الحب بين الحلال والحرام
لا شك أن الحب أقدس عاطفة فى قلب الإنسان، مهما حاول الإنسان أن
يدنسها بفجوره أو ينجسها بشروره، وذلك لأن الحب هو شعاعة من نور الله الذى
هو محبة وفى دائرة الإيمان المسيحى نحن مطالبون لا بأن نحب بعضنا بعضاً
فقط، بل أن نحب أعداءنا أيضاً، وبدون الحب تبدو الحياة جحيماً لا يطاق.
فنحن نخلص من خطايانا بحب الله لنا فى صليب المسيح، ونحن ننمو فى حياة الإيمان بحبنا لله
وتكريسنا الحياة له، ونحن نسعد فى عائلاتنا بالمحبة المتبادلة بيننا وبين
زوجاتنا وأولادنا وإخواتنا
يعتبر موضوع الحب مشكلة
الجيل بين الشباب في وقتنا الحاضر، وأصبح مادة دسمة لكتاب العصر، آما أضحى
موضوع
الحديث المستعذب بين الشباب من الجنسين. ويقف الكثيرون من الشباب اليوم
حيارى. هل ينساقون وراء هذا التيار الجارف الذي حطم
حياة الكثرين، أم أنه توجد توجيهات نبيلة تضع الأمور في نصابها حتى يعيش
الشباب حياة مستقرة إلى أن يأتي الوقت لتهيئة عش الزوجية
وتكوين العائلة ؟
تلك أسئلة آثيراً ما واجهتني من الشباب، مؤمنين وغير مؤمنين، آانوا أو ما
زالوا في سن الدراسة، يواجهون في معاهدهم
وآلياتهم مناظر شتى وإغراءات متعددة، ويستمعون بين الفينة والأخرى إلى
أقوال معسولة ومبادئ متطرفة، وتجيش في أجسامهم الفتية
انفعالات عنيفة وحياة متفتحة، وتحيط بهم من آل جانب نداءات صارخة وقدوة
سيئة. إنهم يحاولون أن يجدوا جواباً لحيرتهم ومرساة لسفينة
نفوسهم. إنهم يودون أن يحلقوا بنفوسهم في الأجواء الروحية السامية الغالية،
لكنهم يعيشون بأجسادهم في الأرض الملوثة. وهنا تتضح
أهمية التوجيه الصحيح للشباب، وخاصة بين المؤمنين، مما يدعونا إلى أن نلقى
بعض الأضواء على هذا الموضوع الحيوي
عاطفة مقدسة
لا شك أن الحب أقدس عاطفة في قلب الإنسان، مهما حاول الإنسان أن
يدنسها بفجوره أو ينجسها بشروره، وذلك لأن الحب هو
شعاعه من نور الله الذي هو محبة وفى دائرة الإيمان المسيحي نحن مطالبون لا
بأن نحب بعضنا بعضاً فقط، بل أن نحب أعداءنا أيضاً،
وبدون الحب تبدو الحياة جحيماً لا يطاق. فنحن نخلص من خطايانا بحب الله لنا
في صليب المسيح، ونحن ننمو في حياة الإيمان بحبنا لله
وتكريسنا الحياة له، ونحن نسعد في عائلاتنا بالمحبة المتبادلة بيننا وبين
زوجاتنا وأولادنا وأخواتنا، ونحن نبتهج في شرآة المؤمنين بتبادل
المحبة بيننا وبين قديسي الله، وهكذا. وإذا انتزع الحب من الحياة انتهت معه
الحياة حساً ومعنى.
لقد أنشأ الله فينا عاطفة الحب، وقدم لنا أعمق مثل للحب، إذ قدم ابنه
الوحيد لأجلنا، آما هو مكتوب: "َلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا،
لأَنَّهُ
8 .(ولا شك أن الله الذي أودع فينا
هذه العاطفة المقدسة لا يرضى أبداً أن يتطور الحب فينا : وَنَحْنُ بَعْدُ
خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا) "رو 5
ليصبح مشكلة، وأن تتطور المشكلة لتضحي شراً وإباحية، وأن تتطور
الإباحية لتنتج جريمة ضد النفس والمجتمع، بل أنها ضد الله نفسه.
