في إحدى الصحارى الشاسعة عاش اثنين من الآباء الرهبان - راهب شيخ وآخر شاب يقوم بخدمته ويتعلم منه
وذات مرة نزل الراهب الصغير للمدينة ليبيع شغل أياديهم ويأتي بالقليل من الغذاء الذي يساعدهم على إعالة الجسد
وبعد أن أنهى مهمته وتصدق على الفقراء بالنسبة الأعظم من ثمن شغلهم اليدوي كان يسير في طريق العودة فرأى جنازة مهيبة يتقدمها أسقف المدينة والكهنة والشمامسة ومعهم حاكم ووجهاء المدينة فسأل أحد المشيعين : جنازة من هذه ؟
فقال له إنها جنازة "فلان من لجنة الكنيسة وكبراء المدينة"
اندهش الراهب خاصة أنه يسمع عن هذا الشخص أنه مسيحي بالاسم وليست له فضائل تذكر ولكنه رجع فقال ومادخلي بالموضوع وأكمل طريقه حتى وصل للصحراء فتجمد من شدة ما رأى.............
لقد رأى أن أبيه الشيخ الراهب قد تنيح وتوجد ضبعة شاردة في البرية تسحبه من قدمه وتجره على رمال الصحراء "تسحله على الأرض"
وبعد أن طرد الضبعة جلس بجوار جسد معلمه يبكى ويعاتب الله قائلا : كيف يارب تسمح بهذا ؟؟؟
فلان الذي رأيت عظم جنازته والذي عاش حياته دون أي اهتمام بالروح يكون له هذا التكريم ومعلمي الذي عاش حياته كلها عابدا لك وحريصا على طاعتك وترك كل شيء من أجل محبتك يكون له هذه النهاية؟؟؟؟؟؟؟؟
في شدة حزنه سمع صوت من السماء يقول له : ليس لك أن تفهم مقاصد الله ولكن من أجل معلمك ستعرف لماذا حدث ذلك:
"فلان" الذي رأيت جنازته العظيمة كان فعلا يعبدني بالاسم فقط وأما حياته فكانت بعيدة عني تماما ولكن كان له بعض الأمور الحسنة فكان يجب أن ينال عنها جزاء حسنا حتى لا يقول قد ظلمني الله عندما يذهب للجحيم
أما معلمك فمثله مثل أي قديس كان له بعض الهفوات فكان لابد أيضا أن يجازى عنها على الأرض حتى يذهب للفردوس وهو نقي دون أي شوائب.
"بتصرف من بستان الرهبان"
مجلة مدارس الأحد - القبطية - الأرثوذكسية