د. طارق حجي
الدانة الأولى: أدت تراكماتُ سلبيات ستين سنة من حكم غير متسم بالكفاءة والثقافة والرؤية والنزاهة الى ما وصلنا له والذي تجسد في اختيار اعضاء برلمان ثلاثة أرباعهم لا ينتمون فكراً ورؤية لمسيرة التقدم الانساني . والحقيقة ، أن ما حدث هو أمر طبيعي للغاية . فالشعبُ الفقير المهمش المظلوم والمنهوب والذي تلقى اسوأ انواع التعليم لم يكن بوسعه ان يختار بشكل مغاير. من الناحية السياسية ، فإن ما حدث طبيعيُ ومتناغمُ مع الديمقراطية المنشودة . أما من الناحية الثقافية ، فان ما حدث "كارثةُ " .ولكنها كارثةُ لا يجوز ولا ينبغي التعامل معها بأدواتِ غير ادوات وآليات الديمقراطية . أي بجهاد متواصل من جانب انصار الدولة المدنية بهدف رفع مستوى اختيار الشعب المصري بحيث يكون للأكفأ القادر على تحقيق احتياجات المصريين الاساسية وهي: (1) تحسين الظروف الحياتية (2) خلق وظائف عمل حقيقية جديدة تتناسب عددياً مع طلاب العمل في المجتمع (3) تطوير وتحديث التعليم (4) تفعيل مشاركة المصريين في الشأن العام وهي المشاركة التي تم خنقها خلال السنوات الستين الماضية ولم تنطلق الاَّ مع ثورة 25 يناير 2011.
الدانة الثانية: سيحسب التاريخ للقوات المسلحة المصرية موقفها النبيل من الشعب المصري خلال ثورته التي اطاحت بحسني مبارك واسرته وهم أسوأ من حكم مصر في تاريخها الحديث . ولكن التاريخ نفسه سيسجل للمجلس الاعلى للقوات المسلحة أنه أهدر فرصةَ تاريخيةٍ نادرةٍ لوضع مصر ( عقب اطاحة الثورة بالمخلوع حسني مبارك) على طريق الانطلاق صوب مستقبل افضل واللحاق بركب التقدم الإنساني. واظن ان المؤرخين سيرجعون ذلك لسببين رئيسيين : الأول : هو انعدام الحس التاريخي والرؤية الثقافية لقيمة اللحظة التاريخية التي اتيحت بعد خلع حسني مبارك وما كان يمكن تحقيقه . والثاني: الرغبة في حماية النفس ، والتي كان من الميسور تحقيقها دون الاخطاء التي اقترفت وسوء الاختيارات من طارق البشري لصبحي صالح لعصام شرف لكمال الجنزوري وكلهم أصغر بكثير من حجم اللحظة التاريخية وتحدياتها وقيمتها.
الدانة الثالثة : لو كانت على المسرح السياسي في مصر يوم قيام اعضاء مجلس الشعب بالقسم الذي يستهلون به حياتهم النيابية كممثلين عن الشعب ، لو كانت هناك "قيادة حاسمة وقادرة" لقامت بالغاء عضوية كل من سولت له نفسه أن يضيف ولو كلمة واحدة لنص القسم . فقد كان هذا التصرف المستهجن بمثابة اعلانِ بأن البعضَ غيرُ مؤهل لفهم معنى الدولة المدنية . ولكن فرصة اخري ضاعت في ظل غياب فادح للقدرة على القيادة.
الدانة الرابعة: استهجن البعض قرار الدكتور محمد البرادعي بعدم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية. والبعض والآخر رأى في هذا القرار حكمةَ وبعد نظر وحسابات صائبة لمعطيات الواقع . وكاتب هذه السطور من بين هؤلاء الذين استحسنوا قرار الدكتور محمد البرادعي والذي قلت اكثر من مرة انه الافضل والأكفأ والأقدر على قيادة مصر من بين كل من طرحوا انفسهم لمنصب الرئاسة حتى الآن.
الدانة الخامسة: خلال سنى العقد الأول من القرن العشرين كرر استاذ الجيل احمد لطفي السيد أن المصري هو من لا يعرف لنفسه صفة الإَّ بكلمة واحدة هي "مصري" !!! ويضيف كاتب هذه السطور : عجبت لمن كان اسلافه هم خوفو وخفرع وسنوسرت وأحمس وكل من حمل اسم تحوتمس وكل من حمل اسم امنحتب وسيتي والرمامسة ثم ينسب نفسه لآخرين خاصموا الحضارة وخاصمتهم فلم تكن لهم أية اسهامات في مسيرة التمدن الانساني الاَّ بالكلام الكبير !!
