مصر بدون البابا
بقلم مفيد فوزى ٢٤/ ٣/ ٢٠١٢
مصر بدون البابا كما البلد الذى غاب عنه رئيس جمهورية الحب، كما دير فوق ربوة جبل بلا رهبان، كما كنيسة بلا هيكل للصلاة، كشعب يعانى يتماً، كما عيون ذاب جفنها، كما تراتيل بلا شفاه، كما قلب بلا شرايين، كما وعظة روحية بلا جمهور، كما قيثارة نغم بلا عازف، كما موال ضاع فى الصدى، كما الكتب فوق الرفوف تنوح فى صمت، كما الصلبان فوق صدور القبطيات فى «مظاهرة»، ك...ما رمال الصحراء تبحث عن أثر لقدم، كما أجراس الكنائس تنادى ولا مجيب، كما الحكمة تتسول آذاناً، كما إرسال يبث السماحة وانقطع.
مصر بدون البابا، كحزب تخلف رئيسه عن الحضور لأمجاد سماوية، كما اشتياق ينقصه الشوق، وغياب يشتاق للحضور، كما العذراء فى كنيسة الزيتون تدمع والقساوسة والرهبان يصلون لجثمان غال، كما رحلة طويلة بلا بوصلة أو دليل، كما الصبر محنط فى تابوت، كليلة اشتد سواد غيماتها وغاب عنها القمر.
مصر بدون البابا كسفينة فى عرض البحر تبحث عن منارة تهتدي بها، كما شمامسة الهيكل يرتلون دون «معلمّ» كأذان مسجد، تفتقد أجراس كنيسة. الحزن فى مصر له جلال يليق بهذا «الزعيم الروحى»، وقد نسف الجمود والتحجر وأذاب الخلافات، وأشعل شموع المحبة بين أقباط مصر ومسلميها فى لحظة درامية، حزن لم يحظ به رؤساء ذهبوا وكانوا ملء السمع والبصر.
مصر بدون البابا كقداس فى كنيسة الوطن بدأ ولم ينته، كجواد يرمح فى البرية بلا فارس، كما نظرة وداع فقدت بعدها الرؤية، كما النيل «مضرباً» عن الجريان، كما أبوالهول مطرقاً برأسه الحجرى، كما شارة حداد على صدر الوطن، كقصائد لبست أبياتها السواد.
مصر بدون البابا حقيقة تأبى النسيان وتستعصى كراعى غنم ضل طريقه بين الدروب، كصلاة جنائزية طويلة حتى إشعار آخر، كما إكليل فرح بللته دموع الفراق، كما حبات مسبحة ثمينة انفرطت، كما قطعة فسيفساء تناثرت ونحاول لملمتها، كما فراق شق القلوب بسكين اللوعة.
مصر بدون البابا لحن ناقص، مقال مبتور، صورة ضبابية، مستقبل غامض وملفات قبطية مفتوحة، وكان لها أب يرعاها بعد أن عانت من التهميش ويجرحها التهميش أكثر فى غياب «الحبر الجليل».
مصر بدون البابا، رعيّة دون راع، عصا كاتدرائية مُذهبة تنتحب، عقل موسوعى ليس فى مدرجات الوطن لنسمع صوته، فنراه.
مصر بدون البابا، تفتقد لبابا يقترب من «شنودة الثالث»، قوة شكيمة ونهر عطاء وخزان حكمة ونبع صبر، رجل له مواقف، وقامة، رجل يسكن قلوب أقباط مصر ومسلميها، مثلما كان سلفه، فلن يستريح البابا فى مرقده لو جرت صراعات عنف على الكرسى البابوى، وأتمنى من أعماقى - مجرد أمنية - أن تقع «القرعة الهيكلية» على الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، وكان يرتاح له بابا العرب، إن للأب بسنتى «جسوراً» مع أجنحة المجتمع تجعل منه محاوراً هادئاً صبوراً لإنقاذ ملفات الأقباط من التهميش.. والضياع.
مصر بدون البابا كما كلمات مقدسة قلقة من الإنجيل تستريح فى حضن مصحف كريم.
مصر بدون البابا «أرملة» تتلقى مليونية عزاء.
