د.هانى أبوالفتوح يكتب: بُكاءٌ عَلى جدارِ الوَطنْ
الأربعاء، 29 يونيو 2011 - 08:17


وطنٌ.. وطنٌ.. وطنٌ..
كلماتٌ تُذكَرُ
كل صباحٍ ومساءْ
واوٌ . طاءٌ . نونٌ ..
تملأُ كلَ الأرجاءْ
مابين ظلام الليلِ
وبين الفجر الوضاءْ
تسمعها فى كل الدنيا
وتنتشر فى كل الأجواءْ
هذا وطنى.. هذا وطنى
الكل يناجى الوطن ويعشقُه
فالوطن الساكن فينا..
يحمينا.. ويسقينا الماءْ
الوطن حديثٌ لا نشبع منه
ولا نبعد عنه
ولو يخرج منا
فخروجُ الروحِ من الأحشاءْ
لا عَيشَ لنا بعد الوطنِ
لا ذكرى وكلمات رثاءْ
فالوطن عروقى ونبض القلب
وحياتى وكلُ الآلاءْ
......................
لكن الوطن الآن ينادى
من فينا يلبى، وأى نداء؟
من فينا يعرف كيف يداوى
جراح الوطن؟
وأين المرضُ، وأين الداءْ؟
من فينا طبيبٌ
يعرف معنى الوطنِ
ومعنى الحبِ
ومعنى العشقِ، ومعنى وفاءْ؟
........................
يا وطنى
أو تَذكُر كُلَ أحاديثى معك
وأنا بعدُ الطفلُ المبهورْ
أو تَذكُر سنواتى الأولى فى الدنيا
سأكتبها لك الآن سطورْ؟
أنا كنت أحدث نفسى عنك
وأسألك...
يا وطنى.. ما معنى الوطن؟
أحروف من نورْ
أم أرضٌ وفضاءٌ رحبٌ
وباقاتُ زهورْ؟
أم أنت ينابيع الماء
وسحرٌ وبحور؟
أم زرعٌ أخضر يملأ قلبى
وسواقى بالحب تدور؟
..........................
أطيورُ الحريةِ تهفو
فى سماءٍ رحبٍ منثورْ؟
أرياحٌ تحملُ سفنَ الخير
وجبالٌ راسخةٌ وصخور
تغرسنا فى بطن الأرض
وتخرجنا للدنيا جذور؟
أشوارعُ نعشقها وحوارى
وأزقةْ تسكنُ فينا
وبيوتٌ وقصور؟
أم شعبٌ ورجالٌ ونساءْ
نسعى فى الدنيا أحياءْ
مابين حمائمَ وصقورْ
.........................
قد كنتَ جداولَ نهرٍ تسرى
تروى عطشى وظمئى
الآن أراكْ أنت الظمآن
وأنت العطشان المقهورْ
ألقاك فأحزنْ
لما هذا الوجه الشاحب؟
أين الوجه الأبيض يملأه النورْ؟
يا وطنى.. من أين الحزن
من أين لك القلب المهموم المحسورْ؟
يا وطنى ما ثُرْتَ
إلا لتعبرَ نهرَ الخوفِ
وتعيد لنا الأملَ المهجورْ
أم كانت ثورة غضبٍ كبرى
فى بطن الأرض تثورْ؟
....................
قلْ لى باللهِ عليك، حَدثنى
أنا مِنكَ وفيكْ
أنا ابنٌ بارْ
أنا من يبَيكيكْ
لن أدفنَ قلبى بكلتا يدي
وأهيلَ تُراباً على وجهكَ
وأقولَ وداعاً
فى مقبرة الحزن عليك..
أناجيك
لا . لا . لن أصمت
أو أخذل هذا الحب
وهذا العشق
أنا جئتُ إليكَ الآنْ
لأرد الدين...
وأُوَفى حق الديانْ
كم كنت كريماً
تتركنا . نلهو و نلعب
نأكل... نشرب
ما كنت بخيلاً فلا نعطيك
أنا جئت إليك ومثلى كثيرْ
أقسمت بربى ستعيشْ
بدمائى وروحى سنفديكْ
بالعملِ ستحيا
بالأملِِ ستحيا
بالحبِِ ستحيا
بالعدلِ ستحيا
ونُحيى لياليكْ
أنا صوتى الآن
يصرخُ فى كل مكان
يملأ كل الأركان
أنا وطنى حى
أنا وطنى حى
ما قامت فى الأرض حياةٌ
إلا والمجدُ يناديك
فأنت حياتى وأنت خلودى
وأنت الساكن فينا
تسمعنى وأسمعك..
أناديك...
اخرج من صمتك
وانثر كل الدنيا زهورْ
فالغد سيحمل نور الفجر
وأنت النورْ
لن أجلس مثل الطفل لأبكى
على جدارِ الوطنِ المهجورْ
لو دارت كل دوائر هذا الدهر عليك
فغداً الدائرةُ تدورْ
سأظل أردد كل أناشيدك
ونغنى من أجل الوطن المعمورْ
لن تسقط منى سنين العمر
لن تهرب منى
وسأمضى فى حب الوطن أُغردُ
فى عشق الوطن أرددُ
أحببتك وطنى . وعشقتك وطني
فلا تتركنى وحدى أبكى
جَففْ لى دمعى المستور
فأنت السِترُ وأنت الحبُ
أنت الأملُ الحى
وأنا القلبُ المكسور
.........................
أقسمتُ عليك بحق الله
وحق الحبْ
أن تبقى بقاء الدهرِ سعيداً
ما بقى القلبْ
وحين أموتْ ..
تحملنى بين ثناياك العطرة وتقول
أهلا بحبيبى ورفيق الدربْ
يعشقنى وأعشقه وفى الشدة زال الهم
بدعاء المخلص.. ينفك الكرب
ولا تنسى بكائى وقت دعائى
وأنا أناجى الله
وطنى يارب . وطنى يارب . وطنى يارب
اليوم السابع