«فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوافَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ.بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.»( لوقا ١٢ : ٢٩ – ٣٢ ).
القطيع الصغير الخائف يسمع صوت الرب المطمئن قائلاً له«لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.»( إشعياء ٤١ : ١٠ ) لذلك « اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفاً وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ.»( إشعياء ٦٠ : ٢٢ )« إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي أُنَاساً عِوَضَكَ وَشُعُوباً عِوَضَ نَفْسِكَ.لاَ تَخَفْ فَإِنِّي مَعَكَ. مِنَ الْمَشْرِقِ آتِي بِنَسْلِكَ وَمِنَ الْمَغْرِبِ أَجْمَعُكَ. أَقُولُ لِلشِّمَالِ: أَعْطِ وَلِلْجَنُوبِ: لاَ تَمْنَعْ. ايتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ.»( إشعياء ٤٣ : ٤ – ٦ ) نعم يقول الرَّب يسوع «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.»( ( لوقا ١٢ : ٣٢ ). «وَإِنْ تَكُنْ أُولاَكَ صَغِيرَةً فَآخِرَتُكَ تَكْثُرُ جِدّاً.»( أيُّوب ٨ : ٧ )«اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟»( يعقوب ٢ : ٥ ) هذا الملكوت هو ملكوت الرَّب يسوع المسيح الذى قال«لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي»( لوقا ٢٢ : ٣٠ ) « وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. »( ١ كورنثوس ١٥ : ٢٤ – ٢٦ ) لذلك يدعى الملكوت باسم ملكوت الآب كما قال الرَّب يسوع وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي»( متَّى ٢٦ : ٢٩ )و بعدما يتسلَّم الرَّب الإلَه الآب الملكوت من الرَّب الإلَه يسوع يقدِّم الرَّب الإلَه الآب ذلك الملكوت بكل سرور للمؤمنين و يتم قول الرَّب الإلَه يسوع «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.»( لوقا ١٢ : ٣٢ ) و هنا يظهر الرَّب الإله ابن الإنسان يسوع فى أوج مجده خاضعا معترفًا بجميل الرَّب الإلَه الرُّوح القدس الذى أخضع له الكل لأنَّ«لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ »( ١ كورنثوس ١٢ : ٣ ) و يتم المكتوب«فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ الله الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.»( ١ كورنثوس ١٥ : ٢٨ ) لأنَّه عندما يتسلَّم المؤمنون الملكوت يكون حينئذٍ الرَّب الإلَه الآب و الرَّب الإلَه الرُّوح القدس و الرَّب الإلَه يسوع الكل فى الكل و يتم قول الرَّب الإلَه يسوع«اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ»( مرقس ١٤ : ٢٥ ) و نلاحظ تلاحق كلمة الملكوت من ملكوت يسوع إلى ملكوت الآب ثم ملكوت الله(إيلوهيم) و ليس هذا معناه أن يسوع يملك من دون الآب و الروح القدس و لا الآب يملك من دون يسوع و الروح القدس ولكن هو ترتيب تاريخى يمتد إلى أن يعطى الملكوت للمؤمنين الذين هم كنيسة المسيح « الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.»( أفسس ١ : ٢٣ ) كما هو مكتوب «حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ وَبَلَغَ الْوَقْتُ فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ »( دانيال ٧ : ٢٢ ) «أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. »( دانيال ٧ : ١٨ ) و الآن لنتقدم لنتأمل فى لمحة من بعض أوصاف ذلك الملكوت : –
منقووول