ما يشجع على البكاء

حساسية القلب ورقة الطبع
الانسان الحساس بسهولة يتاثر ويبكى ولهذا تجدون النساء اسرع فى البكاء من الرجال ولكن الرجل اذا بكى يكون بكاؤه اقوى واعمق وله سبب قوى استطاع ان يهز صموده هناك رجال كالصخر يحتملون كل شئ وليس من السهل ان يبكوا فان بكى احدهم فلابد من امر خطير ابكاه

والنسان الروحى الحساس يجد ان الخطية هى اخطر شئ يمكن ان يبكيه لانها تفصله عن الله

الذين لهم قساوة فى طباعهم من الصعب ان يبكوا والقساوة ليست اصلا فى طبيعة الانسان فقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله والله رقيق فى طبعه لذلك ان وجدت قساوة او خشونه فى طبع الانسان فلعلها دخيلة عليه

ان اردت ان تكتسب موهبة الدموع ابعد عن القساوة
لان القساوة والدموع ضدان لا يلتقيان ويمكن ان تتحد القساوة والدموع اذا امكن اتحاد الماء والنار

اقوى الدموع هى التى تنسكب فى حزن صامت رزين
دون ان ترفع صوتها ودون ان تعلن ذاتها وربما ترتفع احيانا حينما يجهش الانسان بالبكاء على الرغم منه

ومن الاشياء التى تجلب الدموع التجارب والضيقات
والله يسمح بالتجارب لكى ينسحق الانسان ويشعر بضعفه كما يشعر ان الدنيا لا تستحق شيئا ويتجه الى الله وقد تضغط عليه الضيقات فيبكى بينما الانسان البعيد عن التجارب قد يتقسى قلبه

ومما يجلب الدموع ايضا تذكار الموت
وهكذا كان القديسون يتذكرون الموت ويقولون مع المرتل عرفنى يارب نهايتى ومقدار ايامى كم هى لاعرف كيف انا زائل

وبتذكار الموت تزول الكبرياء وتختفى شهوة الانسان للعالم ويستعد للابدية بالتوبة وهكذا تاتيه الدموع

ومما يجلب الدموع ايضا تذكار الانسان لخطاياه وبشاعتها
على ان يكون تذكارا بندم وحزن وتبكيت ضمير وشعور بالسقوط حيث يقول

اعطنى يارب ينابيع دموع كثيرة كما اعطيت المراة الخاطئة