في احدى المواني البحرية بإحدى البلاد
كان يوجد تاجر يريد ان يرسل شحنة اسفنج وشحنة ملح من مدينه الي مدينه اخري بنفس البلد
فأتي بمركبتين وحمل علي كل منها الكمية المطلوبه
الأولى خمسة وعشرون طن اسفنج .. والاخري خمسين طن ملح
وعند الحساب اعطي التاجر صاحب المركب المحمله بالملح نفس حساب المركب المحملة بالاسفنج
وذلك لحب التاجر لصاحب المركب المحمله بالاسفنج وبسبب الصداقة التي كانت بينهم
فغضب صاحب المركب المحملة بالملح وقال للتاجر كيف تضع علي مركبتي شحنه ضعف شحنته وبنفس السعر
ولماذا لا تعطيني انا الاسفنج كي احمله ... هل اعطيته الاسفنج بسبب الصداقة التي بينكم
فقال التاجر انت وهو سوف تتجهان الي نفس المكان .. ولا مجال للصداقة في العمل
فكمية الوقود المستخدمة لديك نفس كمية الوقود المستخدمه لديه
والمسافه التي سوف تمشيها هي نفس المسافه التي سيمشيها
فرفض صاحب المركب العرض وقال له ابحث عن مركب اخر
ولكن سرعان مايتراجع في قراره لأنه تذكر ابنه المريض الذي يحتاج الي علاج .. وانه في احتياج لكل قرش
فقال للتاجر حسنا سوف انقل البضاعه بالمبلغ المتفق عليه
وحينما ابحرت المركبتان في المياه واذا بعاصفة شديده يصحبها امطار غزيرة لمده تجاوزت النصف ساعه
تسببت في بلل الملح فجعلته يذوب في الماء واصبحت المركب خالية من اي بضائع
ولكن عند هبوط المياه علي المركب المحملة بالأسفنج
جعلت الأسفنج يشرب المياه مما ادي الي ثقل وزنه اضعاف الاضعاف
فبدأت المركب في الغرق بالمياه بسبب الثقل الرهيب الذي سببته الامطار
فشكر الرجل صاحب المركب المحملة بالملح الرب علي مافعله معه
عزيزي القارئ مهما كانت حمولتك ثقيله وهمومك واوجاعك لا تقدر ان تتحملها
ثق ان الرب سوف يخفف عنك احمالك بإرساله امطار تعزيته
فأمطار الرب هي التعزية والرجاء الذي يعطينا اياه كي تذوب كل همومنا واوجاعنا
ولا تسير وراء الشيطان الذي ظهر في القصة بصورة التاجر
فالشيطان يختار الانسان البعيد عن الله ويصاحبه ويعطيه كل مايريده من اشياء جميله
فقط قل انتظر امطارك يارب مهما كانت حمولتي ثقيله
انتظر تعزياتك يارب مهما كانت اوجاعي شديده
اطلب الرب تجده ولا تيأس ولا تشك في رحمته
الملح والإسفنج لـ مايكل سامي