسّ رغما عنهم مع شىء له قدسية (قد نلومهم لكن نلومك أنت أكثر)،

حضرتك لم تفكر فى أن تفرض على لائحة المجلس استراحة فى أوقات الصلاة، فقررت أن تجعلها أمرا واقعا، ماذا ستفعل إذن عندما تفشل فى إقرار قانون ما داخل البرلمان يخص حياتنا؟ هل ستطبقه بمعرفتك أنت ورجال حزبك؟ هل تستغل الفرصة طول الوقت لتذكير الناس أنه برلمان إسلامى بداية من «بما لا يخالف شرع الله»، مرورا برفع الأذان، نهاية بإقامة عقيقة حفيدك القادم فى قلب القاعة ؟

يا سيدى يشرّفنا أن يكون هذا البرلمان إسلاميا، لكن ساعدنا فى أن يشرف الإسلام بنا جميعا.

لقد دخلت التاريخ من باب المواقف الضاحكة، لكن المشكلة أنك دخلت فى صحبة الأذان بتاع ربنا.

لماذا تستهلكوننا فى أمور لم تخطر فى بالنا أبدا؟ لماذا تجعلوننا نشعر أن المجلس كان محتاج يترش قبل ما الدفعة الجديدة تستلمه بأمراضه؟ لماذا تشعروننا أن المجلس فى حد ذاته فى طريقه لأن يصبح حاجزا أسمنتيا جديدا يعوقنا عن أن نخطو إلى الأمام؟

لكن أعيد ما قاله الدكتور الكتاتنى عن كونك تزايد أو تنافق أو تبحث عن شو إعلامى، الله أعلم بالنيات، ولن أتهمك بشىء، لكن وحضرتك محام معروف، أريدك أن تصدقنى القول، هل تَصادف يوما ما وأنت فى قاعة المحكمة تترافع عن أحد المتهمين أن حل موعد أذان ما فقطعت المرافعة ووقفت تؤذن فى قاعة المحكمة؟
منقوووول