للجبال مفهومها الرمزي في الكتاب المقدس،


"الجبال"

فغالبًا ما تشير في الكتاب المقدس إلى النفوس المرتفعة فوق الأرضيات لتسكن معه في العلويات، كنيسة مقدسة سماوية.



لهذا كثيرًا ما ينسب الله الجبل لنفسه فيدعوه "جبل قدسه"
(مز 2: 6)، (9: 9، إش 65: 11، 25، يؤ 2: 1، عو 16: 1)،



كما يسميه الكتاب المقدس

"أورشليم جبل قدسك" (دا 9: 16، إش 66: 20)،

"صهيون جبل قدسى" (يؤ 17: 18).



لقد طلب الملاكان من لوط أن يهرب إلى الجبل لئلا يهلك (تك 9: 17)، وكأنهما يطلبان منه أن يرتفع فوق الزمنيات لئلا تقتنصه في دوامتها.



واشتهي المرتل أن يسكن في جبل قدس الرب (مز 15: 1)، أي يرتفع قلبه إلى فوق، هناك يلتقي مع الله الساكن في الأعالي والذي يستجيب له
(مز 30: 4).



ويرى القديس جيروم أن هذه الجبال المقدسة


إنما هم الأنبياء والرسل، إذ يقول:

نفسر الجبال بطريقتين:


في العهد القديم هم الأنبياء، وفي العهد الجديد الرسل.

عن هذه الجبال يقول الكتاب المقدس:

"رفعت عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني"
(مز 120: 1).


على هذه الجبال استقرت مدينة الله، إذ "لا تختفي مدينة قائمة على جبل" (مت 5: 12).


ونحن أيضًا الذين كنا في الظلمة وظلال الموت أشرق علينا الرب من جباله الأبدية، أي من خلال أنبياء ورسله[87]].



وكما يقيم السيد الرب أولاده جبالاً مقدسة يسكنها، فإن عدو الخير أيضًا يقيم من خدامه جبالاً دنسة ومُعثرة.

فإن كان الجبل المقدس يعني ارتفاع النفس إلى السمويات بالروح القدس.



فإن الجبل الشرير يعني كبرياء النفس وعصيانها للوصية الإلهية.


فبدلاً من أن تكون النفس جبلاً ينطلق إليه السيد ليُصلي (مز 6: 46)،

هذا "الذي اشتهاه الله ليسكن فيه إلى الأبد" (مز 68: 16)،

يصير دنسًا ترعى فيه الخنازير (لو 8: 32).





يهدد الرب هذه الجبال قائلاً:


"هأنذا عليك أيها الجبل المهلك يقول الرب المهلك كل الأرض فأمد يدي عليك وأدحرجك على الصخور وأجعلك جبلاً محرقًا فلا يأخذون منك حجرًا لزاوية ولاحجرا لأسس، بل تكون خرابًا إلى الأبد يقول الرب"
(إر 51: 25-26)؛



كما يقول: "أبغضت عيسو وجعلت جباله خرابًا وميراثه لذئاب البرية"
(ملا 1: 3)، "أقيموا راية على جبل أقرع، ارفعوا صوتا إليهم"
(إش 13: 2).


ولعله أراد أن يوضح لهم عدله أنهم إذ دنسوا هيكله بالأوثان يسمح بتدنيس الأوثان بقتلهم في الهياكل الوثنية وتحويلها إلى مقابر تحمل فسادًا