هذا ما يحدث في وقتنا الحاضر، إذ ينشب الحب سهامه بطيش بين الشباب في وقت
غير مناسب، فهذا طالب ثانوي يحب فتاة،
وتلك فتاة جامعية تحب، آلاهما من سن مبكر لم يدرك بعد مسئوليات الحياة، ولم
يخرج بعد عن الحاجة لمن يتولى الصرف عليهما في
المأآل والملبس والعلم. ومن الغريب أن تتفشى هذه الحالة بين الشباب حتى
أصبحت موضعاً للتفاخر، ومرة أخرى تكون موضعاً للتناحر.
وهى في هذا وذاك تثلم الشرف، وتهدم الفضيلة، وتحطم القلوب، وتخرب العائلات،
مهما أخذت من ثوب عذري آما يقولون، أو حب طاهر
آما يدعون
هدف مقدس
أود أن أآون منصفاً أو حسن النية مع هؤلاء، فأقول أن الغرض من هذه
الارتباطات ليس الشر بل هو تكوين العائلة، وهذا هو
الهدف الأساسي بدون شك من عاطفة الحب بين الرجل والمرأة حسب قصد الله، ألا
وهو تكوين العائلة بالطريق القانوني وهو الزواج،
وإنني شخصياً لا أستريح لزواج تتحكم فيه ظروف المادة أو الجمال أو الصيت.
لكن قبل آل شيء ينبغي أن يكون هناك تفاهم وانسجام
عاطفي حتى تبنى الحياة الزوجية على أسس سليمة من الارتباط والتعاون لتكون
الزوجة للزوج معيناً نظيره، ومن هنا تنتقى فكرة استعباد
الرجل للمرأة أو خروج المرأة عن نطاق التعاون والتعاضد، آما تنتقى فكرة
سيطرة سلطان الشهوة لتخلى الطريق للسمو في المحبة
والمزيد من التعاون
هذه العاطفة المقدسة وذلك الهدف المقدس لا شك فيهما، وهما نافعان في
وقتهما، لكن ماذا يفعل الشباب الذي لم تتهيأ له الظروف
بعد وهو يجد نفسه فريسة لانفعالات
داخلية وإغراءات خارجية؟
هنا يتبادر إلى الذهن سؤال
مهم هو هل يمكن أن نتحكم في الحب؟
أقول نعم، لأن آل استرسال في هذه العاطفة قبل إعداد النفس للزواج من
مختلف النواحي الثقافية والمادية والعائلية هو عبارة عن انفعالات
عاطفية وهياج جسماني نتيجة لتفتيح طاقات الحياة، أو سلطان الغرائز الجنسية،
أو إغراءات الوسط أو تأثير القراءات والمناظر المختلفة.
ولا شك أن سلطان الغريزة الجنسية يحتاج أآثر من آل الغرائز الأخرى في
الإنسان إلى مزيد من الحكمة والاتزان حتى لا تجمح به فتتسلط
عليه. و لاشك أن آل ارتباط نتيجة هذه الانفعالات الجسدية العاطفية لابد له
من نتائج وبيلة خطيرة.
تصور معي بعض الشباب يحاولون أن يرتبطوا بصديقات لهم، وتسمع منهم أن هذه
صداقة بريئة، أو آما يسمونه حباً طاهراً.
وبعضهم يتوسع في الفكر فيقول أن هذا الحب وذلك الارتباط سوف يتمخض عن زواج
في المستقبل، وحينما تسأل عن هذا المستقبل وما
حدوده يكون الجواب: بعد سنوات، يقول هذا الكلام وهو لم يكمل بعد دراسته
الثانوية، أو بدأ يخطو في دراسته الجامعية، وأمامه بعد تكملة
دراسته مراحل التجنيد والتوظف والتأهل المادي للزواج.
