قصَــــــــــــــة: ملاكــــــــــــــى الحـــــــــارس
------------
في بافاريا وفي عام 1953م حكت إحدى الصُّحُف الكنسيَّة الخبر التالي:
”مع نهاية شهر نوفمبر وقرب الاحتفال بعيد رئيس الملائكة ميخائيل, كانت
هناك صورة كبيرة في الكنيسة تُصوِّر ملاكًا وقد فرد جناحيه فوق طفل يعبُر
طريقًا مزدحمًا بالمرور, والتفَّ الأطفال يُعبِّرون عن فرحتهم وإعجابهم,
وكان من بين هؤلاء الأطفال طفلة والدها مُلحِد, فأخذ الأط...فال
الآخرون يتندَّرون على هذه الطِّفلة لأنَّها لا تفهم لمن هذه الصُّورة,
فتطوَّعَت إحدى الفتيات وشرحت لها ماذا تعني صورة الملاك الحارس. وبعد
أسبوع جاء الوالد المُلحِد غاضبًا إلى والد الطفلة التي شرحت لابنته معنى
الصُّورة وهو يصيح: "مرَّة واحدة وإلى الأبد لن أسمح لابنتك أن تضع هذه
الأفكار الحمقاء الخرقاء في عقل طفلتي, إنَّني لا أطيق هذه الخرافات,
ولسنا بحاجة إلى الملاك الحارس هذا". وبينما كان هذا المُلحِد عائدًا إلى
منـزله يتأمَّل إشارة المرور قال في نفسه: "النور الأحمر يُحذِّرنا من
الخطر, والأصفر يدعونا أن نتمهَّل وأن نتريَّث, والأخضر يرينا أن الطريق
للعبور مفتوح وأمين, فما حاجتنا بعد إلى إرشاداتك أيُّها الملاك الحارس؟"
ولمَّا اقتـرب المُلحِد إلى منـزله, رفع عينيه إلى بلكونة الطابق الرابع
حيث يسكن, ويا هول ما رآه! ابنته مُنحنية على حافَّة النافذة وهي تميل إلى
الأمام وكأنَّها تريد أن تلقي بنفسها في حضن أبيها وهي تصيح: أبي أبي...
هل تنظرني؟" فأشار الوالد إلى ابنته كي تبعد عن النافذة وهو سيدخل البيت
سريعًا ليستقبلها في حضنه, إلاَّ أنَّه حدث ما لم يكن في الحسبان, سقطت
الطِّفلة من الدور الرابع والأب يُغطِّي عينيه وهو يصرخ صرخة مُدوِّية
جعلت كل المرور يتوقَّف, وأسرع الأب ليأخذ جثَّة ابنته. وجد الأب يدًا
حانية تربت عليه برفق, وكانت يد صديقه وهو يقول له: "لم تُصَب الطِّفلة
بأذى, فقد سقطت فوق تاندة البقال الذي في الدور الأوَّل", وهنا صاحت
الطفلة بعد أن ذهب أبوها إليها: "أبي! هل رأيت ملاكي الحارس, كان منظره
لامعًا كالنور, وهو الذي حملني على ذراعيه عندما سقطتُ ووضعني فوق
التاندة, هل رأيت حبَّه وحمايته لي يا أبي؟!“See More
منقول