هل الابن أصغر ؟
سؤال:
نقول إن المسيح ابن الله. فهل هو أصغر منه، لأن الابن عادة يكون أصغر من الآب. وقد رأيت أيقونة فى كاتدرائية بالخارج. فيها صورة الآب بلحية بيضاء، والابن بلحية سوداء.
الجواب:
أولاً: الأيقونة التى رأيتها فى الخارج، فيها أكثر من خطأ:
أ- الخطأ الأول هو تصوير الآب. بينما الإنجيل يقول "الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خبّر" (يو1: 18). ولذلك لما أراد الآب أن نراه، رأيناه فى ابنه الظاهر فى الجسد (1تى3: 16). وهكذا قال السيد المسيح "من رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).
ب- الخطأ الثانى هو تصوير الآب بلحية بيضاء، والابن بلحية سوداء، مما يوحى بأن الآب أكبر من الابن سناً. وهذا خطأ لاهوتى، لأنهما متساويان فى الأزلية. ولم يحدث فى وقت من الأوقات أن الآب كان بغير الابن. فالابن اللوجوس Logos هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل (الكلمة). وعقل الله كان فى الله منذ الأزل، بلا فارق زمنى. ولهذا فإننى عندما رأيت هذه الصورة فى مشاهدتى لكنائس الفاتيكان سنة 1973 – قلت للكاردينال الذى يرافقنى "هذه الصورة أريوسية. ربما الفنان الذى رسمها كانت له موهبة فنية كبيرة. ولكن بغير دراسة لاهوتية سليمة"...
+++
ثانياً: الابن يكون أصغر من الآب فى الولادة الجسدانية، ولكن ليس فى الفهم اللاهوتى. وممكن أن توجد ولادة طبيعية بغير فارق زمنى. فمثلا الحرارة تولد من النار، بدون فارق زمنى. لأنه لا يمكن أن توجد نار بدون حرارة تتولد منها. إنها ولادة طبيعية، لا نقول فيها إن المولود أقل عمراً أو زمناً.
+++
مثال آخر هو ولادة الشعاع من الشمس، بلا فارق زمنى على الإطلاق. هذه هى خصائص الولادة الطبيعية، وهى غير الولادة الجسدية الزمنية. إنها كولادة النبض من القلب، وولادة الفكر من العقل، والقياس مع الفارق...