بقلم مفيد فوزى ٢٤/ ٣/ ٢٠١٢
مصر بدون البابا كما البلد الذى غاب عنه رئيس جمهورية الحب، كما دير فوق ربوة جبل بلا رهبان، كما كنيسة بلا هيكل للصلاة، كشعب يعانى يتماً، كما عيون ذاب جفنها، كما تراتيل بلا شفاه، كما قلب بلا شرايين، كما وعظة روحية بلا جمهور، كما قيثارة نغم بلا عازف، كما موال ضاع فى الصدى، كما الكتب فوق الرفوف تنوح فى صمت، كما الصلبان فوق صدور القبطيات فى «مظاهرة»، ك...ما رمال الصحراء تبحث عن أثر لقدم، كما أجراس الكنائس تنادى ولا مجيب، كما الحكمة تتسول آذاناً، كما إرسال يبث السماحة وانقطع.
مصر بدون البابا، كحزب تخلف رئيسه عن الحضور لأمجاد سماوية، كما اشتياق ينقصه الشوق، وغياب يشتاق للحضور، كما العذراء فى كنيسة الزيتون تدمع والقساوسة والرهبان يصلون لجثمان غال، كما رحلة طويلة بلا بوصلة أو دليل، كما الصبر محنط فى تابوت، كليلة اشتد سواد غيماتها وغاب عنها القمر.
مصر بدون البابا كسفينة فى عرض البحر تبحث عن منارة تهتدي بها، كما شمامسة الهيكل يرتلون دون «معلمّ» كأذان مسجد، تفتقد أجراس كنيسة. الحزن فى مصر له جلال يليق بهذا «الزعيم الروحى»، وقد نسف الجمود والتحجر وأذاب الخلافات، وأشعل شموع المحبة بين أقباط مصر ومسلميها فى لحظة درامية، حزن لم يحظ به رؤساء ذهبوا وكانوا ملء السمع والبصر.
مصر بدون البابا كقداس فى كنيسة الوطن بدأ ولم ينته، كجواد يرمح فى البرية بلا فارس، كما نظرة وداع فقدت بعدها الرؤية، كما النيل «مضرباً» عن الجريان، كما أبوالهول مطرقاً برأسه الحجرى، كما شارة حداد على صدر الوطن، كقصائد لبست أبياتها السواد.
مصر بدون البابا حقيقة تأبى النسيان وتستعصى كراعى غنم ضل طريقه بين الدروب، كصلاة جنائزية طويلة حتى إشعار آخر، كما إكليل فرح بللته دموع الفراق، كما حبات مسبحة ثمينة انفرطت، كما قطعة فسيفساء تناثرت ونحاول لملمتها، كما فراق شق القلوب بسكين اللوعة.
مصر بدون البابا لحن ناقص، مقال مبتور، صورة ضبابية، مستقبل غامض وملفات قبطية مفتوحة، وكان لها أب يرعاها بعد أن عانت من التهميش ويجرحها التهميش أكثر فى غياب «الحبر الجليل».
مصر بدون البابا، رعيّة دون راع، عصا كاتدرائية مُذهبة تنتحب، عقل موسوعى ليس فى مدرجات الوطن لنسمع صوته، فنراه.
مصر بدون البابا، تفتقد لبابا يقترب من «شنودة الثالث»، قوة شكيمة ونهر عطاء وخزان حكمة ونبع صبر، رجل له مواقف، وقامة، رجل يسكن قلوب أقباط مصر ومسلميها، مثلما كان سلفه، فلن يستريح البابا فى مرقده لو جرت صراعات عنف على الكرسى البابوى، وأتمنى من أعماقى - مجرد أمنية - أن تقع «القرعة الهيكلية» على الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، وكان يرتاح له بابا العرب، إن للأب بسنتى «جسوراً» مع أجنحة المجتمع تجعل منه محاوراً هادئاً صبوراً لإنقاذ ملفات الأقباط من التهميش.. والضياع.
مصر بدون البابا كما كلمات مقدسة قلقة من الإنجيل تستريح فى حضن مصحف كريم.
مصر بدون البابا «أرملة» تتلقى مليونية عزاء.