ونود أن ندرس الآن بإيجاز الصعوبات الكثيرة التي تحول دون الارتباط في هذه
المرحلة المبكرة بهذه الانفعالات الجسدية
العاطفية. وسوف أتحدث بصراحة قوامها الغيرة المقدسة على شباب اليوم،
وبالأخص أولئك الذين فى دائرة الإيمان المسيحي، الذين يهمنا
أن يتحصنوا بقوة الله وسلطان آلمته من هذه الأخطار المزيفة:
أولاً: صعوبات من جهة الشباب:
1)ألا ترى في هذا الارتباط بالحب وأنت بعد في مرحلة العلم معطلاً
لدراستك، وشاغلاً لفكرك، ومضيعة لوقتك . )
2)هال تضمن عدم تغيير أفكارك بعد سنوات قادمة؟ لربما يتغير فكرك عن هذه
التي ارتبطت معها، ولربما التي تروق لك اليوم لا تعجبك )
بعد سنين .
3)لربما تسرع بالزواج من غير استعداد مالي فتغرق في الديون وتعيش في مستقبل
حياتك متعباً آثير المشاآل. )
ثانياً: صعوبات من جهة الفتاة:
1)قد تضطر الفتاة بحكم العائلة أن ترتبط بغيرك وتترآك حائراً تندب
حظك . )
2)غالباً لا تستطيع الفتاة في هذه السن المبكرة أن تصارح أهلها بما في
قلبها، فتكون النتيجة إذ يزوجونها بآخر أن تفشل في حياتها )
الزوجية، أو أن تنتحر، أو أن تخون زوجها، وآل من هذه الأمور الثلاثة أخطر
من الآخر .
3)لربما تتغير أفكارك هي الأخرى وهى تراك معطلاً في دراستك، أو ربما ينفتح
قلبها لطارق جديد أآثر منك جاذبية، أو أقوى شخصية، )
أو أعلى مرآزاً.
ثالثاً: صعوبات من جهة الطرفين:
1)لا ضمان للحياة العذرية، فلابد من السقوط من هنا أو هناك، وقديماً
قالوا: "قلما يجتمع شاب وفتاة إلا ويكون الشيطان ثالثهما ." )
2)إتلاف سمعة الفتاة لا يجبر آسره . )
3)تمضى سنوات طويلة على الشاب حتى يهيئ نفسه للزواج، فهل إذا انتظرتك طوال
هذه المدة حتى تفرغ من إعداد نفسك وتهيئة )
ظروفك، هل تلتفت إليها أو تقول بأنها آبرت سناً بالنسبة لك.
في ختام هذا الحديث أقول بصراحة أن ارتباط الشباب بالحب وهو في مرحلة
الدراسة، أو دون تتهيأ له عوامل الزواج، يعتبر انحرافاً يجب
تجنبه، بل هو خطية يجب التوبة عنها. إن هذا سبب رئيسي أساسي من أسباب
انحلال المجتمع. آم من شاب ذوى قبل الأوان لأن فتاة قد
دخلت إلى قلبه وهو بعد في دراسته الجامعية، فأفسدت حياته وآان مصيره الفشل.
وآم من فتاة انحرفت عن طريق الفضيلة، وجلبت العار
على أهلها، وتحطمت حياتها، لأن شاباً دخل إلى قلبها وارتبطت به وهو غير
مستعد للزواج.
وأخيراً أقدم هذه النصيحة لكل شاب، أن تطرد من ذهنك ومن قلبك آل تفكير في
هذا الصدد، طالما آنت في دراستك. لا تفكر في هذا
الموضوع قبل أن تهيئ ظروفك وتدبر مستقبلك. أطرد من ذهنك ومن قلبك هذه
الانفعالات العاطفية، وانتظر إلى أن يأتي الوقت المناسب،
وعندئذ بالصلاة الحارة وطلب مشيئة الرب يهيئ لك شريكة الحياة التي يختارها
لك .
