كنت أعمى والان أبصر !!
*****************
فرق كبير جداً بين أن تقول:"أنا أعمى" أو أن تقول "كنت أعمى".
الوصف الأول حالة حاضرة.الوصف الثاني حالة ماضية..
اختبار ذلك الرجل الذي وُلد أعمى هو اختبار كل إنسان نقلته نعمة الله
من ظلام العمى إلى نور البصر
كان ذلك الإنسان أعمى منذ ولادته..
وهذه حالة كل إنسان يولد في هذا لعالم..
فكل إنسان بالطبيعة التي وُلد بها "أعمى".
قال داود النبي يصف نفسه: "هأنذا بالإثم صُوّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 5:51).
وقال: "زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً" (مزمور 3:58).
وقال إشعياء النبي: "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه" (إشعياء 6:53).
هذا المولود أعمى هو أنا.. وهو أنت..
+ هذا الأعمى عاش في ظلام دامس لسنين لا نعرف مقدارها. فهو مولود أعمى..
لم يتسنّ له أن يرى نور الشمس، أو يرى جمال النجوم، أو يملي عينيه بجمال الزهور والخضرة والأشجار..
عالمه هو عالم الظلام. أفكاره مبنية على الظلام.. تصرفاته مغلّفة بالظلام...
ويقيناً أن إنساناً مثل هذا ليس في قدرته أن يستعيد بصره.
هذا الإنسان "رآه" يسوع.. إذ بينما يسوع مجتاز
"رأى إنساناً أعمى منذ ولادته" (يوحنا 1:9).
لم ير ذلك الأعمى "يسوع" لكن يسوع رآه..
لا فضل لذلك الأعمى في هذا الموقف.
+ ويبدو أن يسوع عندما رأى ذلك الأعمى، وقف
"فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى"
(يوحنا 2:9). كان اليهود يعتقدون أن الجنين في بطن أمه يمكن أن يخطئ،
وبنوا اعتقادهم
على تزاحم الولدان في بطن رفقة (تكوين 22:25). وقالوا إن هذا التزاحم خطية..
لكن يسوع أجاب على سؤال تلاميذه بالكلمات: "لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه"(يوحنا 3:9).
بمعنى أن هذا الإنسان لم يخطئ في بطن أمه..
ولا كانت خطية أبويه سبباً في عماه، بل وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه..
+ احتاج ذلك الأعمى إلى عينين جديدتين..
وقد قام المسيح الخالق بعمل هاتين العينين إذ أنه "تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى.
وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام.. فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يوحنا 6:9-7).
ذاك الذي جبل آدم تراباً من الأرض... ”ونفخ في أنفه نسمة حياة.
فصار نفساً حية“ (تكوين 7:2).
هو الذي تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً، صار عينين جديدتين ومن جهة أخرى أطاع وذهب إلى بركة سلوام واغتسل فيها
لقد اعلن السيد عن فضائل هذا الأعمى المسكين كيف أطاع فى يقين وثقة وهدوء
++ واغتسال الأعمى يرينا أن إعادة البصر الروحي للإنسان هو بعمل كلمة الله
فيشير إلى سر المعمودية وفاعليتها في الإنسان المعتمد
تشير أيضا إلى سر التوبة والاعتراف التي تعتبرها الكنيسة معمودية ثانية يغتسل بها التائب من خطاياه وينال بها بصيرة روحية
ليسير في النور بعد أن كان سالكا في الظلمة والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار،
والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيداً، فالتوبة هي استمرار للمعمودية- وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيداً طوال حياتنا.
فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب،وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي.
السيد المسيح الذي قال عن نفسه "أنا هو نور العالم ..
من يتبعني فلا يمشى في الظلمة بل يكون له نور الحياة " (يو 8 : 12)
قادر أن ينير عيون قلوبنا ويهبنا بصيره روحية لنسلك في النور
+ الاضطهاد الذي تعرّض له ذلك الإنسان +
بعد أن أبصر الأعمى، ورأى النور.. نور المسيح.. ونور الحياة بكل ما فيها من جمال،
تعرّض للاضطهاد من الفريسيين المرائين فشتموه.. وأهانوه.. وأخرجوه خارج مجمعهم. وكل إنسان تمنحه نعمة الله البصر الجديد،
لا بد أن يتعرّض للاضطهاد والإهانة والشتم، من المرائين، أدعياء الدين، وأدعياء الإيمان، "فقليل الحجة طويل اللسان".
"لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1).
"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون" (2تيموثاوس 12:3).
فثق في نعمة الله، أي أحسان الله للإنسان الذي لا يستحق الإحسان، وهو سيخلصك بنعمته،
ويطهرك بدم المسيح الكريم، وبعد أن تمنحك نعمة الله الخلاص الأبدي، توقّع الاضطهاد، والألم والإهانة
وافرح بها، واذكر كلمات يسوع المسيح: طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا
عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (متى 11:5-12).
+ وقد كانت الكنيسة الأولى تقوم بعماد الموعوظين
يوم أحد التناصير على اعتبار أن الشخص الذي نال سر العماد
هو كالمولود أعمى الذي أبصر ولسان حاله يقول : كنت أعمى والآن أبصر !.
