العنكبوت والنقرس


[b]توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد



(أمثال 3 : 5 )






قال العنكبوت:
"أنا أذهب إلي قصور الأغنياء، أسقفها عالية جدًا، أستطيع أن أنصب فيها
بيتي من الخيوط الخفيفة جدًا، فأصطاد الحشرات وأتقوى بها. لن يقدر أحد أن
يصل إلي. إنني بهذا أشبه من كتب عقد إيجار دائم أو من امتلك المكان!"

وقال النقرس:
"لتذهب أنت إلي قصور العظماء المذهبة، لأنها عالية، ويمكنك أن تنسج خيوطك
وتقيم مسكنك في أمان. أما أنا فلا أستطيع أن أذهب وأسكن هناك. سأذهب عند
قدمي رجل فقير لا يملك مالاً، فلا يذهب إلي طبيب يعالجه. بهذا أقطن عند
قدميه علي الدوام إلي يوم مماته، فلا يوجد دواء يقتلني وينتزعني من مكاني".

vذهب العنكبوت إلي أحد قصور الأغنياء وبدأ ينسج خيطه في سقفٍ عالٍ جدًا، وظن أنه قد ورث المكان،
ولن يقترب إليه أحد سوى الحشرات التي تسقط في الفخ فتموت ويأكلها. بعد أيام قليلة جاءت شركة تنظيف، وقامت بتنظيف كل القصر، وفقد العنكبوت كل تعبه. لكن العنكبوت لم ييأس، بل قام بنسج خيوط جديدة، ظانًا أن هذا لن يتكرر إلا مرة في السنة، لكنه فوجئ بتكراره كل شهر، فقرر العنكبوت مغادرة القصر والرحيل إلي كوخ شخص فقير لا يتضايق من خيوط العنكبوت ولا يقوم بتنظيف السقف.
vأما مرض النقرس فانطلق إلي قدمي فلاح فقير جدًا حاسبًا أنه ليس لديه مالاً لكي يذهب إلي طبيب ويشتري
دواء
للعلاج. لكنه سرعان ما لاحظ أن الفلاح لم يبالِ بالمرض، بل كان دائم
الحركة، يسير ساعات طويلة علي قدميه ويرهقهما، لذا قرر أن يغادر قدمي
الفلاح ويذهب إلي قدمي ملكٍ أو أي رجلٍ غنيٍ مترفٍ ومدللٍ، إذ يشعر بالمرض
ينام علي السرير ولا يتحرك، فيستريح النقرس.

هكذا اختار العنكبوت
قصور الأغنياء لكنه لم يستريح إلا في أكواخ الفقراء، واختار النقرس أقدام
الفقراء لكنه لم يسترح إلا في أقدام الأغنياء حتى دُعي بمرض الملوك.


VVV


استلم يا رب حياتي،


وليرشدني روحك القدوس،


وليقدني في كل صغيرة وكبيرة.


لا أعرف ما هو لصالحي،


لكن أنت هو الأب المحب والقدير والحكيم.


بك استريح وتطمئن نفسي.


بك أعبر هذه الحياة حسب مسرتك.


لتكن إرادتك لا إرادتي!


من كتاب أبونا تادرس يعقوب
[/b]