بـذور الشـر
بقلم مهندس عزمي إبراهيم
الفوضى والغلظة والقسوة والعنجهية والاستعلاء .. شرارات نار شريرة تملأ جوانب مصر حتى نكاد نختنق من دخانها ونحترق بنارها .. ومن المسئول؟؟
إذا سمحنا لطفل في طفولته ومنذ خطواته الأولي في الحياة أن يستعمل العنف مع أطفال الآخرين، أقارب وزائرين، وأن يضربهم ويدفعهم ويقسو عليهم، دون ردع أو نصح أو عقاب منا .. فسنكون قد بذرنا في نفسه تلقائياً، من حيث لا ندري )أو ندري(، بذرة العنف والفوضى والغلظة والعنجهية والاستعلاء على الآخرين وعدم احترامهم .. وستنمو هذه البذرة الكريهة إلى شجرة عنف وغلاظة في نفسية هذا "الغلبـان" مدى حياته .. عقدة في طباعه سيقاسي منها ويقاسي المجتمع معه.
في طفولته البريئة سيضرب ويدفع ويقسو على أطفال الآخرين، وربما والأب والأم والجد والجدة يضحكون فخورين بفوزه عليهم، قائلين: شهم ابن شهم .. دكر ابن دكر.. ما يتـّاكلش .. ما ينداسش عليه .. ما يسيبش حقه ... إلى آخره!!
سيبدأ هذا الطفل "الغلبـان" تدريجياً في استعمال القسوة والضراوة والعنجهية والاستعلاء مع أطفال وصبيان الجيران، ومع الأطفال والصبية أولاد وبنات في المدرسة والشارع.
ثم سيمارس نفس الطباع مع أبناء عمومته .. ثم (ولا داعي للدهشة) مع اخوته، وزوجته وزملائه .. بل وأحياناً مع أمه وأبيه .. ماذا نتوقع!! لقد وضعنا البذرة السوداء في نفسه فصارت طبعاً من طباعه.
هذا هو الجاري في بلادنا كمجتمع: العنف والقتل والفوضى والعنجهية والغلظة، وعدم احترام الآخرين وحقوق الآخرين وآراء الآخرين .. معالمٌ مسموحٌ بها ومتغاضٍ عنها (وأحيانا مباركة من بعضنا مكبرين باسم الله) منذ زمن طويل، غرست بذورها في منازلنا ومدارسنا بل وفي مساجدنا حتى وصل الأمر الكريه المقيت على رؤس الجميع مسلمين ومسيحيين.
قال السيد المسيح: "الآباء يزرعون الحنظل، والأبناء يضرسون".
يا ريت نفهم بدلا من اغلاق عقولنا وقلوبنا أن الشر الذي حولنا زرعناه نحن.
زرعناه بذوراً نمت وتفرعت أشجاراً سوداء .. لقد قيل ازرعوا الشر تحصدوا شراً، وازرعوا الخير يعود الخير على الجميع .. أنزعوا هذه البذور السوداء نكسب مجتمعاً سليماً خيِّراً صَفوحاً متحاب متسامح، يرضي الله.ً
منقوووول
بقلم مهندس عزمي إبراهيم
الفوضى والغلظة والقسوة والعنجهية والاستعلاء .. شرارات نار شريرة تملأ جوانب مصر حتى نكاد نختنق من دخانها ونحترق بنارها .. ومن المسئول؟؟
إذا سمحنا لطفل في طفولته ومنذ خطواته الأولي في الحياة أن يستعمل العنف مع أطفال الآخرين، أقارب وزائرين، وأن يضربهم ويدفعهم ويقسو عليهم، دون ردع أو نصح أو عقاب منا .. فسنكون قد بذرنا في نفسه تلقائياً، من حيث لا ندري )أو ندري(، بذرة العنف والفوضى والغلظة والعنجهية والاستعلاء على الآخرين وعدم احترامهم .. وستنمو هذه البذرة الكريهة إلى شجرة عنف وغلاظة في نفسية هذا "الغلبـان" مدى حياته .. عقدة في طباعه سيقاسي منها ويقاسي المجتمع معه.
في طفولته البريئة سيضرب ويدفع ويقسو على أطفال الآخرين، وربما والأب والأم والجد والجدة يضحكون فخورين بفوزه عليهم، قائلين: شهم ابن شهم .. دكر ابن دكر.. ما يتـّاكلش .. ما ينداسش عليه .. ما يسيبش حقه ... إلى آخره!!
سيبدأ هذا الطفل "الغلبـان" تدريجياً في استعمال القسوة والضراوة والعنجهية والاستعلاء مع أطفال وصبيان الجيران، ومع الأطفال والصبية أولاد وبنات في المدرسة والشارع.
ثم سيمارس نفس الطباع مع أبناء عمومته .. ثم (ولا داعي للدهشة) مع اخوته، وزوجته وزملائه .. بل وأحياناً مع أمه وأبيه .. ماذا نتوقع!! لقد وضعنا البذرة السوداء في نفسه فصارت طبعاً من طباعه.
هذا هو الجاري في بلادنا كمجتمع: العنف والقتل والفوضى والعنجهية والغلظة، وعدم احترام الآخرين وحقوق الآخرين وآراء الآخرين .. معالمٌ مسموحٌ بها ومتغاضٍ عنها (وأحيانا مباركة من بعضنا مكبرين باسم الله) منذ زمن طويل، غرست بذورها في منازلنا ومدارسنا بل وفي مساجدنا حتى وصل الأمر الكريه المقيت على رؤس الجميع مسلمين ومسيحيين.
قال السيد المسيح: "الآباء يزرعون الحنظل، والأبناء يضرسون".
يا ريت نفهم بدلا من اغلاق عقولنا وقلوبنا أن الشر الذي حولنا زرعناه نحن.
زرعناه بذوراً نمت وتفرعت أشجاراً سوداء .. لقد قيل ازرعوا الشر تحصدوا شراً، وازرعوا الخير يعود الخير على الجميع .. أنزعوا هذه البذور السوداء نكسب مجتمعاً سليماً خيِّراً صَفوحاً متحاب متسامح، يرضي الله.ً
منقوووول