الرجاء القراءة والنشر حتى ولو كان الموضوع طويل قليلا ولكنه مهم جدا
صلوا من اجل الخدمة
زورونا للمزيد من المواضيع
لا شك أن الحب أقدس عاطفة فى قلب الإنسان، مهما حاول الإنسان أن
يدنسها بفجوره أو ينجسها بشروره، وذلك لأن الحب هو شعاعة من نور الله الذى
هو محبة وفى دائرة الإيمان المسيحى نحن مطالبون لا بأن نحب بعضنا بعضاً
فقط، بل أن نحب أعداءنا أيضاً، وبدون الحب تبدو الحياة جحيماً لا يطاق.
فنحن نخلص من خطايانا بحب الله لنا فى صليب المسيح، ونحن ننمو فى حياة الإيمان بحبنا لله
وتكريسنا الحياة له، ونحن نسعد فى عائلاتنا بالمحبة المتبادلة بيننا وبين
زوجاتنا وأولادنا وإخواتنا
يعتبر موضوع الحب مشكلة
الجيل بين الشباب في وقتنا الحاضر، وأصبح مادة دسمة لكتاب العصر، آما أضحى
موضوع
الحديث المستعذب بين الشباب من الجنسين. ويقف الكثيرون من الشباب اليوم
حيارى. هل ينساقون وراء هذا التيار الجارف الذي حطم
حياة الكثرين، أم أنه توجد توجيهات نبيلة تضع الأمور في نصابها حتى يعيش
الشباب حياة مستقرة إلى أن يأتي الوقت لتهيئة عش الزوجية
وتكوين العائلة ؟
تلك أسئلة آثيراً ما واجهتني من الشباب، مؤمنين وغير مؤمنين، آانوا أو ما
زالوا في سن الدراسة، يواجهون في معاهدهم
وآلياتهم مناظر شتى وإغراءات متعددة، ويستمعون بين الفينة والأخرى إلى
أقوال معسولة ومبادئ متطرفة، وتجيش في أجسامهم الفتية
انفعالات عنيفة وحياة متفتحة، وتحيط بهم من آل جانب نداءات صارخة وقدوة
سيئة. إنهم يحاولون أن يجدوا جواباً لحيرتهم ومرساة لسفينة
نفوسهم. إنهم يودون أن يحلقوا بنفوسهم في الأجواء الروحية السامية الغالية،
لكنهم يعيشون بأجسادهم في الأرض الملوثة. وهنا تتضح
أهمية التوجيه الصحيح للشباب، وخاصة بين المؤمنين، مما يدعونا إلى أن نلقى
بعض الأضواء على هذا الموضوع الحيوي
عاطفة مقدسة
لا شك أن الحب أقدس عاطفة في قلب الإنسان، مهما حاول الإنسان أن
يدنسها بفجوره أو ينجسها بشروره، وذلك لأن الحب هو
شعاعه من نور الله الذي هو محبة وفى دائرة الإيمان المسيحي نحن مطالبون لا
بأن نحب بعضنا بعضاً فقط، بل أن نحب أعداءنا أيضاً،
وبدون الحب تبدو الحياة جحيماً لا يطاق. فنحن نخلص من خطايانا بحب الله لنا
في صليب المسيح، ونحن ننمو في حياة الإيمان بحبنا لله
وتكريسنا الحياة له، ونحن نسعد في عائلاتنا بالمحبة المتبادلة بيننا وبين
زوجاتنا وأولادنا وأخواتنا، ونحن نبتهج في شرآة المؤمنين بتبادل
المحبة بيننا وبين قديسي الله، وهكذا. وإذا انتزع الحب من الحياة انتهت معه
الحياة حساً ومعنى.
لقد أنشأ الله فينا عاطفة الحب، وقدم لنا أعمق مثل للحب، إذ قدم ابنه
الوحيد لأجلنا، آما هو مكتوب: "َلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا،
لأَنَّهُ
8 .(ولا شك أن الله الذي أودع فينا
هذه العاطفة المقدسة لا يرضى أبداً أن يتطور الحب فينا : وَنَحْنُ بَعْدُ
خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا) "رو 5
ليصبح مشكلة، وأن تتطور المشكلة لتضحي شراً وإباحية، وأن تتطور
الإباحية لتنتج جريمة ضد النفس والمجتمع، بل أنها ضد الله نفسه.
