نياحة العذراء مريم
بقلم المتنيح:الأنبا غريغوريوس
في الحادي والعشرين من شهر طوبه القبطي,تذكر الكنيسة
انتقال روح العذراء مريم إلي الأخدار السمائية,وذلك
بموتها موتا طبيعيا بانفصال روحها من جسدها.وتدلنا
مصادرنا الكنسية علي أن العذراء الطوباوية علمت مسبقا
بأمر وفاتها,وأن السيد المسيح له المجد سيأتي بذاته
ويتسلم روحها بيده,ويخبرنا القديس كيرلس الأول بابا
الإسكندرية الرابع والعشرون412-444أن العذراء القديسة هي
التي طلبت إلي المسيح ابنها وإلهها أن يتفضل عليها
بأن ينهي حياتها علي الأرض,ويضع حدا لمتاعبها الكثيرة
بسبب اليهود الذين لم يتركوها في راحة بل اضطهدوها
وأذلوها وضيقوا عليها,واتخذوا ضدها إجراءات عنيفة لمنعها
من الذهاب إلي القبر المقدس,قبر المسيح مخلصنا,حيث
كانت تذهب يوميا,وتصلي هناك إما منفردة أو معها
صويحباتها من عذاري جبل الزيتون اللائي اتخذنها رائدة
لهن يتبعنها ويقتدين بسيرتها الطاهرة ويتمثلن بها في
بتولتها وعفتها وطهارتها,وعكوفها علي الصلاة بغير انقطاع
فاستجاب المسيح الرب لدعائها,وأرسل لها رئيس الملائكة
جبرائيل المبشر,ليفرح قلبها باستجابة صلواتها وقبول
دعائها ,وأنها ستغادر بروحها هذا العالم الزائل,وأنه
سيأخذها عنده وسينقلها إليه لتكون معه في فردوس النعيم.
ففرحت القديسة مريم بالبشري,وتهللت لها روحها,وظلت ترقب
اليوم السعيد الذي يطلق فيه سراحها من حبس
الجسد,وتنطلق روحها حرة لتكون مع المسيح ابنها وحبيبها.
وبر المسيح له المجد بوعده لأمه العذراء القديسة,وعلم
بذلك التلاميذ والرسل,ومن بينهم القديس يوحنا الحبيب
الذي أقامت العذراء في بيته منذ أن تسلمها من تحت
صليب الرب يسوع إذ أوصاه معلمه قائلا:هي ذي أمكيوحنا
19:27.واجتمع الرسل ومعهم عذاري جبل الزيتون من حول
سرير العذراء حيث كانت ترقد منتظرة الوقت السعيد الذي
تنحل فيه من رباطات الجسد ,وسألها التلاميذ والرسل ومن
اجتمع معهم من المؤمنين,أن تباركهم وتصلي عنهم,فمدت
يدها وباركتهم واستمطرت عليهم رحمة الله وغفرانه ونعمته.
وبعد ذلك أنار المكان كله بنور سمائي,ونزل رب المجد
يسوع المسيح علي سحب السماء يتبعه موكب عظيم من
الملائكة ورؤساء الملائكة وجمع من القديسين
المنتقلين,بينهم آدم وحواء وهابيل وشيث وإبراهيم وإسحق
ويعقوب وموسي وصموئيل وداود وغيرهم من الأنبياء ومشاهير
الآباء الأطهار,ومد المسيح الإله يده إلي أمه العذراء
القديسة وشجعها وعزاها وقواها,ثم تسلم روحها
بيده,وأعطاها لرئيس الملائكة ميخائيل.وبعد أن أوصي
الرسل بتكفين جسدها ودفنها بالأكرام اللائق بأم
المخلص,صعد له المجد إلي السماء محفوفا بالملائكة
ورؤساء الملائكة.فسجد الآباء الرسل لسيدهم ومعلمهم
وربهم,ثم أخذوا جسد سيدتهم ولفوه بأكفان لائقة وأودعوه
في تابوت, وحملوه إلي الجثمانية.وفي الطريق خرج بعد
الأشرار من اليهود,إذ كانوا علموا بخبر موت العذراء
فتجمهروا في مظاهرة غبية ليمنعوا دفنها بالكرامة,قاصدين
أن يختطفوا جسدها ويحرقوه بالنار,وبلغت الحماسة
بأحدهم,ويسميثاوفينا,علي ما يروي القديس كيرلس الأول عن
مخطوط بقلم القديس يوحنا الرسول تركه في أفسس,أن مد
