لو افترضنا ان الحب (العاطفى) ليه قواعد اوقوانين غير مكتوبة , هنلاقى ان اغلبنا بيؤمن بنفس القوانين, وسبب اتفاقنا ان المصدر اللى استقينا منه معلوماتنا وكوننا بيه ثقافتنا عن الحب والعلاقات العاطفية واحد , اللى هو "الافلام, روايات وقصص الحب, الأغانى, برامج الحب" لأن محدش فينا وهو صغير دخل مدرسة لتعليم الحب او أخد فيه قرصات, وغالبا الأب والأم هما كمان كوٍنوا ثقافتهم عن الحب من نفس المصدر ,وبالتالى بنستمر فى توارث نفس الثقافة المتداولة بغض النظر عن صحتها !

آن الأوان اننا نقف لحظة ونسأل نفسنا : هل مفاهيم الحب اللى بتصدرهلنا وسائل الاعلام حقيقية ؟!

وسائل الاعلام صدرت لينا اوهام وافتراضات مغلوطة عن العلاقات العاطفية, واحنا قبلناها واتعاملنا على اساسها بشكل تلقائى ولا واعى, والنتيجة كمية فشل وإحباط وجرح مترسبة من العلاقات دى واشباهها

الافتراض الاول
الحب هو "الانجذاب" او "الافتتان" او "الشهوة"

مش ضرورى تكونى عارفة طريقة تفكيره او اهتمامتكم المشتركة او ردود افعاله فى المواقف المختلفة
مش مهم تكون تعرفها,وجايز متكونش حتى عرفت اسمها
انت محتاج بس لمجرد نظرة فى عنيها او يفتنك صوتها او تلمس ايديها او تسمع ضحكتها فتتفجر داخلك تلك المشاعر الملتهبة , ابشر , انه الحب وليس آخر سواه !!
فقط اقنع نفسك ان هذا الشخص سيمتلك كل ما تحتاجه فى شريك حياتك , واقضى عدة ساعات يوميا فى تخيل علاقتكم المستقبلية واسماء اطفالكم !
ففى فيلم "عمر وسلمى" بمجرد ما "سلمى" خلعت النضارة علشان تهزًق "عمر" (زير النساء) اللى بدوره شاف عنيها ,فأصابه السُطَل والسرحان, واقسم المتفرجين انه غرق فى حبها !
شوفتوا ازاى الحب بيحصل بسرعة ومش محتاج بذل اى مجهود !
وطالما ده حصل مع تامر حسنى فلا مانع انه يحصل معاك !
الحب هنا "وليد الموقف واللحظة !"
افلام واغانى كتير تلاقيهم بيتكلموا عن الحب وتكتشف فى النهاية انهم قصدوا "الشهوة" او "الافتتان" بس قالوا عليه "حب" !
يعنى لما "مهند" يحب "مراة عمه" فى مسلسل "العشق الممنوع" وكل البنات تكون متأثرة بقصة الحب دى يبقى مفيش مشاكل !
وخد عندك مثال لما "علاء ولى الدين" بيسأل طالب فى ثانوى بكل شغف "بتحبها ؟" (عن حبه لطالبة), فرد الولد بالأيماء , فأبتسم بفرح علاء ولى الدين وبارك تلك العلاقة !
فليه ميدخلش معظم المراهقين فى علاقات مشابهة معتقدين انه "حب" !
اى مشاعر بقينا بنطلق عليها "حب" علشان نقننها ومنحسش بالذنب

الافتراض الثانى :
لكل انسان شريك حياة محدد وتفصيلى مخلوق لأجله
والقدر سيتوى تدبير لقائهما فى حدث محدد من قبل الازمنة, وسيتعرف كل منهما على الآخر بطريقة لا تدع مجالا للشك انه الشخص "المختار" , او بطريقة عبثية وعرضية زى افلامنا المشهورة :
تيتانك :البطل لقى "المختارة" فى موقف انقذها فيه من الانتحار !
تامر حسنى :دايما بيلاقيها بعد ما يضرب الاشرار ويحميها او ينضرب علشانها
ابو على : "كريم" لقى "منى" وهو هربان بعد ما سرق وهى طفشانة !
طرف طارق :"حلمى" اننقذها من الموت
لا تراجع ولا استسلام , مافيا : "المختارة" هو البنت اللى بتدرب البطل
الشبح : "احمد عز" لاقاها وهو هربان
كود 36 : "مصطفى شعبان" بيحمى البطلة من الارهابيين !
وافلامنا مليانة بعبارات ك "انت توأم روحى" "نصيبك يا بنتى هيجيلك لحد عندك"
اما عن الاغانى اللى فيها "انت قدرى ونصيبى ومكتوبى" و "كأنى اعرفك من زمان" فالقائمة لا تنتهى
بعد عشرات ومئات من الافلام والاغانى اتسرخ فى مفهومنا ان الحب "قدرى" , نقوم نترجم اى موقف مشابه للأفلام حسب ما منتظرينه يحصل ! فبندخل فى علاقات مبنية على اوهام ونتيجتها بتكون معروفة مسبقا
فأذا جالك راحة نفسية فأنه المختار ولنستمر , وان ظهرت مشاكل بعد فترة فأن "نفس الشخص" لم يعد "المختار" ولننتظر ظهور "المختار الحقيقى" الذى ربما يتكرر معه نفس السيناريو !!