هذا ما يحدث في وقتنا الحاضر، إذ ينشب الحب سهامه بطيش بين الشباب في وقت
غير مناسب، فهذا طالب ثانوي يحب فتاة،
وتلك فتاة جامعية تحب، آلاهما من سن مبكر لم يدرك بعد مسئوليات الحياة، ولم
يخرج بعد عن الحاجة لمن يتولى الصرف عليهما في
المأآل والملبس والعلم. ومن الغريب أن تتفشى هذه الحالة بين الشباب حتى
أصبحت موضعاً للتفاخر، ومرة أخرى تكون موضعاً للتناحر.
وهى في هذا وذاك تثلم الشرف، وتهدم الفضيلة، وتحطم القلوب، وتخرب العائلات،
مهما أخذت من ثوب عذري آما يقولون، أو حب طاهر
آما يدعون
هدف مقدس
أود أن أآون منصفاً أو حسن النية مع هؤلاء، فأقول أن الغرض من هذه
الارتباطات ليس الشر بل هو تكوين العائلة، وهذا هو
الهدف الأساسي بدون شك من عاطفة الحب بين الرجل والمرأة حسب قصد الله، ألا
وهو تكوين العائلة بالطريق القانوني وهو الزواج،
وإنني شخصياً لا أستريح لزواج تتحكم فيه ظروف المادة أو الجمال أو الصيت.
لكن قبل آل شيء ينبغي أن يكون هناك تفاهم وانسجام
عاطفي حتى تبنى الحياة الزوجية على أسس سليمة من الارتباط والتعاون لتكون
الزوجة للزوج معيناً نظيره، ومن هنا تنتقى فكرة استعباد
الرجل للمرأة أو خروج المرأة عن نطاق التعاون والتعاضد، آما تنتقى فكرة
سيطرة سلطان الشهوة لتخلى الطريق للسمو في المحبة
والمزيد من التعاون
هذه العاطفة المقدسة وذلك الهدف المقدس لا شك فيهما، وهما نافعان في
وقتهما، لكن ماذا يفعل الشباب الذي لم تتهيأ له الظروف
بعد وهو يجد نفسه فريسة لانفعالات
داخلية وإغراءات خارجية؟
هنا يتبادر إلى الذهن سؤال
مهم هو هل يمكن أن نتحكم في الحب؟
أقول نعم، لأن آل استرسال في هذه العاطفة قبل إعداد النفس للزواج من
مختلف النواحي الثقافية والمادية والعائلية هو عبارة عن انفعالات
عاطفية وهياج جسماني نتيجة لتفتيح طاقات الحياة، أو سلطان الغرائز الجنسية،
أو إغراءات الوسط أو تأثير القراءات والمناظر المختلفة.
ولا شك أن سلطان الغريزة الجنسية يحتاج أآثر من آل الغرائز الأخرى في
الإنسان إلى مزيد من الحكمة والاتزان حتى لا تجمح به فتتسلط
عليه. و لاشك أن آل ارتباط نتيجة هذه الانفعالات الجسدية العاطفية لابد له
من نتائج وبيلة خطيرة.
تصور معي بعض الشباب يحاولون أن يرتبطوا بصديقات لهم، وتسمع منهم أن هذه
صداقة بريئة، أو آما يسمونه حباً طاهراً.
وبعضهم يتوسع في الفكر فيقول أن هذا الحب وذلك الارتباط سوف يتمخض عن زواج
في المستقبل، وحينما تسأل عن هذا المستقبل وما
حدوده يكون الجواب: بعد سنوات، يقول هذا الكلام وهو لم يكمل بعد دراسته
الثانوية، أو بدأ يخطو في دراسته الجامعية، وأمامه بعد تكملة
دراسته مراحل التجنيد والتوظف والتأهل المادي للزواج.
