التنشئة الصحيحة للأطفال هى ما يشغل بال الأمهات، خاصة اللاتى ينتظرن أطفالا، وكثيرا ما يلح عليهن سؤال كيف يمككنى أن أربى طفلا سويا بدون مشاكل نفسية وأكون قريبة منه؟
وتجيب على سؤال الأم الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل الاجتماعى بالمركز المصرى للاستشارات الزوجية والأسرية وتقول: تبدأ العلاقة بين الأم وطفلها منذ فترة الحمل، لذلك يجب عليها أن تلامس بطنها وتمسح بيديها عليها من وقت لآخر، مع حديث لطيف معه، على أن تفعل هذا التلامس بطريقة متكررة، وبعد الولادة وفى الحالة الطبيعية نلاحظ انتباه الطفل لوالدته لمدة ساعة تقريبا، وعليها فى هذا الوقت أن تضمه إلى صدرها وتنظر فى عينيه وتقوم بإرضاعه فى أقرب فرصة ممكنة، وعلى الأم أن تتحدث إلى طفلها حتى يتعرف على صوتها، لأن هذا الأمر يطمئنه ويزيد من ترابطه بكل من الأب والأم.
وتشير الدكتورة السعدى، فى حالة الولادة القيصرية، يمكنها أن تطلب من طبيبها أن يقوم بالتخدير النصفى، حتى تكون قادرة على احتضان طفلها، لأن هذا الحضن هام للغاية ومن الممكن أن يقوم الأب بهذا العمل حتى تستطيع الأم أن تفعله بعد الولادة، وفى حالة احتياج الطفل إلى رعاية خاصة، يجب أن يكون الأم والأب بجواره حتى تتحسن حالته.
وتضيف، يجب أن يستجيب الأب والأم بذكاء وحساسية لطلبات الطفل، بحيث يتم الاستجابة بشكل سليم ليس أكثر مما يجب ولا أقل مما يجب، وعلى الأبوين أن يحاولا فهم الطفل، على أن يضعا فى الاعتبار السلوك المناسب للمرحلة السنية التى يمر بها، وعلى الأم أن تكون مستمعة جيدة لطفلها، حتى ولو كان كلامه لا قيمة له من وجهة نظرها، مع إعطائه الفرصة لطرح رأيه، وألا تضع كل تصرفاته تحت الميكروسكوب وفى حالة خطأه كل ساعة وقام بالاعتذار فعلى الأم أن تقبل اعتذاره، ثم تقوم بتوضيح الصواب والخطأ فى تصرفه هذا، مع العلم أن الخطأ لدينا نحن عالم الكبار واحد، ولكن فى عالم الأطفال فكل خطأ حتى ولو تشابه فله ملابساته وظروفه.
وتوضح أنه على الأبوين أن يبتعدا عن الحماية الزائدة أو الإهمال مع مراقبته دون أن يلاحظ، وتقوم الأم باستخدام ألفاظ الدلع معه منذ الشهور الأولى من عمره، مع الاهتمام بالنزهات الخاصة به منذ الفترة الأولى من عمره، وخاصة الأماكن المفتوحة، لأن الطفل من الممكن أن يتعرض للاكتئاب بسبب وجوده الدائم فى الأماكن المغلقة لمدة طويلة.
وتؤكد الدكتورة نبيلة، أنه فى الشهور الأولى من ولادته عندما يبكى على الأم أن تلامس رأسه بحنان مع مسك يديه، لأن هذا يشعره بالاطمئنان، ثم تضع طفلها على صدرها وهى مستلقيه على ظهرها مع إقامة حديث لطيف معه أو أغنيه بصوت هادئ، وعلى الوالدين أن يشيدوا بكل فعل حسن يصدر منه مع ترك مساحة من الحرية له لأنها تجعله فى المستقبل واثق من نفسه له كيان وشخصية، وعلى الأم والأب أن ينتبهوا لتصرفاتهم جيدا، لأن كل سلوكيات طفلك ما هى إلا انعكاس لسلوكيات من حوله.
اليوم السابع