في جلسة ليلية هادئة تقمص صديقي شخصية الفيلسوف وراح يتأمل في هذا الشيء المستدير الموجود حول اصبعه في يده اليمنى، إنها دبلة الخطوبة التي حلم بارتدائها وإنها الدبلة التي كثيرا ما حاول أن يظهرها ويتأرنن بها على الفتاة التي تجلس بجانبه ولا تعبره وذلك كي يقول لها "أنا خاطب ومش عايز حاجة منك" وهي أيضا الدبلة التي كثيرا ما حاول أن يخفيها عن الفتاة الصاروخ التي قابلها في إحدى المناسبات وجاءت تتعرف عليه.


جلس صديقي ينظر إلى الدبلة وراح يتأمل فيها وخرج بهذه التأملات الخذعبلية:


دوارة


وجد صديقي أن دبلته مستديرة أي مثل حال الدنيا "دوارة" فهل كان أحد يصدق أن الشخص المرح الفرفوش إللي مقضيها يتحول إلى كائن عامل شايل الهم من صغره ومتحملا مسئولية فتاة ستكون في القريب العاجل زوجته.


هل أحد يصدق أن الشخص الذي كان يفاضل بين شراء بنطلون جينز بلو بلاك وبين كوتشي نايك، أصبح الآن يفاضل بين شراء سخان اوليمبك أو غسالة ايديال على حسب ما معه من نقود.


هل أحد يصدق أن الشخص الذي كان يعاني في فترة الجامعة في التحويش من مصروفه، واول ما تبدأ الفلوس تجري في إيده من وظيفته، يروح ويخطب ولا يتمتع بثمرة كفاحه ويمنجه نفسه شوية مثلما كان يحلم.


هل أحد يصدق أن الشخص الذي انفعل على مدرسة الكيمياء وهو في المرحلة الثانوية لأنها قالت له "اقعد ساكت يا كتكوت بدل ما اوديك للناظر" وانفعل على دكتورة الجامعة التي قالت له "لو مقعدتش ساكت هطردك من المحاضرة"، هذا الشخص الذي لم تتحمل كرامته أن تقل له أنثى "يا كتكوت أو هطردك" هل أحد يصدق أنه يتحمل ويصمت ولا يستطيع أن يفتح بقه حين تقول له أنثى "يا ما جاب الغراب لأمه" "يا وكستك يا بنتي" "يا خبتك التقيلة يا بنتي" وبالطبع هذه الكلمات تخرج من الشخصية التي تسمى "حماته".


دائرة مفرغة


وجد صديقي أن الدبلة عبارة عن دائرة مفرغة وهي بشكلها هذا تعبر عن حالته مع خطيبته، إللي يبات فيه يصبح فيه، فهي لا تتعلم ولا تستفيد من خلافاتهما ولا تفهمه، بل نفس الخناقات ونفس المشكلات ونفس المضايقات تتكرر بين الحبن والآخر وكانهم في دائرة مفرغة لا نهاية لما يفعلون ولا يمكنهم الخروج وسوف تظل حالتهما على هذا المنوال طويلا.


بداية لامعة

تأمل صديقي في الدبلة ليجدها بدأت لامعة ثم راح بريقها بعد فترة من الاستعمال على عكس بدايتها حين اشتراها مع خطيبته وسط زغاريد الأحباء، ونظر صديقي إلى حاله ليكتشف أن حياته أيضا مع خطيبته مثل لمعة دبلته، بدأت لامعة جدا ومتألقة وكلها عواطف ومشاعر ورمانسية واقفلي انتِ السكة الأول يا حياتي، لأ اقفل انت السكة الأول يا وليد" إلى أن مرت عدة أشهر وتحولت العلاقة إلى "ما تقفلي دلوقتي عشان قاعد مع اصحابي ع القهوة ومش طالبة بصراحة" لترد خطيبتي قصدي خطيبة صديقي وليد طبعا قائلة "بابا هو إللي كان عايزك.. اقلب اصحابك .. ومتنفضش وابقى كلمه بسرعة"