ونود أن ندرس الآن بإيجاز الصعوبات الكثيرة التي تحول دون الارتباط في هذه
المرحلة المبكرة بهذه الانفعالات الجسدية
العاطفية. وسوف أتحدث بصراحة قوامها الغيرة المقدسة على شباب اليوم،
وبالأخص أولئك الذين فى دائرة الإيمان المسيحي، الذين يهمنا
أن يتحصنوا بقوة الله وسلطان آلمته من هذه الأخطار المزيفة:
أولاً: صعوبات من جهة الشباب:
1)ألا ترى في هذا الارتباط بالحب وأنت بعد في مرحلة العلم معطلاً
لدراستك، وشاغلاً لفكرك، ومضيعة لوقتك . )
2)هال تضمن عدم تغيير أفكارك بعد سنوات قادمة؟ لربما يتغير فكرك عن هذه
التي ارتبطت معها، ولربما التي تروق لك اليوم لا تعجبك )
بعد سنين .
3)لربما تسرع بالزواج من غير استعداد مالي فتغرق في الديون وتعيش في مستقبل
حياتك متعباً آثير المشاآل. )
ثانياً: صعوبات من جهة الفتاة:
1)قد تضطر الفتاة بحكم العائلة أن ترتبط بغيرك وتترآك حائراً تندب
حظك . )
2)غالباً لا تستطيع الفتاة في هذه السن المبكرة أن تصارح أهلها بما في
قلبها، فتكون النتيجة إذ يزوجونها بآخر أن تفشل في حياتها )
الزوجية، أو أن تنتحر، أو أن تخون زوجها، وآل من هذه الأمور الثلاثة أخطر
من الآخر .
3)لربما تتغير أفكارك هي الأخرى وهى تراك معطلاً في دراستك، أو ربما ينفتح
قلبها لطارق جديد أآثر منك جاذبية، أو أقوى شخصية، )
أو أعلى مرآزاً.
ثالثاً: صعوبات من جهة الطرفين:
1)لا ضمان للحياة العذرية، فلابد من السقوط من هنا أو هناك، وقديماً
قالوا: "قلما يجتمع شاب وفتاة إلا ويكون الشيطان ثالثهما ." )
2)إتلاف سمعة الفتاة لا يجبر آسره . )
3)تمضى سنوات طويلة على الشاب حتى يهيئ نفسه للزواج، فهل إذا انتظرتك طوال
هذه المدة حتى تفرغ من إعداد نفسك وتهيئة )
ظروفك، هل تلتفت إليها أو تقول بأنها آبرت سناً بالنسبة لك.
في ختام هذا الحديث أقول بصراحة أن ارتباط الشباب بالحب وهو في مرحلة
الدراسة، أو دون تتهيأ له عوامل الزواج، يعتبر انحرافاً يجب
تجنبه، بل هو خطية يجب التوبة عنها. إن هذا سبب رئيسي أساسي من أسباب
انحلال المجتمع. آم من شاب ذوى قبل الأوان لأن فتاة قد
دخلت إلى قلبه وهو بعد في دراسته الجامعية، فأفسدت حياته وآان مصيره الفشل.
وآم من فتاة انحرفت عن طريق الفضيلة، وجلبت العار
على أهلها، وتحطمت حياتها، لأن شاباً دخل إلى قلبها وارتبطت به وهو غير
مستعد للزواج.
وأخيراً أقدم هذه النصيحة لكل شاب، أن تطرد من ذهنك ومن قلبك آل تفكير في
هذا الصدد، طالما آنت في دراستك. لا تفكر في هذا
الموضوع قبل أن تهيئ ظروفك وتدبر مستقبلك. أطرد من ذهنك ومن قلبك هذه
الانفعالات العاطفية، وانتظر إلى أن يأتي الوقت المناسب،
وعندئذ بالصلاة الحارة وطلب مشيئة الرب يهيئ لك شريكة الحياة التي يختارها
لك .
الرجاء القراءة والنشر حتى ولو كان الموضوع طويل قليلا ولكنه مهم جدا
صلوا من اجل الخدمة
زورونا للمزيد من المواضيع