حركة مصر المدنية
منقوووول
الدانة الأولى: أدت تراكماتُ سلبيات ستين سنة من حكم غير متسم بالكفاءة والثقافة والرؤية والنزاهة الى ما وصلنا له والذي تجسد في اختيار اعضاء برلمان ثلاثة أرباعهم لا ينتمون فكراً ورؤية لمسيرة التقدم الانساني . والحقيقة ، أن ما حدث هو أمر طبيعي للغاية . فالشعبُ الفقير المهمش المظلوم والمنهوب والذي تلقى اسوأ انواع التعليم لم يكن بوسعه ان يختار بشكل مغاير. من الناحية السياسية ، فإن ما حدث طبيعيُ ومتناغمُ مع الديمقراطية المنشودة . أما من الناحية الثقافية ، فان ما حدث "كارثةُ " .ولكنها كارثةُ لا يجوز ولا ينبغي التعامل معها بأدواتِ غير ادوات وآليات الديمقراطية . أي بجهاد متواصل من جانب انصار الدولة المدنية بهدف رفع مستوى اختيار الشعب المصري بحيث يكون للأكفأ القادر على تحقيق احتياجات المصريين الاساسية وهي: (1) تحسين الظروف الحياتية (2) خلق وظائف عمل حقيقية جديدة تتناسب عددياً مع طلاب العمل في المجتمع (3) تطوير وتحديث التعليم (4) تفعيل مشاركة المصريين في الشأن العام وهي المشاركة التي تم خنقها خلال السنوات الستين الماضية ولم تنطلق الاَّ مع ثورة 25 يناير 2011.
الدانة الثانية: سيحسب التاريخ للقوات المسلحة المصرية موقفها النبيل من الشعب المصري خلال ثورته التي اطاحت بحسني مبارك واسرته وهم أسوأ من حكم مصر في تاريخها الحديث . ولكن التاريخ نفسه سيسجل للمجلس الاعلى للقوات المسلحة أنه أهدر فرصةَ تاريخيةٍ نادرةٍ لوضع مصر ( عقب اطاحة الثورة بالمخلوع حسني مبارك) على طريق الانطلاق صوب مستقبل افضل واللحاق بركب التقدم الإنساني. واظن ان المؤرخين سيرجعون ذلك لسببين رئيسيين : الأول : هو انعدام الحس التاريخي والرؤية الثقافية لقيمة اللحظة التاريخية التي اتيحت بعد خلع حسني مبارك وما كان يمكن تحقيقه . والثاني: الرغبة في حماية النفس ، والتي كان من الميسور تحقيقها دون الاخطاء التي اقترفت وسوء الاختيارات من طارق البشري لصبحي صالح لعصام شرف لكمال الجنزوري وكلهم أصغر بكثير من حجم اللحظة التاريخية وتحدياتها وقيمتها.
الدانة الثالثة : لو كانت على المسرح السياسي في مصر يوم قيام اعضاء مجلس الشعب بالقسم الذي يستهلون به حياتهم النيابية كممثلين عن الشعب ، لو كانت هناك "قيادة حاسمة وقادرة" لقامت بالغاء عضوية كل من سولت له نفسه أن يضيف ولو كلمة واحدة لنص القسم . فقد كان هذا التصرف المستهجن بمثابة اعلانِ بأن البعضَ غيرُ مؤهل لفهم معنى الدولة المدنية . ولكن فرصة اخري ضاعت في ظل غياب فادح للقدرة على القيادة.
الدانة الرابعة: استهجن البعض قرار الدكتور محمد البرادعي بعدم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية. والبعض والآخر رأى في هذا القرار حكمةَ وبعد نظر وحسابات صائبة لمعطيات الواقع . وكاتب هذه السطور من بين هؤلاء الذين استحسنوا قرار الدكتور محمد البرادعي والذي قلت اكثر من مرة انه الافضل والأكفأ والأقدر على قيادة مصر من بين كل من طرحوا انفسهم لمنصب الرئاسة حتى الآن.
الدانة الخامسة: خلال سنى العقد الأول من القرن العشرين كرر استاذ الجيل احمد لطفي السيد أن المصري هو من لا يعرف لنفسه صفة الإَّ بكلمة واحدة هي "مصري" !!! ويضيف كاتب هذه السطور : عجبت لمن كان اسلافه هم خوفو وخفرع وسنوسرت وأحمس وكل من حمل اسم تحوتمس وكل من حمل اسم امنحتب وسيتي والرمامسة ثم ينسب نفسه لآخرين خاصموا الحضارة وخاصمتهم فلم تكن لهم أية اسهامات في مسيرة التمدن الانساني الاَّ بالكلام الكبير !!
حركة مصر المدنية
منقوووول