هذا الشقيثاوفينايديه إلي التابوت,ليقبض عليه ويأخذه
لنفسه وللمصاحبين له من الأشرار اليهود, وهنا تدخلت
السماء وضرب ملاك الرب بسيفه ذراعي الشقيثاوفيناففصلهما
من جسمه,فصرخ الرجل من قسوة الضربة وأخذ يتلوي من
الألم ويبكي نادما ويقول:ويلي أنا الشقي الذي لم
يرتدع!.أنا هو المفلوج الذي كنت مريضا لمدة ثمان
وثلاثين سنة,ورآني الرب يسوع مطروحا علي بركة بيت
حسدا,وليس لي إنسان يلقيني في البركة متي تحرك الماء
فأشفق علي وشفاني ,ولكنه إذ علم بشروري وخطاياي أنذرني
قائلا:ها أنت ذا قد برئت,فلا تعد إلي الخطيئة لئلا
يصيبك ما هو أسوأيوحنا5:1-14ولكني لم انتفع بالوصية
,فعدت إلي خطاياي كما يعود الكلب إلي قيئه,فأغيثوني
وأعينوني وصلوا من أجلي,واطلبوا عني ليغفر الرب
لي,ويرحمني,ويقبلني من جديد!فتحنن الرسل عليه,وصلوا
من أجله,مستشفعين بالعذراء مريم ومقبول صلواتها وعظيم
دالتها عند ابنها الحبيب,وتقدم القديس بطرس الرسول وقرب
الرجل إلي ذراعيه المفصولتين الممسكتين بالتابوت,ولحمهما
في جسدثاوفينافالتحمتا,وعاد الرجل سليما كما كان,فشكر
الله وشكر الرسل ثم تنحي عن الركب جانبا,وقد اعتراه
الندم والخجل. عندئذ حمل الرسل جسد العذراء إلي
الجثمانية من غير عائق,وصلوا وتمموا مراسم
الدفن,وأغلقوا القبر وأحكموا إغلاقه.
علي أن الآباء الرسل ظلوا يسمعون ترتيل الملائكة
وإنشادهم وتسبيحتهم, ولم تنقطع بالدفن أصواتهم,فخجل الرسل
من أن يغادروا المكان كل إلي موضعه ومقر خدمته,قبل
أن تصمت أصوات الملائكة,فلم تنقطع أصواتهم مدة ثلاثة
أيام متواصلة وعندما تبين الرسل أن أصوات الملائكة
هدأت,وترتيلهم قد انقطع,تركوا الجثمانية إلي
أورشليم,ليمضي كل منهم إلي حال سبيله,ويذهب إلي مقر
عمله وقرعة خدمته.وهم بعد في الطريق التقوا بالقديس
توما الرسول,قادما من الهند علي السحاب,فأخبره الآباء
الرسل بموت العذراء ودفنها, فطلب أن يعودوا معه إلي
القبر,ليري بنفسه وينال بركة العذراء مريم ويلثم
جثمانها الطاهر,فلما رجعوا معه وفتحوا القبر المقدس,لم
يجدوا الجثمان,وإنما رأوا بخورا عطرا صعد من
القبر,ورائحة زكية ملأت جو الجثمانية,فتحيروا وظنوا في
مبدأ الأمر أن اليهود تمكنوا بعد انطلاق الرسل,من فتح
القبر وحمل جسد العذراء إلي حيث أرادوا أولا فطمأنهم
القديس توما الرسول بأنه وهو علي السحابة قادما من
بلاد الهند,رأي بنفسه جسد العذراء محمولا علي أجنحة
الملائكة فوق جبل أخميم بصعيد مصر وقد أقيم من فوقه
فيما بعد,الدير المعروف بـدير العينتخليدا لهذه الواقعة
التاريخية وتكريما للعذراء مريموأن أحد الملائكة ناداه
باسمه ودعاه إلي أن يلثم جسد العذراء وينال بركتها
المقدسة.ففعل ,ونال البركة,ثم جاء إلي أورشليم القدس
متأخرا حتي يخبر الرسل بما رأي وما سمع,فيطمئنوا إلي
مشيئة الله الذي رأي بحكمته أن يرفع جسد العذراء إلي
السماء, ليكون محفوظا في فردوس النعيم,بما يليق به من
كرامة ومجد,إذ كان لله الكلمة سماء ثانية حل فيها
الرب الإله جسديا.
وصارت الكنيسة تعيد لرحيل العذراء وافتراق روحها من
جسدها بالموت الطبيعي, في الواحد والعشرين من شهر
طوبه...وفي الواحد والعشرين من كل شهر قبطي,تكريما
وتقديسا وإجلالا.