الافتراض الثالث
الحب يتخطى الحواجز المادية
حتى لو ظروفك المادية وحشة او غير مناسبة,حتى لو مش بتشتغل علشان لسة فى الكلية, متقلقش ,فقط تمسك بحبك وعهودك, والقدر سيتكفل بحل باقى مشاكلكم
فقد تفوز بمسابقة احسن كابلز كما فى فيلم "حمادة يلعب"
او يكافئك ابو صديقتك كما فى فيلم "كلم ماما"
او تجيب فلوس النقطة بالكراسة الصفرا كما فى "اللمبى"
المهم ان الظروف ستتحسن من تلقاء نفسها فلا تلقى بالا لتلك الحسابات ولا غيرها

الافتراض الرابع
الحب يتخطى الحواجز الطبقية
لا تلقى بالاً لتلك الحسابات اساسا , هتحبك وهتبقوا سعداء زى ما "جرمين" حبت "حزلقوم" وما بينهم اميال من الفوارق وزى ما "هنيدى" حب "غادة عادل" فى "بلية ودماغه العليا" , ولا هيأثر على العلاقة بعد كدة

الافتراض الخامس
الحب يتخطى كل العيوب , واللى بتحبه تقبل كل عيوبه
عندك فيلم "عن العشق والهوى" لم تجد "منى ذكى" اى ضرر او حرج فى الاستمرار فى علاقتها مع "مجدى كامل" الحشاش ! , وكله يهون من اجل الحب ! (وشكرا للمخرج انها قطعت علاقتها بيه فى النهاية)
اما فيلم "سنة اولى نصب" تفعل "نور" ما هو اسوأ حيث تقرر الاستمرار فى حب شخص "نصاب" (وكله يهون طالما "احمد عز" !)
انتى كمان تقدرى ترتبطى بشخص بخيل او عصبى او مدمن , مش مهم ازاى هتتعاملى مع المشكلات دى بعد كدة,ولا تفكرى اصلا فى الفرعيات دى, اقنعى نفسك انه هيتغير مع الوقت وانك قادرة تأثرى عليه زى ما كتييير من الممثلات قدرت تغير حبيبها المنحرف لشخص كويس !!

الافتراض السادس
الحب يتخطى الزمن ولا يتأثر بالظروف
فى افلامنا مفيش اى مانع او غرابة ان طفل فى الحضانة او ابتدائى يقع فى حب طفلة ويستمر فى حبها لمدة 20 او 30 سنة وثم يكلل هذا بالزواج , او ينفل عنها من بعد الابتدائية ويلتقى بيها مرة اخرى بالصدفة بعد 20 سنة وتنتهى القصة بنفس النتيجة مع سبق الاصرار والترصد ,زى فيلم "ابراهيم الابيض"
فلا يهم انك لست فى مرحلة الادراك, ولا يهم انك غير ناضج, ولا يهم ان خبرتك فى الحياة ناقصة او معدومة,ولا يهم ان طباعك وميولك ستتغير مع الزمن وبالتالى نظرتك لما تحتاجه فى شريك حياتك
وبالتالى لا مانع اننا نحب من اعدادى وثانوى ونقول : ما فلان بيحب فلانة من اعدادى ودلوقت اتجوزى وزى الفل ! (وكأننا عايشيين وسطهم وعارفين انهم مبسطوين !)

الافتراض السابع
الحب هو المُخلٍص المنتظر
فمثلا "شيرين" بتقول فى اغنية "بكلمة منك" "بكلمة منك تريحنى من الهم الى انا شايلاه .. تعيشنى الى موش عايشاه..دا انا من قبلك انا عايشة مع العايشين
بكلم نفسى بالواحدة بقالى سنين "
و "سميرة سعيد" تقول فى اغنية "عايزة اعيش عمري بيك وانسي خوفي وانسى ضعفي بين ايديك"
وبناءا على المفاهيم دى بننتظر من الآخر توقعات "شبه الهية" وبالتالى لا مفر من "الاحباط" و"اللوم" على الاحتياجات اللى مش هتتحقق
منقووول