بقيرة الرشيدى حامل الصليب
الجزء الثانى
فى غمرة اعمال الخير لم ينس بقيرة واجبه... تجاه كنيسته فبعد نياحة البابا زخارياس الرابع والستين ترامى الى سمع بقيرة ان بعض ذوى الحظوة والمال يريدون ان يشرطنوا بعض اتباعهم على كرسى مارمرقس خاصة ان فى ذلك الزمان كان هناك ضريبة 3000 دينار ذهب يتم دفعها وقت سيامة البطريرك ..
ولانه غيور على كنيسته فقد جمع بقيرة بعض الاراخنة ومضوا الى الوزير على ابن احمد وكان محبا للنصارى وتناقش معه فى الامر فتنازل الوزير عن دفع 3000 دينار وطلب منهم وهو الغريب عنهم ان يختاروا الاصلح والذى يرضى الله كما قال بلغته ..
وتم جلوس البابا شنودة الثانى ال65 عام1032 م على الكرسى المرقسى وكان بيته مبنيا على غير اساس و لاصخرة كما يقول كتاب تاريخ البطاركة ولذلك اصطدم كثيرا مع الاراخنة المحبين للكنيسة خاصة بقيرة الرشيدى..وكان على البطريرك ديونا كبيرة منها اجور خدم الكنيسة مبلغ 500 دينار يتم دفعهم للكنيسة بالاسكندرية فكان البطريرك ياخذ اموالا على الشرطونية اى على رسامة الاساقفة فجاءه بقيرة وقال له هذا ليس من الدين فى شىء فقال له البطرك اقبل بكلامك ولكن من يدبر لى النفقات فقبل بقيرة ان يكتب على نفسه سجلا ان يلتزم هو بدفع النفقات مقابل ان تتم الرسامات دون دفع اموال ولكن بعض اتباع البابا رفضوا التوقيع على الورقة بل انهم جعلوا البابا شنودة الثانى يمزقها
واجتمع بقيرة ببعض الاساقفة الاتقياء وارادوا ان يصلحوا الموقف مع البابا وعندما جاء البابا استمر الاجتماع من الصباح حتى المساء دون فائدة وعندها قال البطرك لبقيرة وانت اى شىء لك فى هذا المجمع ) على اعتبار انه اجتماع للاساقفة .. ولم ينصلح الحال واستمر بقيرة فى دوره فى اصلاح البيعة حتى تكون بلا غضن
وبقيرة الرشيدة لم يكن فقط معترفا بالمسيح وحاملا صليبه فى مواجهة الحاكم بامر الله ولم يكن فقط خادما امينا محافظا على الكنيسة وعوايدها بل كان ايضا مؤلفا موهوبا فقد كان من الاربعة الذين اشتركوا مع الانبا ساويروس بن المقفع فى كتابة تاريخ البطاركة وجمع السير المقدسة من الاديرة وترجمتها من القبطية واليونانية الى العربية فقد كان فى بداية حياته كاتبا فى الديوان قبل ان يتفرغ لرعاية المساكين والفقراء
ولا يذكر لنا التاريخ متى تنيح بقيرة ابن الرشيدى حامل الصليب ولكن تبقى سيرته عطرا يفوح بين صفحات التاريخ تشهد للمسيح فى كل وقت
ياسر يوسف
By: عضمة زرقــــا | تاريخ الاقباط