منقول
*****************
فرق كبير جداً بين أن تقول:"أنا أعمى" أو أن تقول "كنت أعمى".
الوصف الأول حالة حاضرة.الوصف الثاني حالة ماضية..
اختبار ذلك الرجل الذي وُلد أعمى هو اختبار كل إنسان نقلته نعمة الله
من ظلام العمى إلى نور البصر
كان ذلك الإنسان أعمى منذ ولادته..
وهذه حالة كل إنسان يولد في هذا لعالم..
فكل إنسان بالطبيعة التي وُلد بها "أعمى".
قال داود النبي يصف نفسه: "هأنذا بالإثم صُوّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 5:51).
وقال: "زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً" (مزمور 3:58).
وقال إشعياء النبي: "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه" (إشعياء 6:53).
هذا المولود أعمى هو أنا.. وهو أنت..
+ هذا الأعمى عاش في ظلام دامس لسنين لا نعرف مقدارها. فهو مولود أعمى..
لم يتسنّ له أن يرى نور الشمس، أو يرى جمال النجوم، أو يملي عينيه بجمال الزهور والخضرة والأشجار..
عالمه هو عالم الظلام. أفكاره مبنية على الظلام.. تصرفاته مغلّفة بالظلام...
ويقيناً أن إنساناً مثل هذا ليس في قدرته أن يستعيد بصره.
هذا الإنسان "رآه" يسوع.. إذ بينما يسوع مجتاز
"رأى إنساناً أعمى منذ ولادته" (يوحنا 1:9).
لم ير ذلك الأعمى "يسوع" لكن يسوع رآه..
لا فضل لذلك الأعمى في هذا الموقف.
+ ويبدو أن يسوع عندما رأى ذلك الأعمى، وقف
"فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى"
(يوحنا 2:9). كان اليهود يعتقدون أن الجنين في بطن أمه يمكن أن يخطئ،
وبنوا اعتقادهم
على تزاحم الولدان في بطن رفقة (تكوين 22:25). وقالوا إن هذا التزاحم خطية..
لكن يسوع أجاب على سؤال تلاميذه بالكلمات: "لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه"(يوحنا 3:9).
بمعنى أن هذا الإنسان لم يخطئ في بطن أمه..
ولا كانت خطية أبويه سبباً في عماه، بل وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه..
+ احتاج ذلك الأعمى إلى عينين جديدتين..
وقد قام المسيح الخالق بعمل هاتين العينين إذ أنه "تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى.
وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام.. فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يوحنا 6:9-7).
ذاك الذي جبل آدم تراباً من الأرض... ”ونفخ في أنفه نسمة حياة.
فصار نفساً حية“ (تكوين 7:2).
هو الذي تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً، صار عينين جديدتين ومن جهة أخرى أطاع وذهب إلى بركة سلوام واغتسل فيها
لقد اعلن السيد عن فضائل هذا الأعمى المسكين كيف أطاع فى يقين وثقة وهدوء
++ واغتسال الأعمى يرينا أن إعادة البصر الروحي للإنسان هو بعمل كلمة الله
فيشير إلى سر المعمودية وفاعليتها في الإنسان المعتمد
تشير أيضا إلى سر التوبة والاعتراف التي تعتبرها الكنيسة معمودية ثانية يغتسل بها التائب من خطاياه وينال بها بصيرة روحية
ليسير في النور بعد أن كان سالكا في الظلمة والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار،
والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيداً، فالتوبة هي استمرار للمعمودية- وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيداً طوال حياتنا.
فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب،وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي.
السيد المسيح الذي قال عن نفسه "أنا هو نور العالم ..
من يتبعني فلا يمشى في الظلمة بل يكون له نور الحياة " (يو 8 : 12)
قادر أن ينير عيون قلوبنا ويهبنا بصيره روحية لنسلك في النور
+ الاضطهاد الذي تعرّض له ذلك الإنسان +
بعد أن أبصر الأعمى، ورأى النور.. نور المسيح.. ونور الحياة بكل ما فيها من جمال،
تعرّض للاضطهاد من الفريسيين المرائين فشتموه.. وأهانوه.. وأخرجوه خارج مجمعهم. وكل إنسان تمنحه نعمة الله البصر الجديد،
لا بد أن يتعرّض للاضطهاد والإهانة والشتم، من المرائين، أدعياء الدين، وأدعياء الإيمان، "فقليل الحجة طويل اللسان".
"لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1).
"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون" (2تيموثاوس 12:3).
فثق في نعمة الله، أي أحسان الله للإنسان الذي لا يستحق الإحسان، وهو سيخلصك بنعمته،
ويطهرك بدم المسيح الكريم، وبعد أن تمنحك نعمة الله الخلاص الأبدي، توقّع الاضطهاد، والألم والإهانة
وافرح بها، واذكر كلمات يسوع المسيح: طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا
عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (متى 11:5-12).
+ وقد كانت الكنيسة الأولى تقوم بعماد الموعوظين
يوم أحد التناصير على اعتبار أن الشخص الذي نال سر العماد
هو كالمولود أعمى الذي أبصر ولسان حاله يقول : كنت أعمى والآن أبصر !.
منقول