بركة العذراء الطاهرة أم النور,فلتشمل جميع
المؤمنين,وليمنح الرب بشفاعتها السلام والخلاص والخير
لجميع الناس.آمين
بقلم المتنيح:الأنبا غريغوريوس
في الحادي والعشرين من شهر طوبه القبطي,تذكر الكنيسة
انتقال روح العذراء مريم إلي الأخدار السمائية,وذلك
بموتها موتا طبيعيا بانفصال روحها من جسدها.وتدلنا
مصادرنا الكنسية علي أن العذراء الطوباوية علمت مسبقا
بأمر وفاتها,وأن السيد المسيح له المجد سيأتي بذاته
ويتسلم روحها بيده,ويخبرنا القديس كيرلس الأول بابا
الإسكندرية الرابع والعشرون412-444أن العذراء القديسة هي
التي طلبت إلي المسيح ابنها وإلهها أن يتفضل عليها
بأن ينهي حياتها علي الأرض,ويضع حدا لمتاعبها الكثيرة
بسبب اليهود الذين لم يتركوها في راحة بل اضطهدوها
وأذلوها وضيقوا عليها,واتخذوا ضدها إجراءات عنيفة لمنعها
من الذهاب إلي القبر المقدس,قبر المسيح مخلصنا,حيث
كانت تذهب يوميا,وتصلي هناك إما منفردة أو معها
صويحباتها من عذاري جبل الزيتون اللائي اتخذنها رائدة
لهن يتبعنها ويقتدين بسيرتها الطاهرة ويتمثلن بها في
بتولتها وعفتها وطهارتها,وعكوفها علي الصلاة بغير انقطاع
فاستجاب المسيح الرب لدعائها,وأرسل لها رئيس الملائكة
جبرائيل المبشر,ليفرح قلبها باستجابة صلواتها وقبول
دعائها ,وأنها ستغادر بروحها هذا العالم الزائل,وأنه
سيأخذها عنده وسينقلها إليه لتكون معه في فردوس النعيم.
ففرحت القديسة مريم بالبشري,وتهللت لها روحها,وظلت ترقب
اليوم السعيد الذي يطلق فيه سراحها من حبس
الجسد,وتنطلق روحها حرة لتكون مع المسيح ابنها وحبيبها.
وبر المسيح له المجد بوعده لأمه العذراء القديسة,وعلم
بذلك التلاميذ والرسل,ومن بينهم القديس يوحنا الحبيب
الذي أقامت العذراء في بيته منذ أن تسلمها من تحت
صليب الرب يسوع إذ أوصاه معلمه قائلا:هي ذي أمكيوحنا
19:27.واجتمع الرسل ومعهم عذاري جبل الزيتون من حول
سرير العذراء حيث كانت ترقد منتظرة الوقت السعيد الذي
تنحل فيه من رباطات الجسد ,وسألها التلاميذ والرسل ومن
اجتمع معهم من المؤمنين,أن تباركهم وتصلي عنهم,فمدت
يدها وباركتهم واستمطرت عليهم رحمة الله وغفرانه ونعمته.
وبعد ذلك أنار المكان كله بنور سمائي,ونزل رب المجد
يسوع المسيح علي سحب السماء يتبعه موكب عظيم من
الملائكة ورؤساء الملائكة وجمع من القديسين
المنتقلين,بينهم آدم وحواء وهابيل وشيث وإبراهيم وإسحق
ويعقوب وموسي وصموئيل وداود وغيرهم من الأنبياء ومشاهير
الآباء الأطهار,ومد المسيح الإله يده إلي أمه العذراء
القديسة وشجعها وعزاها وقواها,ثم تسلم روحها
بيده,وأعطاها لرئيس الملائكة ميخائيل.وبعد أن أوصي
الرسل بتكفين جسدها ودفنها بالأكرام اللائق بأم
المخلص,صعد له المجد إلي السماء محفوفا بالملائكة
ورؤساء الملائكة.فسجد الآباء الرسل لسيدهم ومعلمهم
وربهم,ثم أخذوا جسد سيدتهم ولفوه بأكفان لائقة وأودعوه
في تابوت, وحملوه إلي الجثمانية.وفي الطريق خرج بعد
الأشرار من اليهود,إذ كانوا علموا بخبر موت العذراء
فتجمهروا في مظاهرة غبية ليمنعوا دفنها بالكرامة,قاصدين
أن يختطفوا جسدها ويحرقوه بالنار,وبلغت الحماسة
بأحدهم,ويسميثاوفينا,علي ما يروي القديس كيرلس الأول عن
مخطوط بقلم القديس يوحنا الرسول تركه في أفسس,أن مد
هذا الشقيثاوفينايديه إلي التابوت,ليقبض عليه ويأخذه
لنفسه وللمصاحبين له من الأشرار اليهود, وهنا تدخلت
السماء وضرب ملاك الرب بسيفه ذراعي الشقيثاوفيناففصلهما
من جسمه,فصرخ الرجل من قسوة الضربة وأخذ يتلوي من
الألم ويبكي نادما ويقول:ويلي أنا الشقي الذي لم
يرتدع!.أنا هو المفلوج الذي كنت مريضا لمدة ثمان
وثلاثين سنة,ورآني الرب يسوع مطروحا علي بركة بيت
حسدا,وليس لي إنسان يلقيني في البركة متي تحرك الماء
فأشفق علي وشفاني ,ولكنه إذ علم بشروري وخطاياي أنذرني
قائلا:ها أنت ذا قد برئت,فلا تعد إلي الخطيئة لئلا
يصيبك ما هو أسوأيوحنا5:1-14ولكني لم انتفع بالوصية
,فعدت إلي خطاياي كما يعود الكلب إلي قيئه,فأغيثوني
وأعينوني وصلوا من أجلي,واطلبوا عني ليغفر الرب
لي,ويرحمني,ويقبلني من جديد!فتحنن الرسل عليه,وصلوا
من أجله,مستشفعين بالعذراء مريم ومقبول صلواتها وعظيم
دالتها عند ابنها الحبيب,وتقدم القديس بطرس الرسول وقرب
الرجل إلي ذراعيه المفصولتين الممسكتين بالتابوت,ولحمهما
في جسدثاوفينافالتحمتا,وعاد الرجل سليما كما كان,فشكر
الله وشكر الرسل ثم تنحي عن الركب جانبا,وقد اعتراه
الندم والخجل. عندئذ حمل الرسل جسد العذراء إلي
الجثمانية من غير عائق,وصلوا وتمموا مراسم
الدفن,وأغلقوا القبر وأحكموا إغلاقه.
علي أن الآباء الرسل ظلوا يسمعون ترتيل الملائكة
وإنشادهم وتسبيحتهم, ولم تنقطع بالدفن أصواتهم,فخجل الرسل
من أن يغادروا المكان كل إلي موضعه ومقر خدمته,قبل
أن تصمت أصوات الملائكة,فلم تنقطع أصواتهم مدة ثلاثة
أيام متواصلة وعندما تبين الرسل أن أصوات الملائكة
هدأت,وترتيلهم قد انقطع,تركوا الجثمانية إلي
أورشليم,ليمضي كل منهم إلي حال سبيله,ويذهب إلي مقر
عمله وقرعة خدمته.وهم بعد في الطريق التقوا بالقديس
توما الرسول,قادما من الهند علي السحاب,فأخبره الآباء
الرسل بموت العذراء ودفنها, فطلب أن يعودوا معه إلي
القبر,ليري بنفسه وينال بركة العذراء مريم ويلثم
جثمانها الطاهر,فلما رجعوا معه وفتحوا القبر المقدس,لم
يجدوا الجثمان,وإنما رأوا بخورا عطرا صعد من
القبر,ورائحة زكية ملأت جو الجثمانية,فتحيروا وظنوا في
مبدأ الأمر أن اليهود تمكنوا بعد انطلاق الرسل,من فتح
القبر وحمل جسد العذراء إلي حيث أرادوا أولا فطمأنهم
القديس توما الرسول بأنه وهو علي السحابة قادما من
بلاد الهند,رأي بنفسه جسد العذراء محمولا علي أجنحة
الملائكة فوق جبل أخميم بصعيد مصر وقد أقيم من فوقه
فيما بعد,الدير المعروف بـدير العينتخليدا لهذه الواقعة
التاريخية وتكريما للعذراء مريموأن أحد الملائكة ناداه
باسمه ودعاه إلي أن يلثم جسد العذراء وينال بركتها
المقدسة.ففعل ,ونال البركة,ثم جاء إلي أورشليم القدس
متأخرا حتي يخبر الرسل بما رأي وما سمع,فيطمئنوا إلي
مشيئة الله الذي رأي بحكمته أن يرفع جسد العذراء إلي
السماء, ليكون محفوظا في فردوس النعيم,بما يليق به من
كرامة ومجد,إذ كان لله الكلمة سماء ثانية حل فيها
الرب الإله جسديا.
وصارت الكنيسة تعيد لرحيل العذراء وافتراق روحها من
جسدها بالموت الطبيعي, في الواحد والعشرين من شهر
طوبه...وفي الواحد والعشرين من كل شهر قبطي,تكريما
وتقديسا وإجلالا.
بركة العذراء الطاهرة أم النور,فلتشمل جميع
المؤمنين,وليمنح الرب بشفاعتها السلام والخلاص والخير
لجميع الناس.آمين